أنماط الحياة السبب الأول للإصابة بأمراض العصر في الهند

أهمها الوجبات السريعة وقلة الحركة بين أفراد الطبقة المتوسطة الحضرية

اليوغا حل مثالي للتخلص من ضغوط الحياة العصرية
اليوغا حل مثالي للتخلص من ضغوط الحياة العصرية
TT

أنماط الحياة السبب الأول للإصابة بأمراض العصر في الهند

اليوغا حل مثالي للتخلص من ضغوط الحياة العصرية
اليوغا حل مثالي للتخلص من ضغوط الحياة العصرية

تخلل خطاب وزير المالية الهندي أرون جيتلي خلال عرضه للميزانية الاتحادية توقفات متكررة، واضطر في النهاية إلى الجلوس حتى انتهى من إلقاء خطابه نظرا لشعوره بالإرهاق الشديد.
وخضع جيتلي، الذي كان وزنه 117 كيلوغراما، لعملية جراحية للسيطرة على وزنه والتعامل مع مرض السكري، وفقد أكثر من اثني عشر كيلوغراما، وفقا لما ذكرته تقارير بعد إجراء العملية الجراحية في سبتمبر (أيلول) الماضي. كما خضع الوزيران البارزان نيتين جادكاري وفنكاياه نايدو، المعروف عنهما الولع بالوجبات الهندية الخفيفة والحلويات، لعمليات جراحية للتغلب على مشاكل صحية ناجمة عن السمنة المفرطة، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
وتتسبب السمنة في الملايين من حالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري، وهي أكثر أسباب الوفاة في الهند.
ويقول فيفيك بيندال، جراح البدانة بمستشفى جانجارام بمدينة دلهي، إن المراهقين أيضا انضموا إلى قوائم الانتظار لإجراء عمليات جراحية. وأشار الطبيب، الذي يعالج المشاكل الناجمة عن البدانة، إلى أن واحدا من كل خمسة من أطفال المدارس في الكثير من المدن الهندية يعاني من زيادة الوزن.
وكان الأخوان فيجاي لوجاني، 16 عاما، وسوريش، 20 عاما، يزنان 190 و150 كيلوغراما على الترتيب عندما خضعا لجراحة قبل عامين. وفقد كل منهما 50 كيلوغراما لكنهما ما زالا من بين 60 مليون شخص يعانون من السمنة في البلاد. وتقول سونو والدة سوريش إنه «كان يستطيع بالكاد المشي بضع خطوات. وأصيب بارتفاع ضغط الدم والسكري في هذه السن المبكرة. لم يكن هناك خيار، كان يتعين أن يخضع لعملية جراحية». ويقول سوريش: «أسلوب معيشتنا كان أكبر عدو لنا. كنا نتناول جميع أنواع الوجبات السريعة بلا حدود، ولم يكن هناك ممارسة للرياضة البدنية وكنا نجلس أمام شاشات الكومبيوتر طوال اليوم».
ويقدر بيندال، الذي أجرى الجراحة لسوريش، أن هناك 10 آلاف عملية جراحية لعلاج البدانة تجرى في الهند سنويا، مقارنة ببضع مئات العمليات قبل بضع سنوات. ويعالج مستشفى جانجارام 250 مريضا سنويا، بزيادة 10 أضعاف خلال خمس سنوات فقط. ويقول انيرود فيج، وهو طبيب في معهد بحوث بوشباواتي سينجانيا في دلهي، إن «السمنة ما زالت لا تعتبر مرضا هنا. تعد أمرا عاديا، يحدث مع تقدم العمر، ويرى البعض أنها علامة على الرفاهية».
ويشير خبراء آخرون أيضا إلى زيادة استهلاك الوجبات السريعة وأساليب الحياة التي تتسم بقلة الحركة بين أفراد الطبقة المتوسطة الحضرية.
يذكر أن المناطق الريفية في الهند بها بعض من أعلى معدلات سوء التغذية والجوع في العالم، ولكن مدنها الصاخبة والطبقات المتوسطة المتزايدة تعد قنابل موقوتة للأمراض غير المعدية التي تسببها العوامل الوراثية أو أنماط الحياة، وخاصة بين الشباب.
ويقول وزير الصحة جيه بي نادا إن أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والأمراض التنفسية المزمنة والسكري ترتفع بمعدلات «تنذر بالخطر». وتتسبب أمراض القلب في أكثر من ربع إجمالي الوفيات في الهند.
ويعد أليت شارما، وهو مدير تسويق تنفيذي انتقل إلى دلهي لكنه توفي بسبب نوبة قلبية العام الماضي عن 30 عاما، واحدا من أمثلة كثيرة. ويقول أقاربه إن النوبة القلبية داهمته بسبب الضغط المفروض عليه لتلبية الأهداف التسويقية الموضوعة من قبل الشركة.
وتقول ابنة عم شارما إنه مثل الكثير من زملائه العاملين في وظائف تتطلب القدرة على العمل تحت ضغط، مشيرة إلى تأثير ذلك على نظامه الغذائي وساعات نومه. وتابعت: «لم يكن لديه أي تاريخ مرضي سابق مع مشاكل القلب».
ويقول خبراء إن الرجال الهنود يتصدرون القائمة العالمية للإصابة بالنوبات القلبية تحت سن الأربعين، لافتين إلى أن عدد المصابين بأمراض القلب في الهند في السنوات الـ15 المقبلة يمكن أن يشكلوا نصف إجمالي الحالات على مستوى العالم.
وترسم الإحصاءات صورة قاتمة على نحو مماثل بالنسبة لمرض السكري، مع ارتفاع معدل الإصابة به في الهند بنسبة 123 في المائة بين عامي 1990 و2013.
مقابل 45 في المائة في جميع أنحاء العالم، وفقا لمعهد القياسات الصحية والتقييم ومقره الولايات المتحدة. وهناك نحو 67 مليون شخص يعانون من مرض السكري في الهند، وفقا للاتحاد الدولي للسكري، وهو ما يمثل نحو 17 في المائة من إجمالي مرضى السكري في العالم.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسرطان تشكل نحو 13 في المائة و7 في المائة على الترتيب من مجموع الوفيات في الهند.
ويقول فيفيكاناند جها، مدير معهد جورج للصحة العالمية ومقره دلهي، مع عدد سكان يبلغ 2.‏1 مليار نسمة فإن «ما يجعل الهند مختلفة عن غيرها... هو عدد السكان الكبير ونظام الرعاية الصحية المجزأ، والنقص الشديد في القوى العاملة الصحية مقارنة مع دول أخرى ذات مستوى مماثل من التنمية
وتشير التقديرات إلى أن معدل الأطباء في الهند لكل 10 آلاف نسمة من السكان يبلغ ستة أطباء فقط مقابل عدد يتراوح بين 30 و35 طبيبا في الدول المتقدمة. وعلاوة على ذلك، يعيش 70 في المائة من الهنود في القرى، في حين أن نحو 80 في المائة من الأطباء يعيشون في المناطق الحضرية.
ويشير جها إلى أن الهند تعتمد أيضا على القطاع الخاص في تقديم 80 في المائة من الرعاية الصحية، التي لا تزال بعيدة عن متناول الفقراء. واستنكر جها «الغياب الكامل لأي خطة» من قبل الحكومة للتعامل مع هذه المشكلة.
ووفقا لدراسة طرحت في المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن الهند ستخسر 6.‏4 تريليون دولار قبل حلول عام 2030 بسبب الأمراض غير المعدية ومشاكل الصحة العقلية.
ويقول أتول جوجيا، طبيب آخر في مستشفى جانجارام، إن «الهند في طريقها لأن تصبح مركزا عالميا للأمراض المرتبطة بنمط الحياة. نحن نتباهى بأن لدينا قوى عاملة هائلة، ولكن ما هي الفائدة إذا كانت القوى العاملة لدينا مريضة ومعتلة؟».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.