شنت عصابات الإرهاب اليهودية على الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين رفلين، حملة تحريض شرسة في شبكات التواصل الاجتماعي، بسبب هجومه الشديد على الإرهابيين اليهود الذين أحرقوا عائلة فلسطينية في قرية دوما، فجر الجمعة الماضي. ونشر هؤلاء صورا مفبركة لرفلين معتمرًا كوفية فلسطينية، كما كان آباؤهم قد فعلوا قبيل اغتيالهم رئيس الوزراء الأسبق، إسحق رابين، في عام 1995، وهددوه مباشرة بالقتل ودعوه للرحيل إلى قطاع غزة.
وقد أعلن ديوان الرئاسة الإسرائيلية عن تقديم شكوى إلى الشرطة الإسرائيلية، يطلب فيها التحقيق مع المتطرفين الذين هددوا الرئيس. وأرفق الديوان شكواه بصور عن الكتابات التي نشرها المتطرفون، ويقولون فيها، إن رفلين «لم يعد يمثل الشعب اليهودي»، وإنه «خير رئيس للعرب وليس لليهود». وكان بين هؤلاء من طالب رفلين بالاستقالة من منصبه، لأنه «لم يعد يعبر عن اهتمامات وطموح أبناء الشعب اليهودي». كل ذلك بسبب تصريحاته التي أطلقها خلال اليومين الماضيين، وانتقد فيها بحدة جريمة الحرق التي تعرضت لها عائلة سعد دوابشة وشجبها، وكذلك الاعتداء الذي تعرضت له مسيرة مثليي الجنس في القدس يوم الخميس الماضي، وهما جريمتان يعتقد أن مرتكبيهما جاءوا من المجموعة اليهودية الدينية الإرهابية نفسها، وهو ما دفع البعض إلى اعتبار منفذي العمليتين نسخة عبرية من تنظيم «داعش».
وكان رفلين قد شارك في واحدة من المظاهرات الكثيرة التي اجتاحت إسرائيل، الليلة قبل الماضية، ضد الجريمتين، وقال: «من غير الممكن إخماد نيران الكراهية من خلال وقفة تضامنية. كما لا يمكن القيام بذلك في مثل هذه المظاهرة. لا يمكن إخمادها بـ(ستاتوسات) على صفحات (فيسبوك) أو بتصريحات إعلامية. لقد طرأت لدينا أجواء تتيح التسامح مع من نطلق عليهم بسذاجة أعشابًا ضارة في حديقتنا. في كل مجتمع هناك هامش يشغله المتطرفون، ولكن علينا اليوم أن نتساءل بجرأة: ما الذي سمح للمتطرفين بالسير في المسار الرئيسي للمجتمع؟ ما الذي دفع الأعشاب الضارة أن تهدد البقية بأعمالها؟ إنه إرهاب منظم نخجل به ونحتاج إلى حساب نفس عسير إزاءه. فقد نبت هؤلاء على أجواء العنصرية ضد العرب، وعلى كراهية كل من هو مختلف عنك». ودعا الحكومة إلى مكافحة الإرهاب اليهودي كما تحارب الإرهاب العربي. كما نشر رفلين مقالاً باللغتين العربية والعبرية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» تحت عنوان: «يجب ألا نسمح للإرهاب بأن ينتصر»، دعا فيه إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي إلى محاسبة النفس على الأفعال، وليس على الكلمات فقط. وقال إنه يوجد على القيادة الإسرائيلية، من اليمين واليسار، أن تُعبّر بصوت واضح ليس فقط عن إدانة الإرهاب، وإنما عن التزامها الحقيقي تجاه مكافحة العنف، مكافحة العنصرية، الاعتراف بالتزامنا بالتمسّك بقيم القانون، وكرامة المحكمة، وقيم الديمقراطية، وكرامة الإنسان الذي خُلق على صورة الله ومثاله».
ونشرت مقالات كثيرة بأقلام خبراء وسياسيين وصحافيين، يؤكدون أن الإرهاب اليهودي ترك للعمل بحرية، وأن المخابرات لم تحاربه كما تحارب الإرهاب الفلسطيني، ويتهمون الحكومة بالتقاعس عن ملاحقته، ويشيرون في مقالاتهم، إلى حملات التحريض العنصرية للحكومة اليمينية ضد العرب، بوصفها الأرض الخصبة التي نبت عليها الإرهاب اليهودي.
وإزاء ذلك، خرج نتنياهو لمواجهة الحملة؛ فهاجم السلطة الفلسطينية قائلا: «نشجب جميعا الإرهاب أيا كان مصدره، لكن السلطة تطلق أسماء إرهابيين فلسطينيين على الشوارع في رام الله».
وعلى صعيد العملية الإرهابية، بدا واضحا، حتى الآن، أن الشرطة والمخابرات لم تعتقل أي مشتبه فيه في العملية الإرهابية ضد عائلة الدوابشة. وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية، نقلا عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، أنه من الصعب التسلل إلى الجماعات الإرهابية اليهودية الصغيرة، التي تعمل في إطار «تدفيع الثمن»، كونهم لا يستخدمون الهواتف الجوالة، ولا يتحدثون أثناء التحقيق معهم.
وقالت إن المخابرات كانت قد كشفت عن وثيقة في بيت أحد المتهمين بإحراق كنيسة الطابغة على بحيرة طبريا، ويشرح معدوها فيها كيفية إشعال النيران في المساجد أو الكنائس، أو بيوت الفلسطينيين من دون ترك أي أثر.
10:46 دقيقه
متطرفون يهود يهددون بقتل الرئيس الإسرائيلي لشجبه حرق العائلة الفلسطينية
https://aawsat.com/home/article/421156/%D9%85%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81%D9%88%D9%86-%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D9%8A%D9%87%D8%AF%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%A8%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%84%D8%B4%D8%AC%D8%A8%D9%87-%D8%AD%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9
متطرفون يهود يهددون بقتل الرئيس الإسرائيلي لشجبه حرق العائلة الفلسطينية
وزيران إسرائيليان يدافعان عن المستوطنين ونتنياهو يهاجم السلطة
متطرفون يهود يهددون بقتل الرئيس الإسرائيلي لشجبه حرق العائلة الفلسطينية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة


