لا عزاء للدب القطبي المحروم من الغذاء

وسط ظروف التغير المناخي وعمليات التنقيب

لا عزاء للدب القطبي المحروم من الغذاء
TT

لا عزاء للدب القطبي المحروم من الغذاء

لا عزاء للدب القطبي المحروم من الغذاء

الدب القطبي هو بلا منازع ملك الغطاء الجليدي الذي يكسو القطب المتجمد الشمالي لكوكب الأرض، لكن استمرار اختفاء جليد القطب الذي اعتاد فيه أن يتصيد فرائسه من الفقمة يسبب له حرمانا من الغذاء صيفا، الأمر الذي يهدد بالخطر هذا الكائن المفترس المهيب الجانب ذا الفراء الأبيض.
ويرى بعض الخبراء أن الدب القطبي قد يتمكن من تلافي آثار ندرة الغذاء من خلال الدخول في فترة من البيات وهو يسير على قدميه، في فصول الصيف، وهي حالة تتسم بالحفاظ على الطاقة والحد من النشاط وتقليل معدلات التمثيل الغذائي تضاهي تماما فترات البيات الشتوي التي تلجأ لها بعض أنواع الدببة الأخرى.
وأوضحت نتائج دراسة أن ذلك لا يحدث، إذ توصل باحثون ظلوا يراقبون درجات حرارة الجسم ومستويات النشاط والحركة لنحو ثلاثين دبا قطبيا أنها لم تحد من استهلاك الطاقة صيفا إلا بقدر ضئيل لا يكفي لتعويض الحرمان الغذائي الذي يكابده الدب.
وتشير هذه النتائج إلى أن الدب القطبي لا يمكنه اللجوء إلى خفض معدلات التمثيل الغذائي لتمديد أجل اعتماده على دهون الجسم المخزنة عندما تشح موارد الغذاء.
وقال ميراف بن ديفيد أستاذ علوم الحيوان ووظائف الأعضاء بجامعة وايومنغ: «ليس بمقدور الدببة خفض معدلات تمثيلها الغذائي إلى مستويات قريبة من البيات الشتوي».
وأضاف جون ويتمان عالم الأحياء بجامعة وايومنغ: «وجدنا أن الدببة فيما يبدو تبدي ردا تلجأ إليه جميع الثدييات للحد من الغذاء صيفا، بما في ذلك الخفض البطيء بمعدلات متوسطة للنشاط ودرجات الحرارة».
ويثير فقدان الجليد بالقطب الشمالي - الذي يعزى إلى ارتفاع درجات الحرارة وسط ظروف التغير المناخي العالمي - القلق بشأن مستقبل الدب القطبي.
والدب القطبي من الكائنات المتخصصة في الافتراس بمناطق البحار الجليدية ويتصيد الفقمة بمختلف أنواعها من على أسطح مياه البحيرات لا سيما خلال الفترة من أبريل (نيسان) وحتى يونيو (حزيران). وخلال تلك الفترة تراكم الدببة مخزونا من الدهون يساعدها على تحمل المعيشة صيفا عند ذوبان جليد القطب.
ومع ارتفاع درجات الحرارة يذوب جليد البحر مبكرا في فصل الربيع، وفي بعض المناطق يؤدي ذلك إلى الحد من احتمالات قيام الدببة بالصيد، مما يحد من مخزونها من الدهون بالجسم. وقد تهدد مثل هذه الحالة المتردية بجسم الدببة قبل الشتاء بقاءها.
وقام العلماء بجمع معلومات عن الدببة على الشاطئ وعلى جليد بحر بيفورت بالمحيط المتجمد الشمالي في الأصقاع الشمالية لألاسكا وكندا. وقاموا من خلال جراحات بسيطة بزرع أجهزة دقيقة لتسجيل درجات حرارة الجسم كل ساعة، ووضعوا حول رقاب الدببة أطواقا مرتبطة بالأقمار الصناعية لرصد تحركاتها ومعدلات نشاطها بالاستعانة بتلك التقنية.
وقال ويتمان: «حتى الآن ترتبط الدببة بالجليد. وتقضي معظم الدببة سني حياتها وسط الجليد، وفي بعض المناطق تولد هذه الدببة وتنفق على الجليد وربما لا تطأ أقدامها الأرض أبدا».
ومن بين التحديات الأخرى التي يواجهها الدب القطبي عمليات التنقيب عن النفط والغاز واصطياده على أيدي السكان الأصليين، وهي عوامل تصبح ذات أثر ضئيل إذا ما قورنت بفقدان الغطاء الجليدي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.