هيثم طبّاخة يحوّل منزله في حي القنوات الدمشقي العريق إلى متحف تراثي

يعرض 1500 قطعة تراثية يعود تاريخ بعضها لمائتي عام

متحف السوري هيثم طباخة الشخصي في حي القنوات الدمشقي
متحف السوري هيثم طباخة الشخصي في حي القنوات الدمشقي
TT

هيثم طبّاخة يحوّل منزله في حي القنوات الدمشقي العريق إلى متحف تراثي

متحف السوري هيثم طباخة الشخصي في حي القنوات الدمشقي
متحف السوري هيثم طباخة الشخصي في حي القنوات الدمشقي

«افتح هذا الباب لتدخل عالم ألف ليلة وليلة»، بهذه العبارة التي وضعها على باب منزله يستقبلك هيثم طباخة، 62 عامًا، الذي حوّل منزله لمتحف شخصي يستقبل زواره من أصدقائه الأدباء والفنانين يوميًا وبقية الناس كل يوم سبت ليشاهدوا ما يعرضه من مئات المقتنيات التراثية قديمة في حي القنوات الدمشقي العريق.
حَرِصَ أبو محمد على أن يكون متحفه تراثيًا بكل مفرداته حيث الجلسة العربية والقهوة المرّة العربية من خلال مصبّات نحاسية تراثية تدلل على تراثية المكان كما يحرص على ارتداء اللباس الشامي التراثي الذي يتكون من الشروال والقنباز والساكو (الشملة) والطربوش يستقبل به زوار متحفه ليؤكد مرّة ثانية على أن كل شيء عنده يضّج تراثًا.
ومن أقدم النماذج النادرة التي يضمها المتحف قال طباخة «لدي كيس سيروم فرنسي عمره 150 سنة ما زال محفوظًا بعلبته، ولدي سيف صنع فرنسي عمره مائتا سنة وموثق التاريخ عليه»، مضيفا: «هي هوايتي منذ صغري جمع المقتنيات القديمة افتتحت».
افتتح طباخة متحفه الشخصي قبل نحو خمس سنوات في حي القنوات القديم الذي يسمى حي البكوات والباشاوات وسط دمشق يعرض فيه مقتنيات تراثية يصل عددها لنحو 1500 قطعة يعود تاريخ بعضها لمائتي عام خلت ومن أهمها بابور الكاز (موقد الطبخ أيام زمان) وهو بأربعة أشكال ونماذج لدي جميعها وهي الأخرس والضرب والعادي والبريموس الخاص بالسيران والنزهات. لديه مكاوٍ تراثية مختلفة الأشكال أيضًا مكواة الفحم والمكواة التي تعمل على البابور وتلك على الكهرباء المزودة بريسانس. والأجهزة الهاتفية القديمة وجرن الكبّة وجرن الحمام ورحى جرش القمح ومغسلة ومجلى من الحجر التراثي وصناديق صدفية قديمة ونماذج من السفرطاس (أوعية تراثية توضع فيها الأطعمة الخاصة بالعمال والمسافرين) ومنها السفرطاس النحاسي والبورسلان والألمنيوم والستانلس ستيل. وهناك سفرطاسات بطبقتين وثلاث وأربع. كذلك يعرض مجموعة العملات النادرة والقديمة التي يملكها ومنها عملات ورقية ومعدنية بحيث يعرضها حسب تاريخ سكّها. ولديه أشكال من العطور الشامية القديمة، ونماذج لكرسي الحلّاق والحكيم حيث كان حلّاق الحارة هو طبيبها أيضًا يقوم بالحجامة وقلع الأضراس. كما أنه يعرض النملية الخشبية التراثية (مكان وضع الأطعمة والمواد الغذائية في مطبخ المنزل)، ومحامص بن قديمة «كانت والدتي تحمّص البن فيها على بابور الكاز ومن ثم تطحنه في طاحونة يدوية وبعد ذلك تغلي البن على البابور ونشربها في المساء»، قال طباخة.
كذلك يعرض المتحف مجموعة من الصور القديمة، منها صور لتخريج أول دفعة أطباء وصيادلة من جامعة دمشق التي كان اسمها الجامعة السورية تعود لعام 1920 وأخرى تعود لعام 1883 لحارتي القنوات وصورة لتجار سوق البزورية ومعهم الشاعر نزار قباني وهو شاب صغير حيث كان برفقة والده الذي كان يمتلك محلاً في سوق البزورية. ويعرض مقتنيات منزلية تراثية مع معلومات عنها على شكل أمثلة شعبية شامية ومنها النحاس والصوف وكنا في دمشق نتداول مثلاً قديمًا. يقول طباخة «الصوف والنحاس وبنات الناس»، وتفسيره أنّ منتجات الصوف والنحاس كما الزوجة الأصيلة تتحمل كل المتغيرات وتخدم البيت لسنوات طويلة. كذلك يعرض سلال القصب القديمة والمثل الشعبي يقول هنا: «كول التين ورفاع الطين» وتفسيره أن سلّة القصب يوضع فيها ثمار التين والتي تكون في آخر فصل الصيف و«بنفس فترة التين كان أهلنا يحضرون الطين (التراب الأحمر والكلسي) لترميم البيوت القديمة في حارات دمشق، فيأتي التين متناغمًا مع الطين بمثل لطيف».
يأمل طباخة أن يحافظ أولاده على هذه المقتنيات «كما وعدوني خاصة أنني فتحت سجلاً خاصًا بالمتحف لكتابات الزوار وتعليقاتهم».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.