«شنو الفلم» مسرحية تعري فساد المسؤولين في الحكومة العراقية بطريقة كوميدية

الفن العراقي يدخل على خط الاحتجاج ضد الفساد الحكومي

المسرح الكوميدي العراقي ناقش القضايا السياسية بأسلوبه الساخر في مسرحية «شنو الفلم» (رويترز)
المسرح الكوميدي العراقي ناقش القضايا السياسية بأسلوبه الساخر في مسرحية «شنو الفلم» (رويترز)
TT

«شنو الفلم» مسرحية تعري فساد المسؤولين في الحكومة العراقية بطريقة كوميدية

المسرح الكوميدي العراقي ناقش القضايا السياسية بأسلوبه الساخر في مسرحية «شنو الفلم» (رويترز)
المسرح الكوميدي العراقي ناقش القضايا السياسية بأسلوبه الساخر في مسرحية «شنو الفلم» (رويترز)

يحاول فنانون عراقيون انتقاد الأوضاع المتردية في البلاد وتفشي الفساد والسياسيين المقصرين في أداء مهامهم عبر أعمال فنية جديدة كان آخرها المسرحية الشعبية الجديدة «شنو الفلم؟» التي تعرض حاليًا على خشبة المسرح الوطني مساء في العاصمة بغداد بمشاركة عدد من نجوم الكوميديا المشهورين.
وتشهد بعض المسارح العراقية الشعبية هذه الفترة محاولات لعودة المسرح الشعبي من جديد عبر عرض بعض المسرحيات الكوميدية التي تتناول حياة العراقيين وهي تستقطب العوائل العراقية الباحثة عن شيء من الترفيه مستفيدة من فك قيود ليلها بعد إلغاء قرار حظر التجوال منذ فبراير (شباط) من العام الحالي ومن بينها مسرحيتا «ورق ورق» و«حريم السلطان» وغيرهما.
مسرحية «شنو الفلم» نالت رضا واستحسان الجمهور الذي يحتشد أمام شباك التذاكر مساء كل يوم لدرجة امتلاء المقاعد كلها خاصة في أيام العطل الرسمية.
يقول حيدر منعثر مؤلف ومخرج العمل: «المسرحية من بطولة عدد من نجوم الكوميديا في العراق مثل عبد الرحمن المرشدي وإياد راضي وهي تهدف إلى دفع الناخبين للتفكير بشكل انتقادي قبل أن ينتخبوا السياسيين كيلا يتورطوا بهم كما حصل في الدورات السابقة» وأضاف: «العمل يتولى نقد سياسات محلية وتناقضات حياتية بأسلوب الغناء والرقص والكوميديا، وتدور قصتها حول ثلاثة أصدقاء عراقيين ممن يملكون أرضا نشأوا في ضاحية فقيرة، واتجهت حياتهم في مسارات مختلفة. فقد عمل أولهم في الغناء لكنه لم يحقق النجاح الذي يتمناه وأصبح ثانيهم مخرجا مسرحيا، بينما أصبح الثالث مسؤولا حكوميا فاسدا يتآمر مع قوى أجنبية».
ولفت إلى أن «المسرحية جزء من معاناة الناس اليومية وأحاديثهم لكن بقالب كوميدي خفيف وقريب إلى النفس، لكنه يحمل خطابا هادفًا وموقفًا واضحًا في ممارسة تحريض الجمهور وتنبيهه لما يجب عليه من اختيارات في الانتخابات القادمة أو حتى طريقه عيشه واختياراته».
بدوره قال الممثل الكوميدي عبد الرحمن المرشدي إن «المسرحية تؤكد على أهمية لفت نظر الجمهور لدورهم في انتخاب الوجوه الفاسدة وأهمية تدخلهم للتغيير في المراحل المقبلة من عمر الحكومة العراقية».
وأشار إلى أن «عدة خطوط تتناولها هذه المسرحية لكن بشكل كوميدي. نحكي عن مأساة المجتمع ونسعى كي نعيد إليه البسمة والسعادة والفرح بعد أن اجتاح حياتنا الحزن».
الفنان الكوميدي إياد راضي أكد على قدرة الكوميديا والفن على إحداث تغيير في المجتمع والحياة بشكل عام. وقال: «المسرح هو أداة تغيير ولكن ليس على الفنان أو المطلوب من الفنان أن يغير بطبيعة الحال.. الفنان يؤشر إلى الخلل، يسلط الضوء على كل ما هو سلبي موجود في المجتمع، وهناك علاقة طبية بين الفنان والجمهور».
عدد من المتابعين للعمل، وجدوا أنه يعكس الوضع الحياتي اليوم، بطريقة كوميدية لافتة.
أم بهاء وعائلتها، قالت بعد مشاهدتها المسرحية: «أسلوب المسرحية ساخر ويرصد الظواهر التي ننتقدها في مجتمعنا، والفن هو رسالة نعتقد أنها وصلت عبر هذا العمل». فيما أكدت فيفيان عمر (23 عامًا): «العمل امتاز بمساحة الحرية من الرقيب والتي صارت تتمتع بها معظم الأعمال الفنية الكوميدية بعد عام 2003. وتمنت لو شاهدها المسؤولون ليعرفوا مشاعر الناس تجاه الفاسدين منهم».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.