قررت شبكة «فيسبوك» الدخول في قطاع المساعدات الشخصية الذكية، وذلك بتطوير المساعد «إم» M المدمج داخل تطبيق الدردشة «ميسنجر»، والذي يذكّر المستخدم بأهم المواعيد ويساعده على شراء الهدايا وإجراء حجوزات المطاعم والسفر، وحتى اقتراح زيارة بعض المعالم أو المقاهي في المدينة التي سيسافر إليها المستخدم، وذلك بمساعدة طاقم بشري يعمل في الخفاء. وتعمل الخدمة بمبدأ الذكاء الصناعي، ولكنها تحتاج إلى مساعدة البشر في الفترة الحالية إلى حين تطوير مهاراتها لتنضج وتتكل على نفسها.
ورغم أن تطبيقات الدردشة كانت متشابهة في السابق وتقدم مزايا قريبة من بعضها، فإنها بدأت بالتفرد مؤخرا وتشكيل هويتها وشخصيتها الخاصة لكل تطبيق، سواء كانت الهوية هي البساطة أو الترفيه أو تبادل ملفات الوسائط المتعددة أو اللعب الجماعي أو مشاركة الموقع الجغرافي للمستخدم أو دعم قطاع الأعمال.
واستطاع بعض المستخدمين في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية استخدام الخدمة تجريبيا لمشاركة انطباعاتهم. ويمكن لهذه المجموعة المحدودة من المستخدمين البدء باستخدام الخدمة بالضغط على شعار «إم» M الموجود أسفل نافذة تطبيق الدردشة «ميسنجر» وكتابة ما يريدون، ليحلل النظام الآلي لغة المستخدم ويحاول فهمها، ومن ثم قد يطرح بعض الأسئلة للتوضيح، ليعود ومعه الجواب أو الخدمة المرغوبة أو يقوم بتحديث المستخدم بتطور تلك العملية. ولن يعلم المستخدم من ساعده؛ سواء كان نظام الذكاء الصناعي أو موظفا من «فيسبوك».
ويتميز هذا المساعد عن غيره من المساعدات الموجودة في الأسواق، مثل «كورتانا» على «مايكروسوفت ويندوز» و«سيري» على «آيفون» و«غوغل ناو» على «آندرويد»، بأنه يستطيع أداء بعض المهام، مثل شراء الهدايا وإرسالها إلى الأصدقاء أو إتمام الحجوزات في المطاعم أو للسفر، وطلب المواعيد من الآخرين، وغيرها. ويمكن مثلا طلب إجراء حجوزات لمناسبة معينة خاصة بصديق المستخدم، ليقوم التطبيق بإجراء الحجوزات اللازمة في مطعم مقترح وطلب سيارة أجرة لتأخذ الضيف إلى المطعم. ولكن اللمسة البشرية ستكون بتقديم الحلويات المفضلة للضيف بعد نهاية العشاء، مثلا. وتسعى الشركة للحصول على حصة في مجال المساعدات الشخصية الذي لم يكن لها نصيب جيد فيه، وذلك لأن الشركات المصنعة للأجهزة الجوالة تدمج خدمات المساعد الشخصي داخل نظام التشغيل الذي يبحث عن الجواب عبر الإنترنت بسرعة كبيرة، ولكن يجب على المستخدم تحميل تطبيق «فيسبوك» على هاتفه قبل البدء بالبحث، الأمر الذي شكل عائقا أمام تقدم «فيسبوك» في هذا المجال.
وستطرح هذه الخدمة المجانية لجميع مستخدمي «فيسبوك» في وقت لاحق، وذلك بعد تأكد فريق العمل من تطور ذكاء محرك العمل الخاص بها. وتجدر الإشارة إلى أن الخدمة لا تعتمد حاليا على البيانات الشخصية للمستخدمين في «فيسبوك» لمعرفة ما يفضلونه، بل تتعرف على ذلك من خلال سلسلة من الأسئلة والإجابات التي تخزن في النظام لاستخدامها في أي وقت لاحق، ولكن هذا الأمر قد يتغير مع مرور الوقت وموافقة المستخدمين على مشاركة تلك البيانات مع الخدمة.
وستقوم الشركة بتحليل نمط استخدام الخدمة لتقترح على كل مستخدم منتجات أو خدمات قد تعجبه، الأمر الذي سيشكل لها مصدر دخل جديدا. وفي حال لاحظ المحللون في «فيسبوك» وجود إقبال كبير على خدمة ما، فعلى الأرجح أن إدارة الشبكة ستتحدث مع إدارة تلك الخدمة لتقديمها بشكل مباشر أو أكثر فعالية، مثل وصل المستخدم بقسم الدعم الفني لشركة ما من خلال تطبيق «ميسنجر». وتجدر الإشارة أن «فيسبوك» كانت قد أطلقت في مارس (آذار) السابق خدمة «بيزنيسيز أون ميسنجر» Business on Messenger التي تسمح للشركات بمشاركة المعلومات والملفات المختلفة مع الزبائن من خلال تطبيق الدردشة «ميسنجر»، مثل الفواتير وإشعارات تنقل البضائع وحتى الدعم الفني.
ويبقى السؤال هو: هل ستضيف الشركة هذه الميزة إلى تطبيق الدردشة «واتساب» الذي استحوذت عليه العام الماضي؟
«إم».. مساعد رقمي ذكي متميز من «فيسبوك»
يحجز المطاعم والمقاهي وسيارات الأجرة ويقترح الهدايا والمعالم السياحية
«إم».. مساعد رقمي ذكي متميز من «فيسبوك»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة