الوردي للإناث والأزرق للذكور، هكذا جرت العادة والتقاليد منذ زمن طويل ومنذ ولادة الإنسان، لهذا ليس غريبا أن يرتبط الوردي بالمرأة، يرمز دائما إلى الأنوثة والرقة والرومانسية. لكن أخيرا، بدأ بعض المصممين يحاولون الخروج عن المألوف بالتمرد على التابوهات وطرح بدلات رجالية بهذا اللون تخاطب الجنس الخشن. ورغم مجهوداتهم المشكورة فإن أكثر المتحمسين من الرجال لإلغاء الفروق بين الذكورة والأنوثة وأكثرهم جرأة لا يزالون يتخوفون من هذا اللون ويتجنبون درجاته الفاتحة خصوصا بكل ما أوتوا من إرادة، وهم محقون في مقاومتهم.
فحتى بالنسبة للمرأة الناضجة، احتاجت بعض درجاته إلى عملية تسويق كبيرة، تطلبت استعمال الكثير من وسائل الإقناع لإخراجه من إيحاءاته الطفولية حينا والإغراق في النعومة حينا آخر. وهذا ما حصل في عروض الأزياء الأخيرة، والفضل يعود إلى ميوتشا برادا، التي لا يمكن لأحد أن يتهمها بتسطيح المرأة أو محاولة إعادتها إلى الماضي حين كانت أنوثتها هي سلاحها الوحيد لمواجهة العالم.
فهي مصممة مثقفة تؤمن بالمرأة وبقدراتها، وبالتالي فإنها عندما اقترحت مجموعة من الأزياء باللون الوردي، تغيرت النظرة إلى هذا اللون، واكتسب فجأة جمالية مفعمة بالقوة والحداثة. الوسيلة التي اعتمدتها ميوتشا برادا للتخفيف من جرعته السكرية الزائدة هي التفصيل المحسوب وقوة الخطوط، ملغية تماما الانسيابية التي تميزت بها تصاميمه الرومانسية من قبل. ولا شك أن مصممين آخرين، ممن يحبون هذا اللون، يدينون لها بالكثير، لأنهم حاولوا قبلها أن يسوقوه لنا، لكن ظلت المرأة العصرية مترددة في معانقته وغير متأكدة تماما من مناسبته لروح العصر وإيقاعه. أكبر مثال على هذا جيريمي سكوت، مصمم دار «موسكينو» الذي قدمه ضمن اقتراحاته لهذا الصيف، واعترف حينها بأنه استوحاه من الدمية «باربي» ما أرسل رجفة في قلوب الأنيقات. فقط قلة من الفتيات وبعض الاستعراضيات أقبلن عليه، سواء تعلق الأمر بملابس السباحة أو الفساتين. هذا لا يعني أن جيريمي سكوت لم يقرأ السوق جيدا، بل العكس، فقد أكد في مواسم الموضة أنه قارئ جيد لثقافة الـ«إنستغرام» وما تتطلبه من صورة قوية، إضافة إلى أنه أثبت أنه يحب «السخرية» من الموضة ويريد الغوص في ثقافتها من منظور كاريكاتيري، ما يجعل بعض هذه الابتكارات متعة للعين، بينما تبقى مسألة استعمالها بشكل يومي صعبة تحتاج إلى الكثير من الجرأة.
عندما قدمت «برادا» تشكيلتها للخريف والشتاء، كان التأثير مختلفا وكذلك ردود الفعل، لأن كل قطعة أرسلتها كانت موجهة لامرأة أنيقة، أيا كان عمرها وثقافتها بتفصيلها المحسوب وتفاصيلها الأنيقة وكأنها تحتفي بالمرأة العصرية التي تتميز بالقوة وترفض التنازل عن أنوثتها. ما نجحت فيه أيضا أنها أذاقتنا نكهة الجمال الطبيعي كما كان قبل أن تتدخل التأثيرات الاجتماعية الجديدة فتغير أذواقنا وطريقتنا في التعامل مع الموضة وألوانها.
غير أن برادا ليست الوحيدة التي سوقت لنا هذا اللون بأناقة، فهناك باقة من المصممين نذكر منهم «دولتشي أند غابانا»، فيكتوريا بيكام، جايلز ديكون، جوناثان سوندرز، روكساندا إلينشيك، «ألكسندر ماكوين» وغيرهم، قدموا لنا لوحة فنية تتراقص على كل درجات الورد، من الباستيل إلى المتفتح والصارخ، بما فيه درجة غزل البنات، مؤكدين أنه من الممكن التعامل معه بمتعة من دون خوف.
إذا لم تقنعك سارة بيرتون، مصممة دار «ألكسندر ماكوين» أو ميوتشا برادا أو غيرهما، فلا بأس أن تجربيه على دفعات وبجرعات قليلة إلى أن تتعودي عليه، مثلا:
- إذا كانت هناك قطعة واحدة نقترح عليها شراءها بهذا اللون، فهي معطف صوفي مفصل بدرجة خفيفة منه، لأنه يتناغم مع فستان أسود في المساء أو مع بنطلون جينز وقميص أبيض في النهار. وإذا كان بخامة مترفة وتصميم أنيق، مثل ذلك الذي اقترحته «برادا» فيمكنك ارتداؤه بسهولة بدل فستان كوكتيل في مناسبة مهمة هذا الشتاء. كل ما عليك هو أن تضيفي إليه بروشا كبيرا.
- أيا كانت درجته، يمكنك تنسيقه مع ألوان أخرى للتخفيف من قوته في عينك، وذلك بالاكتفاء به في قطعة منفصلة مثل تنورة أو كنزة صوفية أو في الإكسسوارات، مثل وشاح أو حذاء.
- احرصي على أن تكون القطعة المختارة منه مفصلة على مقاسك، وعدم المبالغة في الماكياج أو في تسريحة شعرك. مثلا، تجنبي أن تكون التسريحة متماوجة، بل العكس يجب أن تكون بسيطة ومشدودة إلى الوراء بطريقة عملية حتى تمنحك الإطلالة العصرية التي تريدين.
- المهم قبل أن تندفعي وتتحمسي، ابحثي عن الدرجة التي تناسبك تماما ولا تجعلك تبدين شاحبة وباهتة.
كفاك تحاملاً على الوردي وتمتعي بجمالياته هذا الموسم
من غزل البنات إلى الفوشيا.. كل درجاته مقبولة
كفاك تحاملاً على الوردي وتمتعي بجمالياته هذا الموسم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة