الألعاب الشعبية الحجازية.. تاريخ يمتد لـ9 قرون وتصارع من أجل مكانتها

أبعدت الجيل الجديد ولو قليلاً عن الحياة العصرية والألعاب الإلكترونية

إحدى المشاركات في «رسالة خير» ترسم على وجه طفلة وسط ترقب طفلة أخرى تنتظر دورها («الشرق الأوسط»)
إحدى المشاركات في «رسالة خير» ترسم على وجه طفلة وسط ترقب طفلة أخرى تنتظر دورها («الشرق الأوسط»)
TT

الألعاب الشعبية الحجازية.. تاريخ يمتد لـ9 قرون وتصارع من أجل مكانتها

إحدى المشاركات في «رسالة خير» ترسم على وجه طفلة وسط ترقب طفلة أخرى تنتظر دورها («الشرق الأوسط»)
إحدى المشاركات في «رسالة خير» ترسم على وجه طفلة وسط ترقب طفلة أخرى تنتظر دورها («الشرق الأوسط»)

سحبت الملاهي الشعبية البساط من أمام ألعاب الفيديو والألعاب الرياضية خلال فعاليات العيد بالمناطق التراثية في السعودية. وامتلأت ساحات الألعاب الشعبية بالزوار والفعاليات المصاحبة لـ«عيدنا كدا» في نسخته الثانية، ومنها الفلكلور الشعبي للمنطقة إلى جانب «بسط» المأكولات الشعبية المنتشرة على جنبات المهرجان.
ولدى التجول داخل محيط الفعاليات والملاهي ترى مجموعة من الشباب والفتيات منهمكين في الرسم على وجوه الأطفال في بادرة تطوعية يقومون بها لإدخال البهجة والسرور على الأطفال احتفاءً بالعيد. عمار حداد، أحد أعضاء المجموعة التي أطلقت على نفسها «رسالة خير»، أشار إلى أن جميع أعضاء المجموعة تجمعهم صلة قرابة، وفضلوا أن يؤسسوا المجموعة للمشاركة في مبادرات اجتماعية، كانت أولاها المشاركة في مهرجان العيد.
من جانب آخر، أرجع حسن وعلي الزريق، وهما من الزوار داخل الألعاب الشعبية، حرصهما على اصطحاب أبنائهما، لشغفهما بالألعاب التي عايشت مرحلة عمرية مبكرة لهما، وباتت تشكل مطلبا لأبنائهم مع كل عيد للحضور بهم، مشيرين إلى أن الألعاب الشعبية تحتفظ بمعنى خاص عند الكثير من الذين عاشوها وما زالوا يتذكرونها وينقلون سيرتها إلى الجيل المعاصر، مشيرين إلى أن الألعاب التراثية رغم عفويتها وتلقائيتها فهي تسهم في النمو الجسدي لممارسيها، وتلك الألعاب كانت تمارَس في الغالب في الفضاءات الواسعة. ونوها بضرورة الحفاظ على هذا النوع من التراث والألعاب والشعبية وتبني جمعيات محلية الحفاظ عليها ونفض الغبار عنها، خاصة أن الكثير منها على وشك الاندثار، مضيفين: «يجب أن تحمل الجمعيات المهتمة بالتراث على عاتقها مسؤولية الاهتمام بها ونقلها إلى الأجيال الجديدة من خلال إعادة إحياء الكثير منها في أوساط الشباب لأجل المحافظة عليها وإبرازها كرصيد ثقافي تزخر به الحجاز».
من جانبه، أكد المهندس سامي نوار، رئيس بلدية المنطقة التاريخية بمدينة جدة، أن الإقبال على الألعاب الشعبية أمر غير مستغرب لحرص العديد من أبناء العوائل والزوار للمدينة الساحلية على الحضور بأبنائهم إليها للاستمتاع معهم بها، إلى جانب الفعاليات العديدة المصاحبة ضمن فعاليات المهرجان.
وبيّن نوار أن تاريخ الألعاب الشعبية يمتد لـ9 قرون مضت وتتوارثها الأجيال المتعاقبة، حيث كانت وسائل الترفيه في المجتمع الحجازي القديم، مبينا أن الألعاب الشعبية التي تقام في المنطقة تشجع على التواصل واللقاءات الاجتماعية والثقافية في أماكن مفتوحة وتعد مكانا للالتقاء بالأصدقاء الذين فرقت بينهم مشاغل الحياة.
في المقابل، قال عبد الله بن سعيد بن ضاوي، رئيس اللجنة التنفيذية: «إنه من الصعوبة بمكان في وقتنا الحالي أن تحقق الألعاب الشعبية التي كانت تملأ حواري وأزقة أحياء جدة سابقا تفوقا واستقطابا لجيل الآيباد والأجهزة الإلكترونية، إذ استطاعت التقنيات الحديثة وبكل سهولة أن تمحو الترفيه الشعبي ببساطته وعفويته من ذاكرة الآباء قبل الأبناء».
ولفت رئيس اللجنة التنفيذية النظر إلى أن الألعاب الشعبية استطاعت استعادة هويتها وإرثها التاريخي، مؤكدا حرص إدارة مهرجان جدة التاريخية على توفير أركان خصصت فقط لممارسة تلك الألعاب.
من جانبه، قال ملاك باعيسى، عمدة حارة الشام والمظلوم: «أحياء جدة العتيقة ما زالت محافظة على مظاهر الحياة الاجتماعية القديمة التي كانت وما زالت تشتهر بها منذ القدم، خصوصا في مواسم الأعياد كالتواصل بين الجيران ومركاز العمدة والبسطات الموسمية التي أصبحت عادة تجذب أهالي وزوار جدة، في حين تضم حارة المظلوم أقدم مكان للترفيه في السعودية وهو (برحة العيدروس) التي يعود تاريخها لأكثر من سبعين عاما وتحيط بها المباني الأثرية القديمة التي تزيّنها الرياشين وتضم في أرجائها عديدا من ألعاب الأطفال التراثية التي يتم تحريكها يدويا».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.