اختيار الفيلم العراقي «تحت رمال بابل» للمنافسة على جائزة مهرجان فينيسيا

وثق انتفاضة عام 1991 ضد نظام صدام حسين

ملصق الفيلم
ملصق الفيلم
TT

اختيار الفيلم العراقي «تحت رمال بابل» للمنافسة على جائزة مهرجان فينيسيا

ملصق الفيلم
ملصق الفيلم

لم تكن هي الجائزة الأولى التي يحصدها الفيلم العراقي «تحت رمال بابل» الذي لقب بصياد الجوائز، بينما حصل مخرجه الشاب محمد جبارة الدراجي على صفة محرك عجلة السينما العراقية من جديد، عبر ما أنجزه هو ومجموعة من الشباب من أفلام متميزة لأجل استنهاض السينما وزجها في مسابقات ومهرجانات عالمية وعربية استطاعت أن تعيد شيئا من ألق وقوة الفن السينمائي العراقي بأفكاره التي تنال رضا الجمهور لما تقدمه من صورة عاكسة كبيرة لكل ما مر به العراق من أحداث وويلات.
المركز العراقي للفيلم المستقل ومؤسسة عراق الرافدين للإنتاج الفني، أعلنا عن اختيار فيلم «تحت رمال بابل» للمخرج محمد جبارة الدراجي للمنافسة على جائزة مدينة فينيسيا من بين 5 أفلام عالمية في 10 / 9 / 2015 على هامش مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الثانية والسبعين، وهذا الترشيح كما يقول المخرج الدراجي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «جاء مكللاً لمسيرة الفيلم التي بدأت مع حصوله على، جائزة أفضل فيلم في العالم العربي في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي في أول عرض دولي للفيلم، وكذلك ترشيحه لجائزة السلام الدولية التي تمنحها مؤسسة السينما العالمية في مهرجان برلين السينمائي الدولي».
تتناول أحداث فيلم «تحت رمال بابل» الذي سبق أن حصد جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان أبوظبي السينمائي عام 2013، قصة حرب الخليج في العراق عام 1991 التي يفرّ منها إبراهيم وهو جندي عراقي، من الكويت في أعقاب انسحاب الجيش. لدى عودته إلى وطنه، ويواجه رحلة محفوفة بالمخاطر، فلا يوجد أمامه سوى مسار واحد فقط عبر الصحراء الجنوبية. يقع إبراهيم في قبضة الحرس الجمهوري ويُزج به في سجون نظام صدام حسين لدى اشتباههم فيه بأنه خائن. ولكن في الوقت الذي يبدو فيه مصير إبراهيم محسومًا، ينتفض سكان الجنوب العراقي خارج أسوار السجن غارسين أمل الحرية في نفوس الأسرى والمُعتقلين بحثًا عن إجابات حول الماضي، يلتقي مخرج الفيلم مع ثلاثة من الناجين في الانتفاضة: مصوّر فوتوغرافي يحمل سرًا أليما، ومزارع يُخفي ندوبه في محاولة لنسيانها، وسجين سابق انتهكت إنسانيته بوحشية. ويمضي الفيلم بكشف الأسرار المأساوية والموسومة بالشجاعة لأولئك الناجين، جسد أدوار البطولة فيه كل من سامر محمد، وأمير الدراجي، وحسن بخيت، وحيدر جمعة.
الدراجي، قال: «المفارقة أن فيلم (تحت رمال بابل) هو الفيلم الوحيد الذي حقق نجاحات عالمية وعربية من أفلام بغداد عاصمة الثقافة العربية عام 2013 ورغم ذلك لم يستلم مستحقاته المالية على الرغم من القضايا القانونية التي رفعتها وانتهت لصالحي».
وأشار إلى أن هدف المركز هو الإسهام في نهضة السينما لما لها من دور في التخفيف من وطأة الظروف الصعبة التي مر بها العراق، كما أننا نؤمن بأن السينما أداة فاعلة في خلق ثقافة منتصرة وجديدة تتمكن من دحر الفكر الإرهابي وتوثيق الكثير من الحقائق.
ويعد المركز العراقي للفيلم المستقل الذي يترأسه الفنانان محمد الدراجي وعدي رشيد أحد المراكز السينمائية المستقلة ومقره في بغداد، وهو مدرسة للسينمائيين ومحبي هذا الفن، يجمع بين الرؤية العالمية الحديثة للسينما والرؤية العراقية للنهوض بواقع السينما العراقية من ناحية الإنتاج والتعليم وغيرها. واستطاع أخيرا وعبر التعاون مع وزارة الثقافة العراقية ومشروع (بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013) إنتاج 6 أفلام عراقية روائية قصيرة عرضت في مهرجان دبي السينمائي الدولي بعنوان «إرث عراقي: أطفال المستقبل»، وقد جرى إنتاج الأفلام الـ6 في ورشة تعليم التصوير على كاميرا 35 ملليمتر السينمائية واستمرت سنة كاملة، انخرط فيها 20 طالبا، حيث يدرس البعض منهم الآن في الخارج ضمن مشروع المركز العراقي للفيلم المستقل لبناء جيل جديد من صناع السينما في العراق.
عن ذلك قال الناقد السينمائي علاء المفرجي: «الحضور المتميز للسينمائيين الشباب في السنوات الأخيرة، أثبتت أن مستقبل الفيلم العراقي يرسم ملامحه الشباب، ويكفي حضورهم المتميز في المهرجانات السينمائية العربية والعالمية وما ظفروا به من جوائز كثيرة رغم إمكاناتهم المحدودة».
وأضاف: «تركيز مواضيع تلك الأفلام على الحروب وما شابها من دمار وفقدان يأتي ليؤكد أن شباب السينما الذين يتصدون اليوم لمهمة بلورة انطلاقة جديدة لها في السنوات الـ10 الأخيرة هم أنفسهم من اكتوى بنار الحروب وآثارها المدمرة، فكان من الطبيعي أن يستعيدوا في أفلامهم طفولتهم غير المكتملة».
وتجدر الإشارة إلى أن المخرج محمد الدراجي ولد في بغداد، ودرس في معهد الفنون الجميلة، ثم غادر إلى هولندا ودرس فيها وحصل على شهادة البكالوريوس في إدارة التصوير السينمائي بأكاديمية هلفرسون للأفلام ودرس أيضا في كلية سينما بالميدز ببريطانيا وحصل على شهادة الماجستير في الإخراج السينمائي والتصوير السينمائي، وحصل على أكثر من 85 جائزة عربية وعالمية، شاركت أفلامه الـ5 في أكثر من 400 مهرجان عالمي.
وقد شارك المركز العراقي للفيلم المستقل هذا العام في مهرجان كان السينمائي ضمن خيمة السينما العربية والتي تضم عددا مهما من المؤسسات السينمائية العربية للترويج للسينما العربية لأكثر من 12 بلدا عربيا في هذا المحفل الدولي الكبير وكان المركز ممثل العراق في هذا المحفل أنتج المركز أكثر من 15 فيلما طويلا وقصيرا ووثائقيا، شاركت هذه الأفلام في أكثر 500 مهرجان عالمي وحازت على 90 جائزة سينمائية عالمية وعربية.
والمركز العراقي للفيلم المستقل هو مركز سينمائي عراقي مستقل مقره في بغداد، حيث يعتبر مدرسة للسينمائيين ومحبي فن السينما، يجمع بين الرؤية العالمية الحديثة للسينما والرؤية العراقية للنهوض بواقع السينما العراقية من ناحية الإنتاج والتعليم والنواحي الأخرى لملامح الفيلم العراقي الناجح.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.