سقوط آخر معاقل النظام في إدلب بسيطرة المعارضة السورية على مطار أبو الظهور

العاصفة الرملية التي تضرب المحافظة سهّلت على القوى المهاجمة مباغتة قوات الأسد

صورة نشرتها مواقع المعارضة بعد سيطرتها على مطار أبو الظهور العسكري في إدلب أمس
صورة نشرتها مواقع المعارضة بعد سيطرتها على مطار أبو الظهور العسكري في إدلب أمس
TT

سقوط آخر معاقل النظام في إدلب بسيطرة المعارضة السورية على مطار أبو الظهور

صورة نشرتها مواقع المعارضة بعد سيطرتها على مطار أبو الظهور العسكري في إدلب أمس
صورة نشرتها مواقع المعارضة بعد سيطرتها على مطار أبو الظهور العسكري في إدلب أمس

سيطرت قوات المعارضة السورية أمس على آخر معاقل النظام في محافظة إدلب في شمال سوريا، من خلال نجاح الفصائل المنضوية في المجلس العسكري و«جبهة النصرة»، باقتحامها مطار أبو الظهور العسكري وإحكام قبضتها عليه بشكل كامل بعد عامين على محاصرته ومعارك الكرّ والفرّ التي خاضتها مع القوات النظامية المتحصّنة في داخله.
وأفادت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» بأن «مقاتلي الفصائل المسلحّة المؤلفة من (لواء الحق) و(حركة أجناد الشام) و(فيلق الشام) -التابعين للجيش السوري الحرّ- بالإضافة إلى (جبهة النصرة) و(حركة أحرار الشام) وعدد آخر من فصائل (جيش الفتح) تقاسمت المهام القتالية». وقالت إن «فصائل معينة تولت تغطية نقاط التماس في محيط المطار، بينما تولت (النصرة) ومجموعات من فصائل أخرى اقتحام عمق المطار والتوغل فيه وتحريره». وأكدت المصادر أن «سوء الأحوال الجوية والعاصفة الرملية الشديدة التي تضرب إدلب سهّلت على القوى المهاجمة تنظيم عمليتها ومباغتة قوات النظام، وشنّ هجوم عنيف على المطار المذكور وتحريره».
ونقل موقع «الدرر الشامية» الإخباري المعارض، عن قيادات ميدانية في «جبهة النصرة»، تأكيداتها أن الجبهة «سيطرت بشكل كامل على مطار أبو الظهور، وأن جنود نظام الأسد والميليشيات المساندة لهم الموجودة داخل المطار سقطوا بين قتيل وجريح وأسير، كما تمت السيطرة على الأسلحة الثقيلة الموجودة في داخله».
من جهته، رأى عضو المجلس العسكري في الجيش السوري الحر أبو أحمد العاصمي أن «تحرير مطار أبو الظهور هو ترجمة عملية على ما سبق وأعلناه بأن قوات النظام في شمال سوريا باتت في حال من الانهيار». وأكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما أخّر تحرير المطار إلى هذه الوقت هو دخول تنظيم داعش على خطّ المعارك في الشمال بهدف تخفيف الضغط على النظام، والدليل أنه كلّما تقدمت المعارضة على جبهة في الشمال نحو الحسم مع النظام، تتحرّك (داعش) نحو مدينة مارع وفتح جبهات في محاولة لإرباك فصائل المعارضة ومنعها من التقدم».
ومع تطهير إدلب من أي موقع عسكري لنظام الأسد، تبقى ميليشيات «قوات الدفاع الوطني» الموالية له ومقاتلين من «حزب الله» اللبناني، مسيطرين على بلدتي كفريا والفوعة اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية، إذ لا تزال الاشتباكات مستمرة في محيط هاتين البلدتين بين هذه العناصر من جهة، وفصائل «جيش الفتح» التي انضمت إليها مؤخرًا «جبهة النصرة» وكتائب المهاجرين من جهة أخرى.
وعزا العاصمي حسم معركة أبو الظهور إلى أن «الفصائل المقاتلة أبلت بلاء حسنًا في إدارة المعركة بشكل كامل، واستفادت من تكثيف الغارات الجوية لطيران التحالف الدولي على مقرات (داعش) ووقف تقدم الأخير في ريف حلب، ما مكنها من التحرك براحة أكبر، عدا عن أن مئات المقاتلين الذين تفرغوا في الأشهر الأخيرة لمحاربة (داعش) في حلب، انتقلوا في الساعات الأخيرة إلى إدلب والتحقوا بفصائلهم التي تحاصر مطار أبو الظهور وبدأ الهجوم الذي تكلل بالنصر».
وأكد العاصمي أن التنسيق بين النظام السوري و«داعش» بات واضحًا، كاشفًا عن معلومات تتحدث عن «لقاءات وتواصل بين الطرفين، وقد أثبتت المخابرات التركية أن اتفاقا أبرم بينهما قضى بتسليم النظام مدينة تدمر الأثرية إلى (داعش) مقابل وعد من الأخير أن يؤازره في معركة حلب». لافتًا إلى أن «تحرير مطار أبو الظهور لا يعني أن تغييرًا جذريًا طرأ على مسار معركة الشمال باعتبار أن المطار كان بحكم الساقط، لكن التغيير المنتظر هو في المنطقة الآمنة التي بحسب معلوماتنا أقرت، وهي بطول 90 كيلومترًا وعمق 45 كيلومترًا، وتبدأ من جرابلس تل أبيض وصولاً إلى عفرين».
عضو المجلس العسكري في الجيش الحرّ، لم يجد في الانسحابات التكتيكية لقوات النظام من مناطق محددة، وفتح الطريق أمام «داعش» لدخولها، إلا «تحضيرًا من هذا النظام لمرحلة تقسيم يعمل عليها مع الإيرانيين». ويجزم العاصمي بأن «النظام سينسحب قريبًا من منطقة القلمون في ريف دمشق، تمهيدًا لمرحلة خسارته دمشق ولكن بالطبع بعد معركة ستكون طويلة ومكلفة، لينسحب نحو الساحل من أجل الدفاع عن الدولة العلوية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.