أوباما يواجه تحديات في إقناع الكونغرس بتفويض الاتفاق النووي

الجمهوريون يتحدون الرئيس الأميركي.. وكلينتون تعلن تأييدها له

أوباما يواجه تحديات في إقناع الكونغرس بتفويض الاتفاق النووي
TT

أوباما يواجه تحديات في إقناع الكونغرس بتفويض الاتفاق النووي

أوباما يواجه تحديات في إقناع الكونغرس بتفويض الاتفاق النووي

مباشرة بعد خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما للشعب الأميركي صباح أمس حول الاتفاق النووي الإيراني، سارع عدد من قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس للإعلان عن معارضتهم للاتفاق، أو شكوكهم فيه.
وندد رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري جون باينر أمس بالاتفاق النووي فور الإعلان عن إبرامه مع إيران وأكد عدد من زملائه أنهم سيسعون بكل الوسائل لعرقلته. وقال باينر إن هذا الاتفاق «سيوفر لإيران المليارات من خلال تخفيف العقوبات مع إعطائها الوقت والمجال لبلوغ عتبة القدرة على إنتاج قنبلة نووية من دون خداع»، مضيفا: «بدلا من وقف انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، هذا الاتفاق سيطلق على الأرجح سباقا على التسلح النووي في العالم».
وليس على الكونغرس الموافقة على الاتفاق بل له صلاحية عرقلة عنصر أساسي وهو تعليق العقوبات الأميركية لقاء التعهدات الإيرانية. وأمام الكونغرس، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، 60 يوما لعرقلة الاتفاق قبل أن يصبح ساري المفعول.
وستجري نقاشات وجلسات استماع في هذا الخصوص خلال الشهرين المقبلين لكن أحد المسؤولين الرئيسيين في الملف، الجمهوري بوب كوركر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ «شكك في قدرة الاتفاق على منع إيران من امتلاك السلاح النووي».
وقال كوركر إنه لا يتوقع أن يصوت مجلس الشيوخ بأكمله على الاتفاق النووي الإيراني قبل سبتمبر (أيلول) المقبل بعد عودته من العطلة البرلمانية في أغسطس (آب) المقبل. وأضاف كوركر لوكالة «رويترز»: «أظن أننا لن نصوت على الأمر حتى ما بعد عيد العمل» الذي يصادف السابع من سبتمبر المقبل.
واعتبر أنه من السابق لأوانه كثيرا تحديد كيف سيتعامل الكونغرس مع الاتفاق النووي، لكنه قال إن هناك «مخاوف عند أعضاء الحزبين» حيال اتفاق أمس.
أما نظيره في مجلس النواب اد رويس فيرى أنه «سيكون من الصعب الإقناع في قبول الاتفاق».
ويعتبر السيناتور المحافظ المرشح للاقتراع الرئاسي ليندسي غراهام من أشد المعارضين للاتفاق النووي، محذرا من خطأ الثقة بإيران. وقال في مقابلة على قناة «إم إس إن بي سي»: «هذه المرحلة هي الأخطر والأقل مسؤولية التي أشهدها في تاريخ الشرق الأوسط، وأرى فيها حكم إعدام محتملا على إسرائيل».
ويسعى أوباما إلى تثبيت دعم الديمقراطيين في الكونغرس على الاتفاق. وهنا يمكن أن تلعب المرشحة الرئاسية الديمقراطية هيلاري كلينتون دورا، حيث وصفت الاتفاق الجديد مع إيران بأنه «لحظة مهمة». وقالت بعد اجتماع مع قيادات من الكونغرس إنه «بناء على ما تعرفه الآن فإنه خطوة صوب الحد من طموحات إيران النووية»،
وأعربت كلينتون في كلمة أمام الكونغرس بعد الاجتماع مع الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب أن «الاتفاق سيتيح للولايات المتحدة أن تركز انتباهها على ما تراه أفعالا سيئة أخرى تقوم بها إيران».
ويأخذ النواب على أوباما تشريع تخصيب اليورانيوم النووي وعدم وضع آلية تفتيش كافية وعزل الحلفاء السنة للولايات المتحدة في المنطقة وإسرائيل.
وأشار كثيرون إلى الاتفاق المبرم بين بيل كلينتون وكوريا الشمالية في 1994. وقال السيناتور الجمهوري توم كوتون إن «الأميركيين سيرفضون هذا الاتفاق وأعتقد أن الكونغرس سيقضي على هذا الاتفاق»: واصفا نظام طهران بـ«المارق والمعادي لأميركا والداعم للإرهاب».
ولا تزال نقاط ضعف بارزة في الاتفاق الإيراني، حيث أبدى بعض النواب قلقهم بسبب تخفيض العقوبات الاقتصادية على إيران، وهذا يعني أن طهران، بغض النظر عن كونها قادرة على أن تبيع نفطها، ستستعيد الوصول إلى نحو 150 مليار دولار في حساباتها المجمدة في العام القادم. وقال المستشارة السابق لأوباما دنيس روس: «بموجب الاتفاق الحرس الثوري سيحصل على مكافأة، ويمكنه استخدامها لأغراض عدوانية مع الميليشيات في جميع أنحاء الشرق الأوسط». وأضاف روس: «أساس الاتفاق هو فرض العقوبات بشرط الشفافية. فإنه يعتمد بشكل كبير على طهران، إذا تسمح أن يصل المفتشون إلى المواقع. وهل سيصل المفتشون إلى المواقع عندما يحتاجون إليها أو فقط عندما تسمح طهران بذلك؟».
والكونغرس الآن يقيم نقاط الاتفاق، وأمام إدارة أوباما خمسة أيام لعرض الاتفاق النووي على الكونغرس، وبعدها تبدأ مرحلة من 60 يوما سيكون خلالها أمام النواب ثلاثة خيارات وهي عدم اتخاذ أي خطوة، وتبني «مشروع قرار» يكون رمزيا، وتبني «مشروع رافض» يمنع باراك أوباما من تعليق معظم العقوبات على إيران.
ووعد أوباما باستخدام الفيتو على قرار يمنعه من تطبيق الاتفاق النووي وسيحتاج الجمهوريون إلى دعم ثلثي الأعضاء في مجلسي الكونغرس لتخطي هذا الفيتو. وفي النهاية سيحتاج أوباما إلى إقناع ثلث الكونغرس على الأقل بدعمه.
ويمكن لأوباما أن يعتمد على تعاون حلفائه الديمقراطيين الذين قال كثيرون منهم صباح أمس إنهم «فخورون» بجهود باراك أوباما الدبلوماسية.
وقال السيناتور بن كاردن (ديمقراطي، ولاية ماريلاند)، وهو يميل نحو تأييد الاتفاق: «يواجه الكونغرس مهمة هامة جدا». وأضاف: «في مناقشاتنا، سنركز على ضمانات لنتائج شاملة، وطويلة الأمد، ويمكن التأكد منها».



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.