كشف بوجمعة الرميلي، المدير التنفيذي لـ«حركة نداء تونس»، الحزب الفائز بالأغلبية البرلمانية، عن اتفاق أحزاب الائتلاف الحكومي الأربعة مع الحبيب الصيد، رئيس الحكومة التونسية، على تكليف عبد الكريم الزبيدي، وزير الدفاع التونسي الأسبق، بالإعداد والإشراف على المؤتمر الوطني ضد الإرهاب، المقرر عقده في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.
وقال الرميلي لـ«الشرق الأوسط» إن الرباعي الحاكم، والمكون من «حركة نداء تونس»، والاتحاد الوطني الحر، وحزب «آفاق تونس»، وحركة النهضة، توصل إلى اتفاق بخصوص الجهة المشرفة على المؤتمر، وأنه تم اقتراح اسم وزير الدفاع الأسبق عبد الكريم الزبيدي كي يتولى عملية الإعداد له والإشراف عليه، وأن هذا الاقتراح حظي بالإجماع.
واتفقت الأحزاب الأربعة أيضا على تشكيل مجموعة من اللجان التي تتابع مختلف القضايا المرتبطة بالمؤتمر، وتشرف على إعداد محاور العمل والتقارير. وحسب الرميلي، فإن المشاورات ستتوسع لتشمل مختلف الأطياف السياسية، سواء كانت ممثلة في البرلمان أو غير ممثلة، إلى جانب مكونات المجتمع المدني، وأنها لن تقتصر على الرباعي الحاكم، على حد قوله.
وطرح الحبيب الصيد وحزب «آفاق تونس» مقترحا مفاده أن تشرف شخصية وطنية على المؤتمر الوطني لمكافحة الإرهاب ضمن ثلاثة خيارات أخرى، منها اقتراح الأحزاب الأخرى المشاركة في الحكم التي تقدمت بصيغ أخرى؛ أبرزها أن تتولى الحكومة عملية الإشراف على المؤتمر، أو أن تقوم الأحزاب بالمهمة تحت إشراف مباشر من الحكومة.
وعن سبب اختيار الزبيدي تحديدا، رغم وجود اسمين آخرين كان قد وضعهما الصيد على طاولة المفاوضات مع أحزاب الائتلاف الحاكم، اعتبر الرميلي أن المواصفات المطلوبة في الشخصية التي ستهتم بتنظيم المؤتمر والإشراف عليه هي الوطنية والاستقلال، وأن يكون لها ما يكفي من الإشعاع المحلي والدولي، بما يتيح لأصدقاء تونس تقديم آرائهم في الخطة الوطنية لمكافحة الإرهاب التي يهدف إليها المؤتمر، باعتبار أن تونس ليست في منأى عن جيرانها في ملف التعاطي مع الإرهاب، وهو ما يتوفر في الزبيدي، على حد قوله.
أما بخصوص موافقة الزبيدي رسميا وقبوله مهمة الإعداد والإشراف على المؤتمر، فقد أكد المصدر ذاته أن رئيس الحكومة اتصل به وهو ينتظر ردا نهائيا حول المقترح.
وبشأن الانتخابات البلدية، التي تمثل المرحلة الأخيرة من المسار الانتخابي بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، قال الرميلي إنها مبرمجة خلال النصف الأول من السنة المقبلة.
من ناحية أخرى، انفجر صباح أمس لغم أرضي داخل المنطقة العسكرية المغلقة بجبل سمامة من ولاية (محافظة) القصرين (وسط غربي) أثناء عمليات التمشيط، ما أسفر، وفق معطيات أولية، عن إصابة ثلاثة عسكريين، أحدهم في حالة حرجة، وقد تم نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي بالقصرين لتلقي الإسعافات الأولية. أما حالة بقية العسكريين المصابين فلا تعد خطيرة، حسبما أكد مصدر طبي أمس.
يذكر أن القوات المسلحة التونسية تنفذ منذ يومين عمليات عسكرية في جبل سمامة (القصرين)؛ حيث استهدفت بقصف مدفعي عنيف عدة مواقع في الجبل لاشتباه تحصن عدة متشددين بداخلها، ما خلف حريقا هائلا، وجدت وحدات الحماية المدنية مشكلات كبيرة في إخماده.
وعلى صعيد متصل بملف الإرهاب، كشف أمس منصف حمدون، رئيس قسم التشريح بمستشفى «شارل نيكول» بالعاصمة التونسية، عن انتهاء عملية فحص جثة سيف الدين الرزقي، الذي نفذ هجوم سوسة الإرهابي، وقال في تصريح إعلامي إن التقرير الطبي أصبح جاهزا وتمت إحالته إلى قاضي التحقيق المكلف بالملف. وامتنع حمدون عن تقديم تفاصيل عن نتائج الفحص، خاصة بشأن ما تردد عن تناول الرزقي مواد سامة أو مخدرة، تنفيذا لتوصيات قاضي التحقيق وتوافقا مع سرية التحقيقات، على حد تعبيره.
في السياق نفسه، كشفت بيانات رسمية نشرت في تونس أمس عن تراجع حركة المسافرين في المطارات التونسية خلال النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي تأثرا بهجومي «باردو» وسوسة الإرهابيين.
وأفاد ديوان الطيران المدني والمطارات بتراجع حركة المسافرين في المطارات بنسبة 21.5 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي بواقع 3 ملايين و768 ألف مسافر، مقابل 4 ملايين و798 ألف مسافر خلال النصف الأول من العام الماضي.
وتأثرت حركة المسافرين بشكل خاص بالهجوم على متحف «باردو» في مارس (آذار) الماضي، ومن بعده الهجوم الذي استهدف فندقا بمنتجع سوسة السياحي في 26 يونيو (حزيران) الماضي. وقد خلف الحادثان 60 قتيلا، 59 منهم من السياح.
وسجلت المطارات تراجعا لافتا في حركة المسافرين خلال يونيو الماضي، بعد ضربة سوسة لتبلغ نسبته أكثر من 32 في المائة مقارنة بالفترة نفسها في 2014، وكان آلاف السياح الأجانب غادروا تونس بعد هجوم سوسة، بينما علق كثير من وكالات السفر الأجنبية الرحلات إلى تونس، فيما يتوقع خبراء أن يستمر التراجع في حركة المسافرين مع توقعات وزارة السياحة بهبوط في النشاط السياحي بنسبة تفوق 70 في المائة خلال الفترة الصيفية.
تونس: أحزاب الائتلاف الحكومي تتفق على عقد مؤتمر وطني لمكافحة الإرهاب
إصابة 3 جنود في انفجار لغم بجبل سمامة بالقصرين
تونس: أحزاب الائتلاف الحكومي تتفق على عقد مؤتمر وطني لمكافحة الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة