انطلقت فعاليات مهرجان إلجم الدولي للموسيقى السيمفونية بتونس في دورته الثلاثين بعرض لأوركسترا شبان البحر الأبيض المتوسط من فرنسا في ظل تخوف جماعي من تراجع إقبال الأجانب على مختلف العروض الموسيقية الراقية بعد تأثر السياحة التونسية بالهجمات الإرهابية الأخيرة. وتتواصل الدورة الجديدة من هذا المهرجان حتى يوم 15 أغسطس (آب) المقبل.
ويجمع أوركسترا البحر الأبيض المتوسط الذي يفتح هذه التظاهرة الموسيقية الفريدة من نوعها في تونس، عازفين من فرنسا وإيطاليا، وذلك في غياب الأوركسترا السيمفوني بفيينا التي دأبت على افتتاح الدورات السابقة في إطار اتفاقية تجمعه مع هيئة تنظيم المهرجان. واعتذرت عن المجيء إلى تونس إثر الهجمات الإرهابية التي عرفتها البلاد وخلفت عشرات القتلى في صفوف السياح الأجانب.
ويمر المهرجان الأعرق في العالم العربي في مجال الموسيقى السيمفونية بوضع استثنائي بسبب الإرهاب. وعلى الرغم من العجز المالي الذي وصل إليه هذا المهرجان والمقدر بـ80 ألف دينار تونسي (نحو 40 ألف دولار أميركي)، فإنه واصل مسيرته وإيمانه بالموسيقى السيمفونية التي دافع عن وجودها وفاعليتها منذ نشأته قبل أكثر من 30 عاما. وتقدّر ميزانية هذه الدورة بـ300 ألف دينار تونسي (نحو 150 ألف دولار) وهو مبلغ قليل للغاية بالنسبة لتنظيم مثل هذه التظاهرات التي تستقطب عددا هاما من العازفين على مسرح إلجم الأثري.
وزادت متاعب المهرجان بعد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها تونس بمتحف باردو ومنتجع سوسة، وفي هذا الشأن، قال مبروك العيوني مدير المهرجان لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه الدورة «تعاني وضعا صعبا ولا بد أن تتناسق جهود وزارتي السياحة والثقافة لدعمه وإنقاذه حتى يجد أسباب الاستمرار»، على حد تعبيره.
ولم يخف العيوني تخوفه أيضا من غياب الجمهور إذ إن النسبة الكبيرة من المقبلين على سهرات المهرجان منذ نشأته كانت من بين السياح الأجانب، ويبدو أن الأزمة التي تعيشها السياحة التونسية بعد العمليتين الإرهابيتين في سوسة وباردو قد يكون لها تأثير مباشر على استمرار مهرجان إلجم الدولي للموسيقى السيمفونية على نفس وتيرة النجاح التي عرفها خلال مسيرة فاقت 30 سنة.
وستتواصل العروض خلال الليالي المقبلة مع أوركسترا «بو» الفرنسي والأوركسترا السيمفوني الجزائري والمجموعة الإيطالية والأوركسترا السيمفوني التونسي بقيادة حافظ مقني. وسيكون الاختتام مع «إيدير» الفنان الجزائري المعروف الذي يحل ضيفا على المهرجان.
ويبقى هاجس الإرهاب مسيطرا على العروض المبرمجة ضمن هذا المهرجان، ولا تخفي هيئة التنظيم تخوفها من تراجع فرق موسيقية أخرى بعد اعتذار أوركسترا أوبرا فيينا في رد فعل على الهجمات الإرهابية التي عرفتها تونس خلال الفترة الماضية.
وعبرت عدة فرق موسيقية أخرى عن خشيتها من الظروف الأمنية وتنامي مظاهر الإرهاب، وحافظت إيطاليا على دعمها للمهرجان من خلال المركز الثقافي الإيطالي في تونس الذي عبر عن موقف مساندة كبيرة للمهرجان.
أوركسترا فيينا تعتذر عن غيابها عن مهرجان موسيقي في تونس
في رد فعل على الهجمات الإرهابية خلال الفترة الماضية
أوركسترا فيينا تعتذر عن غيابها عن مهرجان موسيقي في تونس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة