قادة الجيش الجنوبيون يباشرون عملهم في عدن

محافظ الضالع: ميليشيات الحوثي وصالح استهدفت كل مقومات الحياة فيها

قادة الجيش الجنوبيون يباشرون عملهم في عدن
TT

قادة الجيش الجنوبيون يباشرون عملهم في عدن

قادة الجيش الجنوبيون يباشرون عملهم في عدن

توجهت قيادات الجيش الجنوبية، أمس، إلى محافظة عدن. وقالت مصادر مطلعة من القوات لـ«الشرق الأوسط» إن لقاء موسعا جمعهم في مدينة المنصورة، وسط عدن، وضم قيادات الجيش، في محافظات الجنوب، عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة وحضرموت.
وأضافت أن القادة، أكدوا على مسألة الأمن والاستقرار، في محافظة عدن، وضرورة وضع خطة أمنية، تشارك فيها قيادات المقاومة الأمنية، لافتة إلى أن اللقاء كرس في الناحية الأمنية، وتنسيق الجهود لتطبيع الحياة واستعادة الأمن والأمان إلى مدينة عدن، بعد خلاصها من الميليشيات وقوات الرئيس المخلوع.
وشددوا على أن مدينة عدن، وكافة مدن الجنوب، تستحق أن تتضافر كل الجهود المجتمعية، بما يؤدي في النهاية إلى ضبط الأمن والاستقرار.
وفي غضون ذلك، وصلت أمس، إلى مدينة لودر بمحافظة أبين، شرق عدن، طلائع قوات الجيش الجنوبي، مزودة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والعربات والمدرعات. وقال مصدر في المقاومة الجنوبية، بمحافظة أبين، لـ«الشرق الأوسط» إن هذه القوات في طريقها إلى مديرية مكيراس، المحاذية لمحافظة البيضاء.
ولفت إلى أن مكيراس، شهدت خلال الثلاثة أسابيع الماضية، مواجهات عنيفة بين المقاومة وميليشيات الحوثي المسنودة بقوات الجيش الموالي للرئيس الأسبق، ووصول هذه القوة للمقاومة يمكنه حسم المعركة، وتحرير البلدة، من الميليشيات وقوات المخلوع، التي عززت وجودها في المنطقة الحدودية، عقب إلحاق الهزيمة بها ودحرها من مديرية لودر.
وأشارت تقارير صحافية وحقوقية، إلى تعرض السكان في مكيراس، لجرائم قتل للعزل وتدمير المساكن، وأكد تقرير حقوقي بانتهاك الميليشيات لكل قواعد الحروب وأعرافها وقوانينها، إذ قتل وجرح عشرات المدنيين، وقصف نحو 280 مسكنا، بفعل القصف المدفعي العبثي. وفي سياق آخر، قال محافظ محافظة الضالع، فضل محمد الجعدي، إن معاناة كبيرة تشهدها المحافظة، جنوب اليمن، نتيجة الحرب وتأخر وصول الإغاثة.
وكشف المحافظ، في مؤتمر صحافي، عقده مكتب التنسيق الإغاثي بمحافظة الضالع، أمس، بمدينة عدن، عن أن ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، استهدفت كل مقومات الحياة في الضالع، وبحقد دفين، مشيرا إلى أن الميليشيات دمرت شبكة المياه والآبار والخزانات، كما استهدفت الكهرباء، التي لا تزال منقطعة كليا، عن المحافظة، منذ بداية الحرب وحتى الآن.
ولفت المحافظ، إلى استهدافات أخرى، طالت المرافق الخدمية الأساسية، مشيرا إلى أن ما فاقم من الوضع الإنساني الصعب للمحافظة، هو تأخر وصول الإغاثة.
وأعرب المحافظ الجعدي، عن استغرابه، من تأخر نقل جرحى الحرب في المحافظة للعلاج في الخارج، رغم الوعود، منوها لأن تأخر سفر الجرحى، دفعه إلى استئجار مستوصف طبي لهم، في محافظة عدن إلى حين يتم سفرهم.
وقال إن الضالع قدمت 322 شهيدا و1329 جريحا، مؤكدا استمرارها في التصدي لأي محاولات انقلابية على الوطن، كما كانت الرائدة في المواجهة وتحقيق النصر.
إلى ذلك أوضح أنيس محمد العطفي، مدير مكتب التنسيق الإغاثي، بمحافظة الضالع، أن المحافظة لم تتلق إغاثة حقيقية إلى الآن، لافتا إلى أن جل ما قدم لها، لا يتعدى دعما بسيطا، من المغتربين وفاعلي الخير، من أبناء الضالع ويافع، ومنظمات مجتمعية قليلة.
وأضاف أن الآمال كانت معلقة، على تحرير عدن، كي يسهل إيصال الإغاثة إلى الضالع، لكن ما حصل هو غياب الإغاثة كليا عن المحافظة المنكوبة والفقيرة ودون مبرر لذلك، مشيرا إلى أن منسقة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية التزمت بتقديم ما يقارب 70 ألف سلة غذائية للضالع، لكنها لم تأت إلى الآن.
وناشد دول التحالف العربي، والمنظمات الدولية الداعمة، إلى سرعة دعم الضالع، وتوفير كل الاحتياجات الإنسانية، تقديرا لوضعها الإنساني الصعب، الذي تعانيه منذ أكثر من 6 أشهر.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.