«تشوتو ماتي».. خلطة يابانية بيروفية في قلب سوهو

ديناميكية أنفاق طوكيو في لندن

بار خاص بشي اللحوم يتسع لـ15 شخصا
بار خاص بشي اللحوم يتسع لـ15 شخصا
TT

«تشوتو ماتي».. خلطة يابانية بيروفية في قلب سوهو

بار خاص بشي اللحوم يتسع لـ15 شخصا
بار خاص بشي اللحوم يتسع لـ15 شخصا

«انتظر لحظة».. لا أقصدك أنت عزيزي القارئ إنما أقصد اسم مطعم هذا الأسبوع الذي يعني اسمه باليابانية «Chotto Matte»، وهو ليس يابانيا فحسب، إنما هو خلطة لذيذة تجمع ما بين المطبخ الياباني والمطبخ البيروفي، وهذه الخلطة يطلق عليها اسم «Nikkei Cuisine»، وفي الآونة الأخيرة أضيفت عدة مفردات على قاموس الطعام، وتم دمج العديد من المطابخ، بعضها كان ناجحا وبعضها لم يقنع النقاد وأصحاب الذائقة الجيدة، فالأكل البيروفي يشتهر بنكهات القوية مثل الكزبراء والبصل والحامض، أما المطعم الياباني فهو صحي ويعتمد في أطباقه على الأسماك النيئة والطازجة والأرز الأبيض المطهو بطريقة لا يدخل فيها السمن ولا أي نوع من المواد الدهنية، فإذا كانت هذه الخلطة شدتك فتابع ما يلي.
«تشوتو ماتي» يقع في منطقة سوهو في وسط لندن، ويمتد على ثلاثة طوابق، لكل طابق نمطه وديكوره. الطابق الأرضي الموازي للطريق العام يدخل النور إليه بسهولة خاصة عندما يكون المناخ اللندني جيدا حيث يتم فتح السقوفية الزجاجية بالكامل ليتحول المطعم إلى مقهى على الرصيف تماما مثل تلك المقاهي التي تشتهر بها باريس، وبما أننا أتينا على ذكر باريس فلا بد من الإشارة إلى أن معظم الندل هم من الجنسية الفرنسية والسبب يعود إلى أن هذا المطعم يتبع إلى عراب المطاعم العالمية الفرنسي كورت دسيزار (Kurt Zdesar) الذي يقف وراء مشاريع كبرى في عالم الطعام، وهدفه من هذا المشروع كان تعريف الزوار والمقيمين في لندن على هذا المطبخ الجديد والمميز.
اللافت في الطابق الأول هو الديكور الذي يعتمد على رسوم الغرافيتي التي تكسو الجدران، وهي تحمل توقيع شركة مقرها طوكيو عمدت إلى نقل أجواء المدينة اليابانية العصرية إلى لندن من خلال تلك الرسومات التي غالبا ما تجدها على القطارات وفي محطة الأنفاق، مع إضافة الإنارة الخافتة إليها، والمميز أيضا الموسيقى الحية المنبعثة من آلات وأنامل «دي جيه» رائع.
المطعم يفتح أبوابه فترة الغداء والعشاء، إذا اخترت زيارة «تشوتو ماتي» لتناول الغداء فأنصحك بتناول ما يعرف باسم «بينتو بوكس»، وهي عبارة عن علبة تستحوذ على تشكيلة من أهم الأطباق التي يقدمها المطعم، فهكذا تكون قد تذوقت معظم الأطباق مثل السوشي والأسماك المتبلة بأشهى الخلطات الحريفة وغيرها.
أهم الأطباق
من أهم الأطباق في «تشوتو ماتي» التي تقع ضمن لائحة طعام «Ceviches»: «tostaditas، وTiraditos، وTartars» مع قطع من الساشيمي.
فترة المساء أنصحك باختيار طاولة في الطابق الأول الذي تصل إليه عبر سلالم على شكل حلزوني من الخشب المحروق، وسيكون بانتظارك المطبخ الكبير الذي يشبه خلية النحل، وهو مليء بالطهاة وعلى رأسهم الطاهي الرئيسي للسوشي كيتا ساتو والطاهي الرئيسي للحلويات أساكو شيرازاكي، وإذا كنت من محبي المشويات فسيكون المطعم عنوانك المفضل وسترجع إليه بالتأكيد، حيث يقدم عددا من الأطباق المشوية، وهناك بار خاص بالمشاوي التي تعرف باسم «روباتا غريل» ويتسع لـ15 شخصا ويقدم أطباقا مشوية مثل باربكيو ياباني مثل: دجاج منقوع بالميزو (Miso Marinated Chicken)، و«غريلد أوكتوبس» (Grilled Octopus)، ولحم فيليه مبهر (Spiced Fillet of Beef)، وكل هذه الأطباق تطهى أمامك وتقدم مباشرة من الباربكيو إلى طبقك.
يجدر بك طرح السؤال عما إذا كان الطبق حريفا أم لا، لأن هناك نسبة كبيرة من الأطباق التي تحتوي على الفلفل الحار.
فلسفة «تشوتو ماتي» هي مشاركة الأكل، فطريقته في تقديم الطعام تناسب المجموعات. ومن بين أفضل الأطباق التي تناسب المشاركة: Avocado Tempura, black cod, yellow chilli miso, Sushi.. وإذا أردت أن تتذوق لائحة طعام «Nikkei» المؤلفة من ثمانية أطباق مشكلة فهناك طبق التشكيلة بسعر 40 جنيها إسترلينيا (نحو 60 دولارا أميركيا).



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».