ساعة «آبل».. تكتم على مبيعاتها يثير تساؤلات متزايدة

مؤشرات إيجابية.. والشركة ترفض نشر أرقام

بعض العملاء في سنغافورة يشاهدون موديلات ساعات أبل بينما اصطف عملاء أخرون للحجز والشراء (رويترز)
بعض العملاء في سنغافورة يشاهدون موديلات ساعات أبل بينما اصطف عملاء أخرون للحجز والشراء (رويترز)
TT

ساعة «آبل».. تكتم على مبيعاتها يثير تساؤلات متزايدة

بعض العملاء في سنغافورة يشاهدون موديلات ساعات أبل بينما اصطف عملاء أخرون للحجز والشراء (رويترز)
بعض العملاء في سنغافورة يشاهدون موديلات ساعات أبل بينما اصطف عملاء أخرون للحجز والشراء (رويترز)

إن طرح سؤال حول ما إذا كانت ساعة «آبل» ستحقق نجاحًا كبيرًا أم ستمنى بالفشل، هو أشبه بطرح تساؤل حول ما إذا كانت ابنتي البالغة من العمر عامين سينتهي بها الحال في جامعة مرموقة أم في السجن. كما يقول فارهاد مانجو في صحيفة «نيويورك تايمز». وهناك احتمال كبير أن يضع أي شخص يقدم على طرح توقعات بعيدة الأمد نفسه، في موقف سخيف للغاية.
ومع ذلك، عادة ما يتسم الخبراء المعنيون بالتقنيات الحديثة بالتهور. لذا نرى تدفق سيل من التكهنات بخصوص ساعة «آبل»، وهي جهاز طرح في الأسواق منذ ثلاثة أشهر. ونظرًا لتباين المراجعات التي تناولت المنتج الجديد وفشل المنتج في تحقيق ثورة ثقافية، أقدم البعض على إعلان موت الساعة لدى مولدها.
تقييم المبيعات
من جهتها، رفضت شركة «آبل» إعلان أرقام المبيعات التي حققتها الساعة التي تعد أحدث منتجاتها في إطار تقرير عائداتها عن الربع الثالث من السنة المالية وهو أول تقرير يتضمن معلومات عن مبيعات ساعة «آبل»، واتسمت نبرة الشركة تجاه المبيعات بالحذر والتكتم، بينما اكتفى تيموثي دي. كوك، الرئيس التنفيذي، بالقول إن الساعة «حظيت بانطلاقة رائعة».
الملاحظ أن تقديرات المحللين تتنوع بدرجة بالغة، في وقت توقع الكثيرون منهم في البداية أن «آبل» باعت ما بين 3 و5 ملايين ساعة خلال الفترة بين أبريل (نيسان) ونهاية يونيو (حزيران). إلا أنه بعد دراسة تقرير العائدات الغامض الصادر عن «آبل»، حرص الكثير من المحللين على مراجعة تقديراتهم وتخفيضها إلى ما يتراوح بين 1.5 مليون و3 ملايين ساعة. وحتى عند النظر إلى أدنى التقديرات المطروحة، نجد أنها لا تمثل مطلقًا ما يوصف بأنه وفاة فور المولد. من جهته، أوضح لوكا مايستري، المسؤول المالي الأول لدى «آبل»، أن الساعة باعت خلال الأسابيع التسعة الأولى لطرحها في الأسواق ما يفوق ما بيع من «آيفون» أو «آيباد» خلال الفترة ذاتها.
ومع ذلك، لن يعتمد مستقبل ساعة «آبل» على مبيعات الربع الأول.

* نهج «آبل»
* والملاحظ أن انطلاقات المنتجات الجديدة لـ«آبل» عادة ما تتبع سيناريو محددا كثيرًا ما تكرر من قبل، يتمثل في أن الجهاز الذي يمثل الجيل الأول دائمًا يتعرض لانتقادات باعتباره مبالغا في سعره، ولا يحمل فوائد كثيرة، وغالبًا ما تواجه الاتهام بأنها تعد بمثابة حل يبحث عن مشكلة. بعد ذلك، وفي غضون سنوات قليلة، تنجح «آبل» وعملاؤها في التوصل لأفضل استخدامات الجهاز الجديد، بجانب عمل الشركة بصورة ممنهجة على تحسين التصميم وأسلوب عمل الجهاز بحيث يلبي احتياجات العملاء. أيضًا، تميل الشركة لتقليل الأسعار، ما يؤدي إلى تزايد المبيعات بدرجة بالغة.
بالنظر إلى هذا التاريخ، فإن التساؤل الملائم بخصوص ساعة «آبل» لا يتمثل في مدى نجاح مبيعاتها حتى الآن، وإنما ما مدى النجاح الذي ستحققه «آبل» في الالتزام بهذا النهج. والتساؤل الآن هل ستتحرك «آبل» سريعًا للتعامل مع الانتقادات الأولى للساعة وأسلوب عمل الساعة؟
في الواقع، الإجابة هنا مؤكدة بصورة أكبر بكثير من الأرقام الغامضة المرتبطة بالمبيعات، فحتى الآن تتبع «آبل» نفس النهج سالف الذكر في التعامل مع الساعة الجديدة، مثلما فعلت مع «آيبود» و«آيفون» و«آيباد». وحال التزام الشركة بهذا النهج - وهو محاولة إضافة قدرات جديدة للجهاز بينما ربما تقدم على تخفيض الأسعار وتوسيع نطاق التوزيع - فإن مستقبل ساعة «آبل» قد يكون مشرقًا. إلا أن النقطة السلبية الوحيدة تكمن في أن تحديد النجاح يستغرق شهورًا، إن لم يكن سنوات. وقد لا يتحمل المراقبون المتحمسون المعنيون بالتقنيات الحديثة، خاصة بالنظر إلى تاريخ كوك الذي يشير لقدرته على طرح فئات جديدة من المنتجات التقنية لجموع العالم المولعة بالتقنيات الحديثة. إلا أن الانتظار ربما لا يمثل الخيار الوحيد.

* مستقبل مشرق
* وبالنظر إلى البيانات المتوافرة لدينا بخصوص الساعة حتى الآن نجد أن الكثير منها يبدو إيجابيًا. على سبيل المثال، يبدو أن من اشتروا ساعة «آبل» راضون عنها. وأجرت كل «كرييتيف ستراتيجيز» و«ريستلي»، وكلتاهما مؤسسة بحثية، دراسة مؤخرًا شملت أكثر من 800 من مالكي ساعة «آبل». وقد ذكر قرابة 97 في المائة منهم أنهم إما راضون للغاية أو راضون بعض الشيء عن الساعة الجديدة. ويعد هذا المستوى أفضل من مستويات الرضا المرتبطة بالأجهزة الأصلية الأولى لـ«آيفون» و«آيباد»، حيث حقق كل منهما أقل من 90 في المائة، حسبما كشفت دراسات مبكرة عن مشاعر العملاء.
من جهته، قال بين باجارين، محلل لدى «كرييتيف ستراتيجيز»، إن الدراسة كشفت نقطة ربما تحمل أهمية أعمق، حيث كشفت انقسامًا بين الأشخاص الذين يصفون أنفسهم بأنهم مولعون بالتقنيات الحديثة - وهم الأفراد العاملون في صناعة التقنيات الحديثة، والآخرين المنتمين لخارج عالم التقنية، والمعروفين بالأشخاص العاديين. وخلصت الدراسة إلى أن أوائل المقبلين على شراء ساعة «آبل» أكثر انتقاءً واهتمامًا بعيوب الساعة. وقد وصف 43 في المائة فقط من مطوري التطبيقات الحديثة أنفسهم بأنهم «راضون للغاية» عن الساعة، مقارنة بـ73 في المائة من المستخدمين غير المتخصصين بمجال التقنيات الحديثة الذين أعربوا عن ابتهاجهم بالمنتج الجديد.
ويحمل هذا الانقسام بين النخبة التقنية والمستخدمين العاديين، أصداء قصة تكررت مرارًا على امتداد تاريخ «آبل»، فقد سبق وأن أثار كل من «آيبود» و«آيفون» و«آيباد» صدمة المتخصصين في مجال التقنيات المتطورة، الذين انتقدوا علانية عيوب هذه الأجهزة، معتبرين هذه الأجهزة مهلكة - ومع ذلك اتضح لاحقًا أن كل هذا لم يعن كثيرًا للمستخدمين العاديين، كما لم يؤثر ذلك على نجاح «آبل» على المدى الطويل.

* تطويرات الساعة
* بيع أول جهاز «آيبود» مقابل 399 دولارا، ووصف هذا السعر بأنه مرتفع بصورة مفرطة. ولم تتوافر في «آيفون» وظيفة النسخ واللصق، ولم يكن مزودًا ببطارية يمكن إزالتها. أيضًا، لم يكن بإمكانه تشغيل تطبيقات خاصة بأطراف ثالثة. أما «آيباد» فلم يكن باستطاعته تحميل المواقع على شبكة الإنترنت المزودة ببرنامج «فلاش» للرسوم المتحركة، ولم يكن مزودًا بكاميرا.
في الواقع، لم يكن أي من هذه النقائص خطيرا، ونجحت «آبل» أخيرًا في تناولها. وابتكرت الشركة نسخة لـ«ويندوز» من أجل «آيبود»، وأضافت متجرًا للتطبيقات لـ«آيفون»، ودمجت كاميرا في «آيباد».
ولا تكمن النقطة المهمة هنا في أن النقاد الفنيين كانوا دائمًا على خطأ، وإنما يشير النهج المتكرر في مسيرة «آبل» إلى أن الانتقادات المبكرة لا تمثل بالضرورة مرشدًا جيدًا لإصدار حكم بعيد الأمد. إن الأمر يستغرق بعض الوقت لاكتشاف عيوب خطيرة في منتج جديد.
ومع طرح ساعة «آبل»، من الواضح أن الشركة تدرس هذا النهج المتكرر حاليًا، وأدخلت بالفعل بعض التغييرات عليها. حتى الآن، تركزت الانتقادات الموجهة إلى الساعة حول انتقادين أساسيين: أنها شديدة البطء وأنها غير ضرورية - بمعنى أن غالبية الخدمات التي توفرها يمكن إنجازها باستخدام الهاتف. بيد أن المشكلة الأكثر خطورة تكمن في أن المطورين لم يتطرقوا بعد للنقاط والقضايا شديدة الصعوبة المتعلقة بالساعة، وتتحرك بعض كبريات الشركات العالمية بمجال التقنيات المتطورة بحذر حيال ابتكار تطبيقات من أجل الساعة.
الملاحظ أن «آبل» تعكف على حل هذه المشكلات بسرعة أكبر عما أبدته لدى تناول عيوب منتجاتها السابقة التي شكلت الجيل الأول من نوعها. خلال مؤتمر عقدته الشركة في يونيو (حزيران)، كشفت عن تحديث لنظام التشغيل الخاص بساعة «آبل» من شأنه الإسراع بدرجة كبيرة من سرعة عمل الساعة، حسبما أعلنت الشركة. كما من شأن نظام التشغيل الجديد، المقرر الكشف عنه لاحقًا هذا العام، السماح للمطورين باستخدام مزيد من المجسات وتقنيات أخرى مع الساعة، الأمر الذي يسمح بدمج تطبيقات أكثر قوة.
وقد تبدو هذه التطورات صغيرة، لكن على الصعيد الفني يمكن أن تؤدي التحسينات التدريجية إلى تغييرات كبرى. الأهم من ذلك، تعد التغييرات التدريجية جزءا أصيلا من أسلوب عمل «آبل»، وهو ما سبق أن عايناه في «آيبود» و«آيفون» و«آيباد»، فبعد اختراع منتج جديد، تعمد الشركة باستمرار لإضافة ملامح جديدة بمرور الوقت.
وفي غضون سنوات قليلة، يتحول المنتج الجديد والاهتمام اللحظي به إلى مشروع تقني طويل الأمد يمكن للجميع استخدامه والاستمتاع به. وهذا تحديدًا ما نعاينه في تعامل الشركة مع الساعة الجديدة، وربما تؤتي هذه الاستراتيجية نتائج إيجابية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.