الحياة تعود إلى مطار عدن بهبوط أول طائرة مدنية تابعة للخطوط اليمنية

تبادل للأسرى بوساطة الصليب الأحمر

يمني يسجد شكرًا لله بعد هبوط أول طائرة مدنية في مطار عدن أمس (أ.ف.ب)
يمني يسجد شكرًا لله بعد هبوط أول طائرة مدنية في مطار عدن أمس (أ.ف.ب)
TT

الحياة تعود إلى مطار عدن بهبوط أول طائرة مدنية تابعة للخطوط اليمنية

يمني يسجد شكرًا لله بعد هبوط أول طائرة مدنية في مطار عدن أمس (أ.ف.ب)
يمني يسجد شكرًا لله بعد هبوط أول طائرة مدنية في مطار عدن أمس (أ.ف.ب)

في تطور هام يدل على عودة تدريجية للاستقرار تتمتع بها مدينة عدن منذ تحريرها من سيطرة مقاتلي جماعة الحوثي، هبطت أول طائرة مدنية بسلام ودون أي حوادث في مطار المدينة منذ أربعة أشهر.
وقال مسؤولون بمطار عدن إن الطائرة هبطت يوم أمس على أرض المدينة الواقعة جنوب اليمن لأول مرة منذ أن سيطر المتمردون الحوثيون على المطار وتصاعد العنف في المدينة، ما تسبب في إغلاق هذا الأخير قبل أكثر من أربعة أشهر.
ومن جانبه، أكد مدير مطار عدن طارق عبده أن «طائرة مدنية تابعة للخطوط اليمنية تحمل خصوصا لاجئين يمنيين حطت في مطار عدن الدولي مقبلة من جيبوتي». وأضاف أن «المطار أصبح آمنا ويمكنه الآن استقبال الرحلات المدنية خاصة لعودة اللاجئين ونقل المساعدات الإنسانية».
أما منيف الزهيري، وهو قيادي في القوات التي تقاتل الحوثيين ونائب مدير المطار، فأفاد: «في نحو الساعة الواحدة مساء بالتوقيت المحلي، وصلت طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية تقل 150 مواطنا كانوا قد فروا من المدينة بالقوارب إلى جيبوتي وعادوا إلى الوطن في أول رحلة تجارية إلى عدن منذ أكثر من أربعة أشهر».
وتدعم دول قوات التحالف بالضربات الجوية وشحنات الأسلحة تقدم قوات المقاومة من جنوب اليمن شمالا. ويحاول المقاتلون دحر جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران التي سيطرت على العاصمة صنعاء في سبتمبر (أيلول) الماضي، ما أدى إلى عرقلة نشاط مطار صنعاء الدولي أهم مطارات البلاد.
ونجحت قوات المقاومة والجيش الموالية للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي في السيطرة على مطار عدن، بعدما تعذر الوصول إليه وإلى الموانئ البحرية منذ أن دخلت جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح إليها في السادس والعشرين من مارس (آذار)، ما تسبب في خروج مئات اللاجئين ونقص حاد في الغذاء والوقود والدواء. كما أعلنت الحكومة اليمنية الشرعية بعد استعادة المدينة الشهر الماضي أنها ستجعل عدن قاعدتها لإدارة البلاد.
ومن جهة أخرى، ذكر الزهيري أن طائرة تابعة للصليب الأحمر تحمل 30 مقاتلا جنوبيا جرى أسرهم في معارك ونقلهم إلى صنعاء هبطت أيضا في عدن أمس. وستجري مبادلتهم بسبعة من قادة الحوثيين العسكريين المحتجزين في عدن. وكان هذا أول تبادل للأسرى بوساطة منظمة دولية، وقد يكون مؤشرا على التقدم صوب إنهاء الصراع الذي قتل بسببه أكثر من 4 آلاف شخص.
وقال عدنان حزام، المتحدث الرسمي باسم الصليب الأحمر الدولي في اليمن، إن «الصليب الأحمر قام بتسهيل نقل 7 أسرى حوثيين من عدن إلى العاصمة صنعاء، وذلك بطلب من جماعة الحوثيين». وفيما لم يكشف حزام عن عدد المفرج عنهم من قبل الحوثيين، إلا أن مصادر في المقاومة الشعبية بعدن أكدت أن الحوثيين سلموهم 30 أسيرا كانوا يحتجزونهم في صنعاء.
ووفقا للمسؤول الأممي، فإن الصليب الأحمر «لمس تجاوبًا» لدى الأطراف المتصارعة مع عملية تبادل الأسرى أخيرا، متوقعا أن تكون هناك عمليات لاحقة. وفي الوقت ذاته، تقول مصادر حقوقية إن «المئات من أسرى الحرب ما زالوا يقبعون في معتقلات الحوثيين، وعلى رأسهم وزير الدفاع اليمني محمود الصبيحي».
وفي سياق متصل، واصلت قوات المقاومة تحقيق مكاسب يوم أمس، إذ فرضت حصارا كاملا حول مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين شمال شرقي عدن وحشدت قواتها قبل تقدم متوقع صوب مدينة تعز في الوسط.



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».