ليبيا تبحث عن أموال القذافي المجمدة لدى الولايات المتحدة

برلمان طرابلس يغيب عن حوار المغرب

ليبيا تبحث عن أموال القذافي المجمدة لدى الولايات المتحدة
TT

ليبيا تبحث عن أموال القذافي المجمدة لدى الولايات المتحدة

ليبيا تبحث عن أموال القذافي المجمدة لدى الولايات المتحدة

كشفت الحكومة الانتقالية في ليبيا عن محادثات قالت إنها ستجريها مع السلطات الأميركية لاستعادة أموال ليبيا المجمدة لدى واشنطن في عهد العقيد الراحل معمر القذافي، والتي تقدر بنحو 34 مليار دولار أميركي. فيما استأنفت أمس في المغرب أحدث جولات للحوار السياسي الليبي في منتجع الصخيرات، رغم غياب وفد المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته في ليبيا عن المشاركة في هذه الاجتماعات.
وقالت الحكومة التي يترأسها عبد الله الثني، وتتخذ من مدينة البيضاء في شرق البلاد مقرا لها، إنها شكلت وفدا وزاريا لإجراء محادثات مع الجانب الأميركي بناء على دعوة مقدمة من رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ متعلقة بمساعدة ليبيا في حلحلة المشاكل التي تواجهها والاستفادة من الأموال الليبية المجمدة.
وأعلن مسؤولون في وزارة الخزانة الأميركية في شهر أغسطس (آب) 2011 قبل سقوط نظام القذافي ومقتله أن قيمة الأموال الليبية التي جمدتها الولايات المتحدة في إطار العقوبات ضد القذافي وكبار مسؤوليه بحجة الحفاظ على مصالح الشعب الليبي تجاوزت 34 مليار دولار.
إلى ذلك، أعلنت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا أن جولة الحوار التي بدأت أمس بالمغرب ستتركز حول تسريع عملية الحوار بهدف إنجاز الاتفاق السياسي الليبي، بما في ذلك التوصل إلى اتفاق حول حكومة الوفاق الوطني. وشدد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، على ضرورة اختتام مباحثات الحوار ضمن المهل المحددة التي تم الاتفاق عليها في جولة المباحثات التي انعقدت في جنيف قبل نحو أسبوعين، مشيرا في بيان وزعته البعثة إلى أنه من شأن إتمام عملية الحوار أن يمهد الطريق أمام الأطراف لاعتماد الاتفاق السياسي بشكل نهائي قبل إقراره رسميا.
ورغم أن البرلمان السابق والمنتهية ولايته المسيطر على العاصمة الليبية طرابلس قد أعلن رسميا عدم مشاركة فريقه في الاجتماع، فإن البعثة قالت إنه لا يزال ملتزما بعملية الحوار، وإنه سوف يشارك في الجلسة المقبلة.
واستقال صالح المخزوم، رئيس وفد برلمان طرابلس إلى حوار المغرب، رسميا من منصبه، فيما أعلن نوري أبو سهمين، رئيس البرلمان، عن قبول الاستقالة التي لم يشرح دوافعها.
ومع ذلك، فقد أعلنت البعثة الأممية أنها ستستمر باتصالاتها مع برلمان طرابلس لضمان ما وصفته بمشاركته الفعالة في العملية. واعتبر ليون أن الوقت بدأ ينفد فيما تواجه البلاد تحديات متزايدة، من ضمنها استمرار معاناة الشعب نتيجة للنزاع، وتوسع الخطر الإرهابي لـ«داعش»، وخطر الانهيار الاقتصادي، لافتا إلى أن الحوار الليبي دخل «المرحلة النهائية حيث قطعت المباحثات التي انعقدت طوال الأشهر السبعة الماضية شوطا كبيرا على صعيد تقليص الاختلافات بين الأطراف».
وقال ليون إن المسؤولية الآن تقع على عاتق قادة ليبيا في كل الجوانب وعلى كل المستويات لكي ينبذوا خلافاتهم ويضعوا المصلحة العليا لبلادهم قبل أي اعتبار آخر، وأن يقوموا باتخاذ الخطوة الأخيرة نحو تحقيق السلام، مضيفا أن البعثة سوف تكثف من اتصالاتها مع الأطراف المعنية خلال الأيام المقبلة بغية تحقيق هذه الغاية.
إلى ذلك، قرر رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني إعفاء العقيد أحمد بركة من منصبه كمساعد لوزير الداخلية لشؤون مكافحة الهجرة غير الشرعية، بعد رفض الأخير اعتراض الحكومة على ظهوره في إحدى القنوات التلفزيونية المحلية. وقال بركة في وقت سابق على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إنه طلب رسميا من الحكومة السماح له بالإدلاء بحديث تلفزيوني عما وصفه بأهم وأخطر المعلومات عن الحكومة وعن قصة المصالحة بين القبائل المتصارعة في الجنوب، كما زعم أن هناك يدا في الحكومة تريد استمرار هذه الحرب والقضاء على عملية الكرامة والجيش الليبي.
من جهة أخرى، كشفت السلطات الحاكمة في العاصمة طرابلس عن زيارة نادرة قامت بها عائلة البغدادي المحمودي، رئيس آخر حكومة في عهد القذافي، داخل محبسه في سجن الهضبة بالعاصمة في الثامن عشر من الشهر الحالي.
وقالت مؤسسة الإصلاح والتأهيل المسؤولة عن سجن الهضبة إن عائلة البغدادي زارته لأول مرة بعد تسليمه إلى السلطات الليبية، مشيرة إلى أن العائلة التي نزحت بعد سقوط نظام القذافي قد تمكنت من دخول ليبيا دون أي مضايقات.
وفي مدينة بنغازي بشرق البلاد، خاضت قوات الجيش معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمدفعية ضد مسلحين تابعين لتنظيم داعش في محور الصابري. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر عسكري أن قوات الجيش شنت هجوما كبيرا بالتزامن مع قيام سلاح الجو بشن غارات استهدفت آليات وعربات للجماعات الإرهابية بالمحور. كما لفت إلى أن الجيش يخوض معارك أيضا في محور الليثي، الذي تعرض لغارات مكثفة على تمركزات للمتطرفين الذين قال إنهم فقدوا ضحايا بالعشرات، لكنه نفى سقوط أي قتلى أو جرحى في صفوف الجيش.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.