الجيش السوري الحر وفصائل المعارضة يرحبون بالتدخل التركي رغم بعض التحفظات

رأوا فيه أملاً بإنشاء منطقة عازلة تجنّب الشمال غارات النظام وبراميله المتفجرة

والدة جندي تركي قتل على يد {داعش} تبكي خلال تشييعه في غازي عنتاب على الحدود السورية  أمس  (أ.ف.ب)
والدة جندي تركي قتل على يد {داعش} تبكي خلال تشييعه في غازي عنتاب على الحدود السورية أمس (أ.ف.ب)
TT
20

الجيش السوري الحر وفصائل المعارضة يرحبون بالتدخل التركي رغم بعض التحفظات

والدة جندي تركي قتل على يد {داعش} تبكي خلال تشييعه في غازي عنتاب على الحدود السورية  أمس  (أ.ف.ب)
والدة جندي تركي قتل على يد {داعش} تبكي خلال تشييعه في غازي عنتاب على الحدود السورية أمس (أ.ف.ب)

رحّبت فصائل المعارضة في شمال سوريا، بدخول تركيا على خطّ الحرب على تنظيم داعش، رغم المخاوف التي عبر عنها البعض من تحوّل هذا التدخل إلى ما يشبه الاحتلال لبعض المناطق السورية. في حين أعرب الجيش السوري الحر عن استعداده للانخراط في المعركة، لاستئصال تنظيم داعش بدءًا من الشمال وصولاً إلى تطهير كل الأراضي السورية منه.
ودعا مصدر عسكري سوري معارض في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى «الاستفادة من صراع الدولة التركية مع (داعش)، والعمل على إعادة هيكلة فصائل الجيش السوري الحر، وإعادة التنسيق على مبدأ تشكيل غرفة عمليات جديدة وفق خط استراتيجي واحد». وقال المصدر: «إن الفصائل غير قادرة على تشكيل ما يشبه (جيش الفتح) في إدلب، ولذلك فإنه من المبكر الحديث عن تعاون تركي مع هذه الفصائل، ولا نعلم ما إذا كانت تركيا ستعترف بالفصائل كطرف شريك في الصراع».
بدورها، قابلت فصائل حلب وريفها، التصعيد الأخير بين حكومة أنقرة و«داعش» بترحيب ضمني من معظمها، رغم عدم خروج موقف رسمي عنها. ورأت الفصائل بحسب مصدر تابع لها، أن «دخول تركيا على خط المواجهات ضد (داعش) أمر يبعث على الارتياح، وقد يقود إلى تحول في ميزان تمدد (داعش) وبداية لاستعادة مناطق ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، حيث سيغدو التنظيم بين فكي كماشة كل من القوات التركية وفصائل المعارضة السورية». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «تدخل تركيا أمر مرحب فيه ومطلوب، بخلاف تدخل قوات التحالف الدولية التي لم يعد لها أي تأثير على تمدد (داعش)، ولا تقوم بوقف زحفها ولا همّ لها سوى دعم القوات الكردية فقط في مناطق تمددها». وبرأي المصدر، فإن «هذا التحول في الموقف التركي يقطع الطريق على تسلل الغرباء القادمين للالتحاق بالتنظيم عبر الأراضي التركية، وقد يسهم في إنشاء مناطق عازلة على الحدود، وهو ما تنشده فصائل المعارضة في الشمال تفاديًا لغارات النظام وبراميله المتفجرة التي ما زالت تفتك بالسوريين».
هذا الترحيب لم يبدد القلق من أن «يؤدي دخول تركيا إلى جملة من الإجراءات السلبية كأن تحكم سيطرتها على الحدود، ما قد يقود إلى وقوع كثير من الانتهاكات والتعديات الجديدة بحق السوريين الهاربين من الموت إلى تركيا عبر الشريط الحدودي». منبهًا من «إمكانية وقوع مواجهات محتملة مع الأتراك قد تهديد طرق التجارة التي سيتضرر منها كل من مناطق حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة ولكن بشكل أقل من تضرر مناطق (داعش) التي ستتأثر بشكل كبير وقد تغدو كثير من مناطق نفوذه عرضة للحصار نتيجة المواجهات فيها وعلى محيطها».
إلى ذلك، كشف مصدر مطلع من ريف حلب لـ«الشرق الأوسط» أن «تسعة قتلى على الأقل سقطوا من صفوف مقاتلي تنظيم داعش بالغارات الجوية التي نفذتها أربع مقاتلات تركية فجرًا (أمس) والتي استهدفت مواقع التنظيم في كل من صوران بالقرب من مدينة أعزاز، وباب الليمون، وفي حور النهر بمحيط مارع، وفي «برغيدة» التي تعتبر خط مواجهة بين جبهة النصرة وداعش». وقال: «إن الغارات الجوية بدأت عند الساعة الرابعة فجرا وسمع صدى ضرباتها في معظم الريف الحلبي الشمالي حسب ما لفت المصدر الذي أكد أن مناظير الرصد لفصائل حلب أكدت على حدوث دمار هائل في مواقع (داعش) وإعطاب وحرق كثير من آليات التنظيم، وسبق الغارات اشتباكات استمرت على الحدود السورية التركية بين تنظيم داعش والحرس التركي والجيش التركي بالقرب من منطقة الراعي في قرية العياش الخالية من السكان والتي يسيطر عليها التنظيم عند الحدود مع تركيا وكانت قد أسفرت المواجهات التي تصاعدت حتى استخدام الأسلحة الثقيلة عن سقوط ضابط وأربعة قتلى على الأقل من الجانب التركي إضافة لمقتل عدد من عناصر (داعش)».
من جهته، سرعان ما بدأ تنظيم داعش بشن حملة إعلامية ضد تركيا بعد الغارات الجوية التي طالت مواقعه عبر حسابات مناصريه على وسائل التواصل الاجتماعي. واصفًا تركيا بـ«الداعمة لدول الكفر في حربها ضد الإسلام». في إشارة منه لقوى التحالف العربي الدولي التي بدأت حملتها العسكرية الجوية ضد «داعش» في شهر أغسطس (آب) من العام الماضي. كما استغل معظم عناصر التنظيم الاشتباكات ضد تركيا لدحض الاتهامات التي تتحدث عن دعم تركيا لهم وبأنهم مجرد ورقة تحركها القوى الدولية متى أرادت ذلك.



تعسف الحوثيين في الحديدة يغلق عشرات المتاجر قبيل رمضان

عنصر حوثي يغلق متجراً في الحديدة لعدم استجابة مالكه لدفع إتاوات (إكس)
عنصر حوثي يغلق متجراً في الحديدة لعدم استجابة مالكه لدفع إتاوات (إكس)
TT
20

تعسف الحوثيين في الحديدة يغلق عشرات المتاجر قبيل رمضان

عنصر حوثي يغلق متجراً في الحديدة لعدم استجابة مالكه لدفع إتاوات (إكس)
عنصر حوثي يغلق متجراً في الحديدة لعدم استجابة مالكه لدفع إتاوات (إكس)

أغلق الانقلابيون الحوثيون في محافظة الحديدة الساحلية عشرات المتاجر والأسواق، واعتقلوا ملاكها ضمن حملة استهداف تعسفية أطلقتها الجماعة قبيل شهر رمضان، بهدف فرض مزيد من الإتاوات تحت مسميات عدة، منها «الرقابة على الأسعار وضبط المخالفات» و«تمويل أنشطة رمضانية».

وذكرت مصادر محلية في الحديدة لـ«الشرق الأوسط» أن حملة التعسف ضد ما تبقى من العاملين في القطاع التجاري تركزت في اليومين الماضيين في مديريات عدة تتبع مركز مدينة الحديدة (226 كيلومتراً غرب صنعاء).

وأفادت المصادر بأن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون ما تسمى مكاتب الصناعة وإدارة أمن الجماعة نفذوا حملات دهم ضد عشرات المتاجر والأسواق في أحياء السلخانة والربصة والتجاري والحوك والصديقية، وهو ما أسفر عن إغلاق 38 محلاً وسوقاً تجارية واختطاف 18 تاجراً بعد رفضهم دفع إتاوات.

ومع تصاعد أعمال الدهم الحوثية للأسواق والمحال التجارية وما تبقى من القطاعات الاقتصادية في الحديدة ومدن أخرى، اشتكى تجار لـ«الشرق الأوسط»، من تجدد حملات الاستهداف ضدهم لإجبارهم على دفع مبالغ مالية دعماً لإقامة برامج حوثية رمضانية.

جانب من حملات حوثية سابقة استهدفت محلات تجارية في الحديدة (إعلام حوثي)
جانب من حملات حوثية سابقة استهدفت محلات تجارية في الحديدة (إعلام حوثي)

وأوضح التجار أن الإتاوات المفروضة عليهم بين كل فينة وأخرى تزيد من أعبائهم المعيشية وتثقل كواهلهم، لافتين إلى تعرضهم أثناء كل حملة استهداف تقوم بها الجماعة للتهديد بالإغلاق والمصادرة والسجن في حال لم يتفاعلوا مع مطالبها غير القانونية.

وجاء حملة الحوثيين الأخيرة بناءً على مخرجات اجتماع عقدته قيادات في الجماعة تُدير شؤون المناطق الخاضعة لها في الحديدة، وتضمن مناقشة ما سمته الجماعة «آليات تعزيز الرقابة والتفتيش، وتكثيف الحملات الميدانية في أسواق المحافظة مع قدوم رمضان».

وشدد الانقلابيون خلال الاجتماع على ضرورة مضاعفة ما يسمونه الجهود لتتبع ومراقبة الأسواق والمتاجر الكبيرة والمتوسطة والأصغر، واتخاذ كل الإجراءات العاجلة بحق المخالفين.

حملة مسعورة

يتحدث مالك متجر في الحديدة طاله أخيراً الاستهداف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرُّض متجره للدهم والإغلاق على يد مسلحين في الجماعة بذريعة وجود مخالفات، وتوجيه اتهامات له بالتخلف عن دعم المجهود الحربي، وتمويل المناسبات ذات الصبغة الطائفية.

وأوضح التاجر أن مسلحي الجماعة أغلقوا 4 محلات تجارية وسوقاً واحدة في الشارع الذي يقع فيه متجره، كما اعتقلوا عدداً من العاملين فيها قبل أن يتم إطلاق سراحهم مقابل دفع إتاوات.

وذكر أن الحملة التي وصفها بـ«المسعورة» لا تزال مستمرة، ولم تستثنِ أحداً من ملاك الأسواق والمتاجر في الحديدة، مشيراً إلى أنه يجري حالياً إرغام من تبقى منهم على دفع مبالغ مالية متفاوتة تحت مسميات غير قانونية.

تراجع كبير شهدته المساعدات الغذائية في اليمن (أ.ف.ب)
تراجع كبير شهدته المساعدات الغذائية في اليمن (أ.ف.ب)

وسبق للانقلابيين الحوثيين أن أطلقوا في رمضان الماضي حملة استهدفت بالابتزاز وفرض الإتاوات نحو 1028 منشأة تجارية بمناطق متفرقة في الحديدة.

وأقر تقرير سابق صادر عن مسؤولي الجماعة المعينين في مكتب الصناعة في الحديدة عن تنفيذهم سلسلة طويلة من حملات الجباية ضد ما تبقى من منتسبي القطاع الاقتصادي بالمحافظة.

ومن بين تلك الاستهدافات، إغلاق نحو 169 منشأة ومحلاً تجارياً، وإحالة عدد من الملاك إلى النيابة بتهمة عدم الالتزام بتعليمات الجماعة، وتغريم أكثر من 800 منهم.

ويزعم التقرير الحوثي أن الاستهداف للمتاجر والأسواق في الحديدة هو نتيجة تسجيل مخالفات، منها عدم إشهار قائمة الأسعار، ورفع الأسعار، ووجود سلع منتهية ومغشوشة، وعدم الالتزام بالاشتراطات الصحية وغياب السجل التجاري.