«لبنان لماذا؟».. فيلم تسجيلي عن الحرب يشهد عرضه الأول

حكاية فيلم لبناني لم يعرض منذ 35 سنة

جورج شمشوم هاربا من رصاص الحرب خلال التصوير
جورج شمشوم هاربا من رصاص الحرب خلال التصوير
TT

«لبنان لماذا؟».. فيلم تسجيلي عن الحرب يشهد عرضه الأول

جورج شمشوم هاربا من رصاص الحرب خلال التصوير
جورج شمشوم هاربا من رصاص الحرب خلال التصوير

* قبل أسابيع قليلة شهد اللبنانيون عرض فيلم تم إنتاجه قبل نحو 35 سنة ولم يعرض لهم من قبل. لم يكن ممنوعا ولا كان يبحث عن موزعين أو ساقطا من الحسبان نتيجة خلاف بين الممولين مثلا، بل تم إنجازه في ظروف الحرب التي باعدت بينه وبين فرص عروضه قبل أن تتناساه الأيام الطويلة التي مرّت منذ تحقيقه.
* الفيلم هو «لبنان.. لماذا؟»، والمخرج هو جورج شمشوم الذي كان عاد من النيجر حيث وُلد هناك قبل سنوات قليلة من بداية الحرب الأهلية اللبنانية وفي باله تحقيق أفلام سينمائية لبنانية. نظر حوله فوجد أن هناك فرصا متاحة في منتصف الستينات، وفي عام 1968 تم له تحقيق أول أفلامه «إنسايد آوت»، وبعد فترة وجيزة أنجز «عذاب بعد الموت» كلاهما شهد عرضا محدودا وسط ما حفلت به الفترة من أفلام لبنانية، ولبنانية – سورية، ولبنانية – مصرية، وكلها من النوع الترفيهي الرائج.
«لبنان.. لماذا؟»، كان فيلمه الثالث وأنجزه سنة 1978، لكن تصويره بدأ قبل ذلك بعام. لقد نشبت الحرب الأهلية بين قوى ذات أجندات مختلفة. كل منها أراد لبنان على مقاسه، ولم يكن القتال سوى طريقة للتأكيد على أن رغبته هي التي ستسود وتنتصر، وأن لبنان الجديد عليه أن يكون كما يريده أن يكون أو لا يكون على الإطلاق.. وكان ألا يكون بالفعل.
طرح «لبنان.. لماذا؟» هذا المفهوم منتقلا بين المتقاتلين، مجسدا عنف القتال والقتل والتقتيل وعاكسا ما يحدث على أرض الواقع بلا رتوش. فالفيلم تسجيلي، لكنه في الأهمية ذاتها، فيلم غير وعظي ولا هو محاولة للانضمام، شعوريا أو على نحو غير شعوري، لمعسكر ضد آخر.
نقل الواقع كما هو جعل الفيلم، بالنسبة لمموليه من أسرته، حيارى. البعض توقع أن يقف شمشوم، كونه مارونيا، مع طائفته. البعض الآخر رأى، حسب المفهوم التقليدي آنذاك، أن في الفيلم منحى شيوعيا. وبعض أهل اليسار اعتبره يمينيا بدوره.

* ثلاث نسخ
* الواقع أن الفيلم لم يكن سوى رصد للحرب القائمة، وأن صوته كان معاديا للعنف وللحرب بصرف النظر عمن قام به. على الشاشة لا يمكن تمرير مشهد أم تروي كيف خسرت أولادها الشبّان الثلاثة، وإذا كان هؤلاء الشبّان من سنّة طرابلس فإن شمشوم، الذي ينتمي إلى قرية مزيارة القريبة (من أجمل مناطق الشمال اللبناني) لم يجد سببا يجعله يتجاهل مثل هذا الوجع الأمومي بصرف النظر عن مصدره وطائفته.
انطلق شمشوم بالفيلم حال انتهائه من تصويره (آلاف الأمتار من الأشرطة) إلى أثينا حيث أم الاستوديو للقيام بالمونتاج مع مروان عكاوي، واستطاعا تقديم ذلك الفيلم الذي خرج (كما مخرجه) من لبنان ولم يعد إليه حتى سنوات كثيرة من بعد.
حين عرض شمشموم النتيجة على مموليه وواجه ما واجهه من اتهامات قام بتوليف نسخة أخرى مختصرة لكنها كانت نسخة جيدة تقنيا (كالفيلم الأصلي بأسره) لكنها فاقدة الطعم. وهي بدورها لم تحظ بكثير من التأييد فاضطر لإنجاز نسخة ثالثة بفترة زمنية أقل أرضت هؤلاء لكنها لم تعن له ما عناه له فيلمه الأول.
في بيروت قبل أسابيع عرض تلك النسخة الأولى، واكتشف الجيل الجديد أحد أهم الأفلام اللبنانية حول الحرب، وما أكثرها خلاله وبعده. سينما مترو، التي اعتادت تقديم المختلف عموما، عرضته مرتين يوم الاثنين في الرابع والعشرين من الشهر. والمخرج يتبنّى أنه المسؤول عن عدم عرض الفيلم منذ عام 1980 قائلا: «لقد أوقفت فرص عرض الفيلم الذي أنجزته لأن النسخة التي أقدمت عليها سنة 1980 لم تكن النسخة الأصلية التي أردت».
وكان قال لنا في تصريح خاص: «سيبقى «لبنان.. لماذا؟» عملا مهما بالنسبة لي. بل هو أهم فيلم أنجزته في لبنان قبل مغادرتي له. أنا فخور به وبكل من اشترك معي في تحقيقه. وبعد كل هذه السنوات، ما زالت رسالته الداعية إلى نبذ الحرب وإلى بناء لبنان بتعاون كل مواطنيه حية ومطلوبة اليوم كما حين حققت الفيلم».
كان «لبنان.. لماذا؟» أول فيلم تسجيلي عن الحرب الأهلية اللبنانية. تلك الحرب التي لن يكون هناك مهرب من إطلاقها في أفلام تسجيلية أخرى (وروائية طبعا) تداولت الموضوع المؤسف ذاته وبعضه - على نحو طبيعي - كان أفضل من بعضه الآخر.
منها غمر المخرجون مي المصري وجان شمعون وفيليب عرقتنجي والكثير سواهم مواضيعهم التي تجاذبت الحديث لكن معظمها كان على قدر المسؤولية في عدم الانحياز للحرب بصرف النظر عن أسبابها والمرجعية الدينية أو الطائفية التي انطلق منها كل واحد منهم.
آخر هذه الأفلام كان «لي قبر في هذه الأرض» لرين متري، الذي صوّرت تبعاته اللاحقة، كالكثيرين سواها، في فيلم بالغ الجودة والرصانة.
تبدأ المخرجة فيلمها بالحديث عن قريتها التي تقع شرق صيدا واسمها عير المير. تقدّمها جغرافيًا ثم سكانيًا. أهلها مسيحيون عاشوا هناك أبًا عن جد. امتلكوا المنازل المنتشرة في أرجائها والأراضي الخضراء المحيطة بها وعاشوا فيها إلى بدأت الحرب الأهلية بتهجير كل أقلية إلى حيث تكمن «أكثريتها». حين كانت رين ما زالت صغيرة، تقول في صوتها المعلق على ما تلتقطه من مشاهد وذكريات، شهدت اضطرار عائلتها للنزوح من عير المير إلى جونية ولو أن الكثيرين من جيران عائلتها اختاروا بلدة جزين ومنطقتها. لاحقا اضطرت أمها لبيع الأرض. الآن ذلك البيت الذي تجوب المخرجة أرجاءه مرشح للبيع. لكن المخرجة لا تستسيغ ذلك. تقول إن بيع الأرض أقل إيلاما من بيع البيت. البيت هو المحيط من الداخل. المكان الذي تأوي إليه.. الحقول والجبال والأشجار. الغرف التي يكبر فيها البشر وتعيش بين جدرانها الذكريات.
على أكثر من نحو، يأتي الفيلم الأخير حول الحرب مكملا للفيلم الأول عنها. تلك الحرب التي لا تزال معيشة على الشاشة برغبة أن تذكرنا وتنفعنا ذكراها.



سيف علي خان يصاب بست طعنات في منزله

النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)
النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)
TT

سيف علي خان يصاب بست طعنات في منزله

النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)
النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)

تعرض نجم بوليوود الهندي سيف علي خان للطعن من متسلل في منزله في مومباي، اليوم الخميس، ثم خضع لعملية جراحية في المستشفى، وفقاً لتقارير إعلامية.

ونقل النجم البالغ من العمر (54 عاماً) إلى المستشفى من منزله في مومباي، حيث يعيش مع زوجته الممثلة كارينا كابور وولديهما.

وأفادت وكالة «برس ترست أوف إنديا»، نقلاً عن طبيب بمستشفى ليلافاتي، بأن جرحين من الجروح الستة كانا عميقين، وأحدهما كان بالقرب من عموده الفقري.

وذكرت وسائل إعلام هندية، نقلاً عن الشرطة، أن المتسلل اقتحم المنزل نحو الساعة 2:30 صباحاً (بالتوقيت المحلي)، وهرب بعد طعن خان، وأصاب موظفة في المنزل خلال الهجوم.

وقالت كارينا كابور، زوجة خان، في بيان، إن عائلتها بخير وطلبت «من وسائل الإعلام والمعجبين التحلي بالصبر وعدم إطلاق التكهنات، لأن الشرطة تقوم بالتحقيق».

ويعمل سيف علي خان منتجاً للأفلام، وشارك بالتمثيل في نحو 70 فيلماً ومسلسلاً تلفزيونياً. هو ابن قائد فريق الكريكيت الهندي السابق منصور علي خان باتودي والممثلة البوليوودية شرميلا تاجور.

حصل سيف على جوائز متعددة لأدواره في السينما الهندية، بما في ذلك سبع جوائز «فيلم فير». وفي عام 2010، حصل على جائزة «بادما شري»، وهي رابع أعلى جائزة مدنية هندية.