الفرقة الآيرلندية «ثي سكريبت» ألهبت قلوب اللبنانيين في «بيبلوس»

الصغار يحفظون أغنياتها وداني جعل الجنون جزءًا من العرض

مارك شيهان عازف  الغيتار في الفرقة
مارك شيهان عازف الغيتار في الفرقة
TT

الفرقة الآيرلندية «ثي سكريبت» ألهبت قلوب اللبنانيين في «بيبلوس»

مارك شيهان عازف  الغيتار في الفرقة
مارك شيهان عازف الغيتار في الفرقة

الحفلة الثانية لـ«مهرجانات بيبلوس الدولية»، جاءت صاخبة. «ثي سكريبت» الفرقة الآيرلندية التي سبقتها شهرتها إلى لبنان وصلت على عطش. الحشود الغفيرة التي زحفت إلى مدينة جبيل، يوم أول من أمس، لم تكن شبيهة بالجمهور المعتاد للمهرجانات. إضافة إلى طغيان في نسبة الشباب، فإن عدد الأطفال فاق كل توقع. البعض لم يتجاوز السابعة. هؤلاء اليافعون بعضهم قدم بصحبة أخيه أو أهله، والبعض الآخر ترك العائلة تنتظره خارجًا، في أحد مقاهي المدينة، بينما يكمل حفلته.
وبمجرد أن ظهر ثلاثي الفرقة على المسرح، صدرت صرخات مدوية من الجمهور الذي بدا وكأنه اكتشف كنزا. كان مجرد سماع المطلع الموسيقي لكل أغنية، يثير موجة من الجنون بين الحضور. لم تكن من أغنية تستعصي على الحاضرين الذين سرعان ما يرددون الكلمات ويسابقون الموسيقى.
وفرقة «ثي سكريبت» الآيرلندية عرفت بنجاحاتها منذ نهايات القرن الماضي، وباعت أكثر من 20 مليون أسطوانة وحققت أربع أسطوانات بلاتينية. وقوام هذه الفرقة ثلاثيها الذي يشكل اسم داني أودونوغهو الذي يقوم بمهمة الغناء والعزف على البيانو، أو الأورغ، دينامو المجموعة، ومعه صديقه القديم مارك شيهان، الذي يشاركه الغناء والعزف على الغيتار، أما ثالثهما فهو غلين باور الذي يغني أيضا ويقوم بمهمة العزف على الدرامز.
بقي قائد الفرقة ومغنيها داني يرقص ويحمس الجمهور طوال ساعة ونصف الساعة، دون استراحة تُذكر، نزل بين الجمهور الذي كان يتابع الحفل وقوفًا تصور معهم، رحب بهم، تحدث إليهم، عن سعادته وأصدقائه بزيارة لبنان للمرة الأولى التي لم يكن يتوقع أن يكون أهلها قد حفظوا أغنياتهم على هذا النحو.
إضافة إلى الإضاءة الباهرة، فإن الشاشة الخلفية العملاقة التي كانت ترافق الأغنيات بالصور والأفلام تارة وألعاب الليزر تارة أخرى، جعلت العرض سحريًا. وفي نهاية الحفل طلب مارك من الجمهور جميعًا أن يقفوا وينيروا هواتفهم ويتوجهوا جميعًا بأيديهم المرفوعة بالهواتف صوب الشاشة، حيث سيتم تصويرهم. بدا الجمهور الواقف والمتأهب بديعًا في الشاشة العملاقة وهو يصرخ حماسة.
من ألبوماتهم «ثي سكريبت» الذي يحمل اسم الفرقة، و«سيانس آند فايث»، و«#3» وكذلك «نو سوند ويثاوت سيلنس» الذي صدر العامل الماضي، غنت المجموعة، التي لم تدّخر وسيلة لإلهاب قلوب الجمهور المتحمس.
ويأتي حفل «ثي سكريبت» في لبنان ضمن جولة عالمية، لدعم ألبومهم الأخير الذي يتضمن أغاني حققت نجاحًا كبيرا جدًا.
بغيتارين ودرامز وأورغ فقط والكثير جدًا من المؤثرات مع الطاقة الهائلة لثلاثي الفرقة، امتلأ المسرح العائم ومدرجاته في جبيل بحيوية هائلة، في حين كانت البلدية تعرض بين الحين والآخر قصة المدينة على جدار قلعتها في مكان مجاور ليتجمع جمهور غفير آخر ليس بعيدًا عن الحفل.
جبيل التي اختارتها المنظمة العربية للسياحة عاصمة السياحة العربية لعام 2016، لا ينقصها السحر من الآن لتلعب دورها، فالاكتظاظ كبير، والإقبال غفير على المهرجانات وعلى معالم المدينة ومطاعمها أسواقها القديمة بشكل عام، ويوم 22 يوليو (تموز) ستستقبل فرقة الهارد روك لمايكل شنكر، وبعدها يأتي دور الثنائي المكسيكي رودريغو وغابرييلا في 26 يوليو بمعزوفات على الغيتار.
وفي الثامن والعشرين من الشهر، تستقبل المدينة مغني الجاز غريغوري بورتر في أول حفل له في الشرق الأوسط..
أما في الثلاثين من يوليو، فسيكون جمهور المهرجان على موعد مع الشهيرة الفرنسية التي طال غيابها عن لبنان ميراي ماتيو، التي أحيت حفلة فيه قبل 41 عاما، حضرها 20 ألف شخص. وفي السابع من أغسطس (آب)، عرض منتظر جدًا بإشراف أسامة الرحباني، للمغنية اللبنانية هبة طوجي التي شاركت في النسخة الفرنسية من برنامج «ذا فويس»، ويقال إنه سيكون استثنائيًا.
أما ليلتا 12و 13 أغسطس (آب)، فتقدم مغنية الأوبرا اللبنانية السوبرانو سمر سلامة عرضا تحت عنوان «ساكريه بروفان» في كنيسة القديس يوحنا الأثرية. وتختتم مهرجانات بيبلوس هذه السنة في الثامن عشر من أغسطس مع فرقة «آلت - جاي» البريطانية للروك البديل.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.