مصادر أمنية عراقية: القوات المشتركة تسيطر على مبنى جامعة الأنبار

أكدت أن 10 كيلومترات تفصلها عن المجمع الحكومي وسط الرمادي

مصادر أمنية عراقية: القوات المشتركة تسيطر على مبنى جامعة الأنبار
TT

مصادر أمنية عراقية: القوات المشتركة تسيطر على مبنى جامعة الأنبار

مصادر أمنية عراقية: القوات المشتركة تسيطر على مبنى جامعة الأنبار

أعلنت القوات العراقية المشتركة اقترابها من الدخول إلى مدينة الرمادي بعد أن تمكنت من استعادة السيطرة على 8 قرى شرق مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار ورفع العلم على البوابة الشرقية الرئيسية لمدخل لمدينة الرمادي, فيما فرضت القوات العراقية المشتركة سيطرتها الكاملة على مبنى جامعة الأنبار بعد طرد تنظيم داعش منها جنوب المدينة.
وقال مصدر أمني من داخل قيادة العمليات لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات العراقية بمشاركة الطيران العراقي تمكنت أمس بعد معارك عنيفة ضد تنظيم داعش من إحكام السيطرة على مبنى جامعة الأنبار جنوب الرمادي وقتل العشرات من عناصر التنظيم، وأنها «باتت على مسافة نحو 10 كيلومترات من المجمع الحكومي في وسط المدينة».
وأشار إلى «استمرار تقدم القوات الأمنية باتجاه الرمادي من الجهتين الشرقية والغربية أيضا وقد تمكنت من استعادة المدخل الشرقي الرئيسي للمدينة في منطقة السجارية بعد معارك شرسة مع مسلحي تنظيم داعش، كبدتهم خلالها خسائر فادحة».
بدوره، قال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت لـ«الشرق الأوسط»، إن قواته تقدمت في مناطق حصيبة والمضيج بعد معارك عنيفة مع «داعش» الذي «انسحب تاركا خلفه 35 جثة بينهم عرب وأجانب، فضلا عن 5 آليات محترقة بأسلحتها الأحادية ومدافع إس بي جي 9». وأضاف جودت: «إن وحدات الجهد الهندسي فككت 12 مبنى ملغما ومدرستين فيما تواصل الوحدات الهندسية إزالة العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم الإرهابي من أجل إعاقة تقدم القوات الأمنية إلى داخل مدينة الرمادي».
إلى ذلك، أكدت مصادر أمنية العثور على نحو 20 جثة لعناصر «داعش» في مياه نهر الفرات بعد استهداف طيران التحالف الدولي لعدد من زوارق التنظيم.
من جانب آخر، وصل وزير الدفاع خالد العبيدي إلى قاطع عمليات الأنبار للاطلاع على سير العمليات، حيث أكد أن القوات المشتركة «تحقق أهدافها وفق الخطط العسكرية المرسومة وضمن التوقيتات المحددة». وأضاف العبيدي: «نحن على ثقة تامة بأن مدن الأنبار ستحرر بالكامل من سطوة مجرمي تنظيم داعش وسنكمل تحرير بقية المدن العراقية من دنس هذا التنظيم المجرم ونحن نرى هذا اليوم قد اقترب بعزم وقدرة الأبطال على تحقيق النصر لشعب العراق الصابر المجاهد».
من جهته، أكد محافظ الأنبار صهيب الراوي لـ«الشرق الأوسط»، أن «المعارك الحالية لتحرير مدن الأنبار، هي من أهم المعارك التي قامت بها القوات الأمنية منذ سنة ونصف السنة، إذ إن التقدم فيها يتم من عدة محاور لتطويق ومحاصرة المسلحين داخل المدن الرئيسية، خصوصا في مدينتي الرمادي والفلوجة». وأضاف الراوي، أن «التعاون بين المتطوعين الجدد من أبناء العشائر والقوات الأمنية بكافة صنوفها كبير، وإن العمليات العسكرية ستكون لها نتائج إيجابية كبيرة في الأيام القلية المقبلة التي ستشهد دحر مسلحي تنظيم داعش والقضاء على وجود هذا التنظيم الإجرامي المتطرف وتحرير المدن وعودة النازحين إلى مدنهم». وأشار الراوي إلى أن «مدينة الفلوجة تعد من أصعب المناطق في عملية دحر الإرهابيين كونها تعد أول مدينة عراقية سيطروا عليها، إلا أن القوات الأمنية تحكم الطوق على المدينة من الجهات الأربع، الأمر الذي يجعل الحصار على الإرهابيين كبيرا داخل المدينة مما يضعف قدراتهم وقواتهم بشكل أكبر».
إلى ذلك، أكد باسم الأنباري، المستشار الإعلامي لمحافظ الأنبار، لـ«الشرق الأوسط»، أن «التحالف الدولي كثّف من طلعاته الجوية خلال الأيام الخمسة الأخيرة وحقق نتائج إيجابية كبيرة، وأن تلك الضربات حطمت خطوط الدفاع الأولية لتنظيم داعش الإرهابي في مناطق الفلوجة والرمادي، وهذه الهجمات من شأنها أن تسهل كثيرًا من عملية الاقتحام التي ستنفذها قواتنا الأمنية في القريب العاجل». وأضاف الأنباري أن «قيام (داعش) بتلغيم الطرق المؤدية إلى الفلوجة أدى إلى تعطيل دخولها من قبل القوات الأمنية لأن الجهد الهندسي يحتاج إلى بعض الوقت لإنهاء مهامه وتأمين تلك الطرق». وأوضح الأنباري أن «القوات العسكرية أمنتْ مؤخرًا طريقًا لخروج العائلات العالقة وقد وجهت نداءات عن طريق وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لإخلاء المدن».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».