هشام الحاج يفتتح مهرجان الفن الجميل في عينطورة

قال لـ«الشرق الأوسط»: إنّ الأغنية التراثية اللبنانية الأحب إلى قلبه

هشام الحاج في صورة أرشيفية لمهرجان عينطورة
هشام الحاج في صورة أرشيفية لمهرجان عينطورة
TT

هشام الحاج يفتتح مهرجان الفن الجميل في عينطورة

هشام الحاج في صورة أرشيفية لمهرجان عينطورة
هشام الحاج في صورة أرشيفية لمهرجان عينطورة

ينطلق غدًا مهرجان عينطورة، هذه القرية القابعة في قلب الجبل وأوديته، في قضاء المتن بمحافظة جبل لبنان. التي يعود أصل تسميتها إلى اللغة السريانية ومعناه «أينة طورا» أو عين الجبل. وهي تبعد عن بيروت نحو 38 كلم، وترتفع نحو 1800 متر عن سطح البحر.
في كل عام تنظم البلدة في 12 أغسطس (آب)، مهرجانًا من أربع أمسيات، ينتهي ليلة 15 أغسطس. يحييها فنانون لبنانيون، وتستقطب الليالي الأربع جموعًا غفيرة من مختلف المناطق اللبنانية، خصوصًا وأن البلدة تتميز بمناخها العليل وجوها المنعش في ليالي الصيف الحارة التي تجتاح مدن لبنان الساحلية، فينعم زوارها بلفحات البرودة إلى جانب ليالي الطرب والفن الجميل.
غدًا (الأربعاء) يفتتح هشام الحاج، ابن قرية عين الجبل، التي منحته صوتًا قويا كصخورها، الليلة الأولى من المهرجان. وبهذه المناسبة كان لـ«الشرق الأوسط» حديث معه.
أخبر هشام عن مسيرته الفنية التي بدأها يانعًا من على مقاعد الدراسة، حيث كان يشارك بغنائه في نشاطات القرية، وذلك قبل تقدمه للغناء في برنامج «استوديو الفن» وفوزه بالميدالية الذهبية عن فئة الأغنية التراثية اللبنانية عام 1992.
عبّر لنا خلال الحديث، عن القوة التي يستمدها من تراب بلدته وطبيعتها الجبلية، لدى مشاركته في مهرجانات عينطورة، وهو بين أهله الذين احتضنوه ودعموه قبل وبعد انطلاقته الفنية. وكأن المهرجان مناسبة سارة ليراه أهل بلدته بينهم ويسمعون صوته يلامس جرود البلدة.
تنوعت أغاني هشام الحاج، ولكنّ الأغنية التراثية اللبنانية والشعبية، بقيت الأحب إلى قلبه، بـ«العتابا» و«الشروقي» و«المعنّى» و«الفلكلوري» ورقص الدبكة اللبنانية، التي تغذى من تراثها وترعرع على حبها، ولكن حبه هذا لم يمنعه من تجربة غناء ألوان أخرى، فكانت لديه تجارب متواضعة باللهجتين الخليجية والمصرية، (قولي شي) و(تؤمر حبيبي).
يعرف عنه سيره على خطى كبار الفنانين، وهو يؤكد ذلك بقوله: «يعتبر كبار الفنانين أنّ الصوت لا بدّ أن يتوظّف في أكثر من لون غنائي، ولا بدّ على الفنان أن ينوع ليستمر بنجاحاته». ويستشهد باختيار فيروز والرحابنة، بين الأغاني الرومانسية (فايق يا هوى.. وشايف البحر شو كبير)، وبين (دقو المهابيج.. وخبطت قدمكن) هذه الأغاني «الثورجية» حسب تشبيهه.
وعن الصعوبات التي يواجهها في ظل هذه الهجمة على الساحة الغنائية، اعتبر هشام أنّه يواجه وغيره من الفنانين حربًا في كثير من الأماكن، ولكنه بحمد الله قادر على الصمود. ويردّ قائلاً: «للأسف الوضع السائد مع بعض المطربين، هو إمّا بسبب دعم شركات كبيرة لهم، أو بسبب إنتاجات متتالية تبقيهم على الساحة» مضيفًا أنّ «الفن دخل عالم التجارة منذ أكثر من عشر سنوات». وتأسف عندما قال إنّ الأغنية تبث بقدر المبالغ التي تدفع لأجلها، فتُشاهد تكرارًا على شاشات التلفزة أو تُسمع في الإذاعات. كما تناول بعض الأقلام في الصحافة الصفراء معبرًا عن احترامه للكثير من الأقلام الأخرى.
لكل فنان أغنية محببة إلى قلبه، لكنّ هشام يحب كل أعماله ولم يغن يومًا ما لم يعجبه أو يقتنع به، فمنذ إطلالته في أعماله الأولى (قوليلون علبيت بفوت)، التي يكن لها محبة كبيرة، يقول إن أغنية (بلدنا) الديو التي شاركته بها أمينة من مصر، كان له وقع كبير فقد جاء بمثابة نقلة مهمة في مسيرته الفنية، واستطاع من خلالها مواجهة الحرب ضدّه، وفتح الأبواب التي أوصدت أمامه. ويتحدث مطولاً عن أغنية مصر ولبنان، ويقول: «فيها من الرقي والفن والنغمات الموسيقية والكلام الشعري الراقي الذي يحاكي ثقافة بلدين». ويستطرد ليتناول أغنية «المجد والمحبة» لنزار فرنسيس.
يتملك الفرح قلب هشام عندما يقف على المسرح ويسمع الجمهور يردد أغانية منذ عشرين سنة، لأن السنين في حياته لم تمر عبثًا بل ملأ جعبة أرشيفه الفني أعمالا ما زالت حيّة ويطلبها المستمع.
وبالحديث عن تجربة التمثيل، يرى هشام أنّ الناجح في الغناء ليس من الضروري أن ينجح في التمثيل، ويعتبر أنّ الفشل فيها قد ينعكس سوءا على الفنان، لذا يفضل البقاء ناجحا في الغناء ولكنّه يردفّ «سأقول نعم» للمسرح، معبّرًا عن عشقه له قائلاً: «هو يشبهني»، وردّد الـ«نعم» ثانية لخوض هذه التجربة.
كما يعتبر هشام أنّ التمثيل يجب أن يصبّ في خدمة الغناء ومسيرته، كما كانت الحال زمن أفلام الأبيض والأسود، مع عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وشادية، وأيضا مسرحيات الرحابنة، التي تهدف من خلال التمثيل التركيز على أعمالهم الفنية التي كانوا يقدمونها، لذا يقول إن «التمثيل لا بدّ له أنّ يخدم المطرب إذا شارك في أي عمل تمثيلي».
ويضيف هشام أنّه لا يرى الوضع مناسبا له ليطرح نفسه بصفة ممثل، ويقول: «وكأنني لا أعرف أين أريد أن أكون. ويردف «على العكس أنا ناجح في الغناء وأبقى في الغناء، وأدعم هذا المشروع بعمل سينمائي غنائي، يجعل الجمهور يقدر عملي ويسعد به بصفتي مطربا».
ولدى إجابته عن مقارنة صغيرة بين الفن سابقا واليوم، يرد هشام و«بكل صراحة» يقول «دون مجاملة هناك انحدار كبير في الوسط الفني، وللأسف فالرقابة مغيبة وبالتالي لا محاسبة، ولا نقد بناء للأعمال الفنية بل لا نقّاد».
ويرى أنّ الأغنية أصبحت تحرّض على العنف وفيها كثير من الإيحاءات، مشبهًا الحال «بالفلتان الفني».
ولكنّه لا يلقي باللوم على شباب اليوم إن هم أحبّوا هذا النوع من الأغاني، لأنه مقتنع بأنّ المتلقي يسمع ما يُقدّم له، وجيل اليوم الذي تتراوح أعماره ما بين 15 و25 سنة، يتلقى على مدى أكثر من 10 سنوات أعمالا اعتاد على سماعها. ويكمل بقوله إنّ «80 في المائة من الأعمال اليوم هابطة، وتعود هذا الجيل على سماعها، فلا نستطيع أن نلومه، ولا نستطيع بعد سنوات أن نفرض عليه ما لم يعتد على سماعه».
ويأسف لأن كثيرين ممن هم على الساحة الغنائية، لا يتعلمون من كبار الفنانين، ويدعوهم للعودة إلى الكبار من أجل الحفاظ على مستوى الأعمال الفنية التي ترسم المستقبل الفني للبنان.
ويقول بقناعة تامة إنّ «الفن لا يبنى في ليلة وضحاها، وأمجاد الكبار والعمالقة لم تبن خلال سنتين بل هي مثابرة دامت عشرات السنين، عملوا بجهد وتحدّوا الصعاب لفترات طويلة تتراوح بين أربعين وخمسين سنة من العطاء المستمر ليتمكنوا بعدها من بناء مدارس لهم».
ويختم حديثه: «أهل عينطورة أهل ضيافة وكرم وناسها طيبون وأنا ترعرعت وكبرت بهذه الطيبة التي غمروني بها، وعينطورة ترحب بالجميع».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.