شنت هيلاري كلينتون مساء أول من أمس هجوما مركزا على منافسها في السباق إلى البيت الأبيض جيب بوش، حيث اتهمت المرشح الجمهوري في ولايته فلوريدا بعدم معالجة مشكلة التمييز أو تحسين الظروف بالنسبة للأقليات.
وكانت كلينتون تتحدث في مؤتمر لمنظمة «ناشيونال أوروبان ليغ» شمال ميامي، حيث اعتلى بوش نفس المنصة بعد نحو ساعة، لكنه امتنع عن الرد بالمثل على تصريحات المرشحة الديمقراطية.
وركز المرشحان اللذان يعدان من أبرز مرشحي معركة الرئاسة في 2016، على مواضيع حساسة تتعلق بالفقر والتمييز العرقي في أميركا وعدم المساواة في الدخل والتعليم.
واستخدمت كلينتون شعار بوش «الحق في النهوض»، الذي هو أيضا اسم لجنة العمل البارزة الداعمة لترشح بوش، لتوبيخه على التقصير عندما كان حاكم فلوريدا. وقالت بهذا الخصوص: «كثيرا ما نجد عدم تطابق بين ما يقوله بعض المرشحين في أماكن كهذه وما يفعلونه حقا عند انتخابهم». وتابعت منتقدة خصمها بوش بالتأكيد على أن مواطني أميركا «لا يمكنهم النهوض إذا كان الحد الأدنى للأجور لا يؤمن لهم العيش، ولا يمكنهم النهوض إذا كان حاكمهم يزيد عليهم من صعوبة الحصول على التعليم الجامعي. ولا يمكن الحديث جديا عن الحق في النهوض ودعم قوانين تحرم الناس من الحق في التصويت».
وفي كلمة أمام العشرات من مؤيديها، ذهبت كلينتون إلى أبعد من بوش في التركيز على الدور الذي لا يزال يلعبه العرق في تحديد «من يتقدم في أميركا ومن لا يتقدم»، واستحضرت في هذا السياق أسماء الكثير من الشبان السود الذين قتلوا في حوادث إطلاق نار، تدخلت فيها الشرطة في أنحاء الولايات المتحدة، وقالت إن «هذه الأسماء محفورة في قلوبنا».
وأقرت كلينتون في كلمتها «بتشكيك الكثير من الكوبيين - الأميركيين تجاه سياسة أوباما لإعادة إحياء العلاقات مع هافانا»، لكنها قالت إن الوقت حان للمضي قدما بعد نصف قرن من سياسة قدمت القليل.
وقالت أمام نحو 300 شخص في جامعة فلوريدا الدولية، بينهم منشقون كوبيون سابقون: «نحن بحاجة إلى إنهاء الحصار المفروض على كوبا نهائيا»، مضيفة أن الجمهوريين كانوا مخطئين، وأن «العزلة التي تعود لفترة الحرب الباردة لم يكن من شأنها سوى تقوية قبضة نظام كاسترو على السلطة.. والاتفاق ليس هدية لآل كاسترو، بل إنه تهديد لهم».
وفي مواجهة معارضة الجمهوريين، الذين يشكلون غالبية بالكونغرس، والذين حذروا من أنهم سيفشلون التصويت على رفع الحصار، رأت كلينتون أن الانتخابات الرئاسية عام 2016 ستكون حاسمة في هذا الشأن، ودعت الجمهوريين إلى «الاستماع لمطالب الشعب الكوبي»، مضيفة أن «الغالبية الساحقة من الكوبيين تريد تقاربا أكبر مع الولايات المتحدة. يريدون شراء منتجاتنا، وقراءة كتبنا، وتصفح الإنترنت، والتعلم من شعبنا.. يريدون إدخال بلادهم في القرن الحادي والعشرين».
وبدفاعها عن رفع الحصار على كوبا أصبحت كلينتون في مواجهة مباشرة مع المرشحين الجمهوريين مارك روبيو وجيب بوش، اللذين صنعا مسيرتيهما السياسيتين في ولاية فلوريدا، بمعارضتهما هذا التقارب الذي اعتبراه «مكافأة للأخوين كاسترو».
ورد جيب بوش على تصريحات كلينتون بقوله إن «طلب كلينتون إلغاء الحظر ومبادئ الحرية والديمقراطية للشعب الكوبي مقابل لا شيء، يشكل إهانة لمعاناة العائلات» المتحدرة من كوبا والمقيمة في فلوريدا.
وبرزت خلال هذه الحملة الانتخابية تساؤلات صدرت من خصوم هيلاري، حول ما إذا كانت كلينتون البالغة من العمر67 عاما، قد تعافت تماما من ارتجاج المخ الذي أصيبت به عندما فقدت الوعي في ديسمبر (كانون الأول) 2012 حين أصيبت بفيروس بالمعدة خلال وجودها في الخارج ومعاناتها من الجفاف.
لكن الطبيبة الخاصة لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، التي تسعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، قالت إنها لائقة صحيا للخدمة العامة، وإن الارتجاج في المخ الذي أصيبت به عندما كانت في المنصب لم يترك أي أثر. ونشرت حملة كلينتون بيانا من طبيبتها ليزا برداك تضمن تفاصيل حالتها الصحية، في وقت تتصدر فيه المنافسة على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة في انتخابات العام المقبل.
وجاء في البيان أنها تتناول أدوية للسيولة يوميا للوقاية من جلطات الدم التي أصيبت بها في 1998 و2009 و2012، وتعاني من قصور في الغدة الدرقية.
هيلاري كلينتون توظف قضايا التمييز والفقر في حملتها الانتخابية لمهاجمة منافسها بوش
نفت أن تكون حالتها الصحية لا تسمح لها بممارسة مهامها.. وطالبت بإنهاء الحصار على كوبا
هيلاري كلينتون توظف قضايا التمييز والفقر في حملتها الانتخابية لمهاجمة منافسها بوش
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة