الأمطار الموسمية تكشف عن كنوز من الماس في جنوب الهند

السكان ينتظرونها سنوياً للبحث عن الأحجار الكريمة

الأمطار الموسمية تكشف عن كنوز من الماس في جنوب الهند
TT

الأمطار الموسمية تكشف عن كنوز من الماس في جنوب الهند

الأمطار الموسمية تكشف عن كنوز من الماس في جنوب الهند

أمطرت السماء مرتين في يوم واحد، وانهمك الرجال والنساء، كبارا وصغارا، في إزاحة طبقات الطين مستعينين بعصي أو باستخدام أيديهم. وبينما يقوم الأطفال بجمع الحصى وتكديس أكوام منها، يتولى الكبار فحص الأكوام والتدقيق فيها بحثا عن الأحجار الكريمة، تحديدا الماس.
كورنول هو اسم منطقة تنقيب غنية بالماس، حيث يظهر فيها الماس مباشرة بعد سقوط المطر وانكشاف طبقات من الأرض كل عام. ويقول القرويون في تلك القرى إن الأمطار الموسمية حولت عامة الناس إلى أغنياء ما بين ليلة وضحاها.
يعتبر بونياه رجلا محظوظا حيث جنى ثروة من تلك الأرض عندما قاده الحظ للعثور على جوهرة قدر ثمنها بمبلغ ضخم يقارب 1.7 مليون روبية.
لم يبد بونياه أي ترحيب عندما تواصل معه محرر الصحيفة ورفض مده بأي معلومات حول لقيته، بيد أنه صرح قائلا: «أنا وأخي قضينا سنوات نبحث عن الجواهر، والآن وقد وجدت واحدة، أتمنى أن تساهم في حل مشكلاتنا، وسوف نعود للبحث مجددا».
بعد أن فاز بونياه بالجائزة الكبرى، ازدحم المكان بالناس ممن يأملون أن ينهي العثور على جوهرة معاناتهم.
لاكسما ريدي باحث متحمس آخر استمر في التردد على المكان بحثا عن جواهر، ويقوم بجمع كل حجر يرى فيه بريقا.
«نحضر للمكان كل عام، إلا أننا أخيرا وجدنا جوهرة هذا العام، وأيا ما كانت قيمتها فسوف تغير حياتنا»، حسبما ذكر لاكسما.
وتجدر الإشارة إلى أن الأمطار الموسمية في هذه المنطقة تسقط ما بين شهري يونيو (حزيران) ونوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام. وفي حين يقوم المزارعون بنثر البذور، يجوب الرجال والنساء الأرض طولا وعرضا بهامات محنية وعيون تمسح المكان بحثا عن وميض قد يضيء حياتهم.
«عندما يحرث المزارع الأرض فإنه يتمنى لو أنه يعثر على جوهرة أو اثنتين، الرغبة بداخلنا لا تخفت أبدا»، حسب مزارع أجير عثر على لُقية حياته وهي جوهرة تقدر قيمتها بنحو 2.5 مليون روبية.
تعتبر منطقة تعدين كورنول جزءا من مملكة غولكوندا القديمة، وتعد أحد أكثر مناجم التنقيب إنتاجا للماس في الهند وتحتل المركز الأول. وتفتخر المنطقة باكتشاف سبع ماسات من ضمن أفضل عشر ماسات في العالم. ويرجع تاريخ العمل في المنجم إلى الفترة ما بين القرنين السادس عشر ومنتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وتكتظ المنطقة بنحو 60.000 عامل يقومون بالتنقيب في وقت ذروة الإنتاج.
ومن المعروف أن أشهر جوهرة عثر عليها في منطقة كورنول موجودة الآن في بريطانيا، بينما الماسة الشهيرة المعروفة باسم «فرنش بلو» كان قد اشتراها الملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا من نفس المنطقة، إلا أنها سرقت أثناء الثورة الفرنسية. غير أن المناجم الهندية نضبت فيما بعد وانتقل مركز التنقيب عن الماس في العالم إلى البرازيل حيث اكتشفت مناجم ماس جديدة.
مهمة العثور على ماسة ليست سهلة، خاصة أن عملية البحث يقوم بها عدة أشخاص في وقت واحد. ولا تقتصر عملية التنقيب على الأهالي حيث إن الأمر قد يشمل أيضا الغرباء الذين يقيمون معسكراتهم في المكان على أمل أن يحالفهم الحظ، لكن عليهم أن يتقيدوا بشرط ألا ينقبوا في الأراضي التي تم حرثها وأصبحت جاهزة لنثر البذور.
عثرت رانغسوارما على ماسة منذ أحد عشر عاما «وكان حجمها أصغر من بذرة الخردل»، بيد أن ذلك كان كافيا كي تشترى بثمنها عقدا ذهبيا مرصعا بخرز أسود، حسب جارتها فاموراما.
ويتحدث النساء في المنطقة عن ذلك الضيف الذي دُعي لحفل زفاف وخرج بعد الغداء في جولة سريعة في الحقل عاد بعدها بماسة في يده يقدر ثمنها بنحو مليون روبية.
تقول الأسطورة بأنه أثناء حكم ملوك فاجنجرا كانت الماسات تباع في طرقات تلك المنطقة مثل البقول والفول السوداني. وتحكي القصة أن الملك سريكريشناد فاريا، إمبراطور مملكة فيجيانغارا (التي تضم الكثير من المناطق الهامة في جنوب الهند الآن)، ووزيره قاما بدفن صندوق كبير يحوي كنزا من الماس والتحف الذهبية بالقرب من معبد سرفانراسيما سوامي الشهير، بيد أن الصندوق فُتح بطريقة أو بأخرى، وبُعثرت محتوياته، وهذا هو السبب في ظهور الماس مع هبوب الأمطار الموسمية كل عام.
ومع بداية الأمطار الموسمية، يهجر المزارعون بيوتهم مؤقتا ليعيشوا في خيام متنقلة في مناطق حول معبد سارفنسمها سوامي بحثا عن صيد ثمين من الأحجار الكريمة قد تكون قابعة تحت طبقات الطين.
وأكدت إدارة التعدين والجيولوجيا وجود الماس في تلك المنطقة.
ويقول المؤرخ الدكتور محمد صفي الله إنه «على عكس باقي الولايات الهندية، فإن هذه المنطقة تقبع على كنز من الموارد الطبيعية، ومن ضمن تلك الكنوز ما خلفه الملوك والحكام الأثرياء. وتتمتع الكثير من الأماكن بأهمية خاصة حيث تحوي الكنوز بباطنها، غير أنه لسوء الحظ سُرقت تلك الكنوز بواسطة أفراد العائلة أو الخدم بعد سقوط تلك الممالك». ومن المعروف أن عائلة «نظام» الحاكمة بتلك الولاية لا تزال تبحث عن ماسة «نظام» المفقودة التي يقدر ثمنها في السوق العالمية بنحو 10 مليارات روبية.
وكانت آخر مرة شوهدت فيها تلك الماسة منذ 60 عاما في خزانة الدولة بولاية حيدر آباد، غير أنها اختفت في ظروف غامضة قبل قيام الجيش الهندي بضم الولاية عام 1948.
وتزن الجوهرة 277 قيراطا ويعتبرها الاتحاد العالمي للماس أحد أكثر الأحجار الكريمة غموضا وأهمية من الناحية التاريخية.
ومن الأمور المشوقة أن أهالي قرية ميديكيرا بنفس المنطقة يقولون: إنهم كثيرا ما يعثرون على الماس والجواهر بالقرب من قريتهم بشكل منتظم ويقومون ببيعها للتجار المحليين ولوسطاء يقومون بدورهم ببيعها لكبار التجار.
غير أن هناك المئات ممن لم يحالفهم الحظ بعد بالعثور على تلك الماسات.
عمل مهاد رافي في مهنة البحث عن الماس بعد أن قرأ خبرا عن لقية ثمينة من الماس تقدر قيمتها بنحو 2.5 مليون روبية.
ويضيف مهاد «لا زلت مستمرا في البحث رغم أنني قد عثرت بالفعل على بعض الماسات الصغيرة، وقد حالف الحظ أحد أبناء عمومتي الذي حضر برفقتي حيث عثر على ماسة بقيمة 100.000 روبية».
وبمجرد انتشار خبر العثور على ماسة نفيسة يهرع تجار الماس لمكان محدد لوزن الماسة.
أصبحت مهنة البحث عن الماس مهنة مربحة لتجار الماس الذين يتنافسون لشراء أفضل الماسات التي يُعثر عليها. وبعد العثور على الماسة يحصل التجار على رقم هاتف الشخص صاحب الماسة ثم يعودون إلى منازلهم ثم يرسلون له عروضا بالسعر، ويحصل التاجر صاحب العرض الأفضل على الماسة، وتتم تلك المناقصة في سوق مفتوحة.
لا يخشى من يعثرون على الماس من ملاحقة رجال الشرطة، حيث يقولون: إن التجار يتولون أمرهم. وبحسب القواعد المتبعة، يتعين على مسؤولي العائدات مصادرة الماسة وصرف مكافأة للشخص الذي عثر عليها، بيد أن ذلك الأمر لا يحدث. وبدلا من ذلك، يقال: إن مسؤولي العائدات يتسلمون ما قيمته 5 في المائة ورجال الشرطة 8 في المائة من ثمن الماسة. ويقول نور محمد، تاجر ماس: «يتراوح سعر أغلب الماسات المكتشفة بين 10.000 – 50.000 روبية وربما يرتفع السعر إلى نصف مليون أو مليون روبية». بيد أنه أقر أنه غالبا ما يبخس التجار سعر الماسات الكبيرة.
وكان وجود الماسات في المنطقة دوما سببا في زيارات تقوم بها فرق علمية من الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا لدراسة تلك الظاهرة، ناهيك عن الكثير من المؤسسات الأجنبية التي تقدمت بطلبات للقيام بالتنقيب في المنطقة، إلا أن استصدار التراخيص أجل عمليات التنقيب.
وقد حصلت شركة أجنبية مؤخرا على عقد إيجار لمنطقة تبلغ مساحتها 50 هكتارا، وتتولى عمليات التنقيب على مدار الخمس سنوات الماضية. ومن الأمور الشيقة أن تشار غاندي، حفيد المهاتما غاندي، أبدى رغبته في «البحث عن الماس» في ثلاث قرى خصصها لهذا الغرض، ويقال: إنه تعهد لأهالي تلك القرى بمنحهم 25 في المائة من قيمة الماس الذي سوف يعثر عليه وذلك بعد بيعه لإنفاق العائد على تنمية قُراهم.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.