إسرائيل ترفض مناقشة موضوعي الاستيطان والتسوية الدائمة في حوار مع أوروبا

اختارت الحوار لمرحلة ما قبل اتخاذ إجراءات عقابية ضدها

إسرائيل ترفض مناقشة موضوعي الاستيطان والتسوية الدائمة في حوار مع أوروبا
TT

إسرائيل ترفض مناقشة موضوعي الاستيطان والتسوية الدائمة في حوار مع أوروبا

إسرائيل ترفض مناقشة موضوعي الاستيطان والتسوية الدائمة في حوار مع أوروبا

بعد مماطلة دامت تسعة أشهر، ردت إسرائيل بالإيجاب، على طلب الاتحاد الأوروبي بدء مفاوضات معها حول الوضع في الضفة الغربية. لكنها وضعت شروطا على جدول أعمال الحوار، رافضة البحث في موضوعي البناء في المستوطنات، والتسوية الدائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس حل الدولتين. وحسب مسؤول سياسي رفيع في تل أبيب، أوضحت إسرائيل أنها مستعدة للتفاوض فقط حول تحسين الأوضاع الاقتصادية في الضفة وقطاع غزة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد حول طلبا إلى إسرائيل، في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2014: «لبدء حوار بناء بين الطرفين لدفع مسيرة السلام وإزالة العقبات التي تعترض طريقها». لكن إسرائيل امتنعت عن الرد على الطلب. وفقط في الأسبوع الماضي، بعد تسعة أشهر من المماطلة، وبعد تهديد أوروبا بدعم المبادرة الفرنسية في مجلس الأمن الدولي لفرض تسوية، ردت إسرائيل.
وحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن أحد الأسباب التي أجلت الرد هذه الفترة كلها، يكمن في الحملة الانتخابية. وقبل أسبوع، التقى رئيس قسم أوروبا في وزارة الخارجية الإسرائيلية، افيف شير - أون، مع سفير الاتحاد الأوروبي في إسرائيل، لارس فابورغ أندرسون، وأبلغه أن إسرائيل مستعدة لفتح «حوار بناء» في الموضوع الفلسطيني. وأبلغ شير - أون السفير الأوروبي، بأن لدى إسرائيلية شروطا للحوار، أولها، أن تجري المحادثات على مستوى تقني صغير نسبيا. وسيتم في الجانب الإسرائيلي تشكيل طاقم يقوده شير - أون نفسه وموظفون من وزارة الخارجية، وبمشاركة من طاقم مجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الحكومة، ومنسق عمليات الجيش الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية.
وأما من الجانب الأوروبي، فسيتم تشكيل طاقم برئاسة السفير أندرسون وموظفين صغار سيصلون من مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وستجري الجولة الأولى من المحادثات في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل. وقبل ذلك سيتم عقد لقاء بين ممثلين من الجانبين في سبيل صياغة جدول أعمال يومي للمحادثات. ويتضح من الخلافات العميقة بين الطرفين، أن الحوار لن يكون سهلا.
وطرحت إسرائيل شرطا أن لا تتطرق المحادثات إلى قضايا ترتبط بالاتفاق الدائم بين إسرائيل والفلسطينيين، بدعوى أن هذه مسألة تبحث فقط في مفاوضات رسمية مع الفلسطينيين. كما أوضحت إسرائيل أنها ترفض مناقشة موضوع البناء في المستوطنات بدعوى أن أوروبا تتخذ موقفا أحادي الجانب منها.
ولكن الاتحاد الأوروبي يعتبر هذه المسألة إحدى المسائل المركزية التي يريد مناقشتها، وذلك على خلفية موقف الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر استمرار البناء في المستوطنات عقبة كأداء تهدد بجعل حل الدولتين مستحيلا.
وقال المسؤول الإسرائيلي في حديث مع المراسلين السياسيين المحليين، بأن إسرائيل أوضحت للاتحاد الأوروبي بأن القضايا التي توافق على مناقشتها هي: «طرق تحسين الوضع الاجتماعي – الاقتصادي في الضفة وقطاع غزة». وحسب أقواله، فإن الحديث يدور حول عن قضايا طرحها الاتحاد الأوروبي أمام إسرائيل سابقا، ومنها تطوير مشاريع في مجال البنى التحتية للفلسطينيين في الضفة الغربية، خاصة في المنطقة (ج)، التي تسيطر عليها إسرائيل أمنيا ومدنيا بشكل كامل، والمصادقة على خرائط هيكلية للفلسطينيين في المناطق (ج).
وأضاف أن إسرائيل سترغب في طرح مسائل مثل «الفساد في السلطة الفلسطينية الذي يعرقل مشاريع التطوير» و«التحريض العنصري الفلسطيني» ضد إسرائيل.
وكانت صحيفة «هآرتس» العبرية قد كشفت في أكتوبر (تشرين الأول) 2014. وثيقة داخلية للاتحاد الأوروبي تشمل توجيهات لسفيره في إسرائيل، بتحويل رسالة شديدة اللهجة إلى الحكومة الإسرائيلية باسم دول الاتحاد الأوروبي، تركز على الخطوات الإسرائيلية التي «تخلق تهديدا مركزيا ومتزايدا لإمكانية تحقيق حل الدولتين». وجاء القرار الأوروبي بنقل الرسالة شديدة اللهجة في أعقاب الإعلان عن 4000 دونم في مجمع مستوطنات «غوش عتصيون» قرب بيت لحم كأراضي دولة. بل أكثر من ذلك، في أعقاب دفع مخططات التخطيط لحي «غبعات همطوس» وراء الخط الأخضر في القدس. وعندما نقل السفير أندرسون الرسالة في نوفمبر 2014، أكد أن الاتحاد الأوروبي معني بفتح حوار مع إسرائيل في موضوع الحفاظ على حل الدولتين. ورغبت أوروبا بطرح سلسلة من الخطوط الحمراء في إطار هذا الحوار، تقود إلى فرض عقوبات على إسرائيل إذا تم تجاوزها.



غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
TT

غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)

أثار إعلان زعيمي الجزائر وتونس غيابهما عن حضور القمة العربية الطارئة في القاهرة، الثلاثاء، حول غزة والقضية الفلسطينية، تساؤلات حول مستوى مشاركات الدول العربية في القمة وتأثير ذلك على مخرجاتها، بينما أكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «وجهت الدعوة لجميع زعماء الدول العربية الأعضاء في الجامعة، وكان هناك حرص على مشاركة الجميع للتشاور واتخاذ موقف بشأن هذه القضية المصيرية في تلك اللحظة الحرجة بالمنطقة».

ومساء الأحد، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، قرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر يوم 4 مارس (آذار)، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر، «كلف تبون وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر»، وأرجعت القرار إلى «اختلالات ونقائص شابت المسار التحضيري للقمة»، ومنها «احتكار مجموعة محدودة من الدول العربية إعداد مخرجات القمة دون تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية»، وفق تقرير وكالة الأنباء الجزائرية.

والاثنين، قبل ساعات من انعقاد القمة، أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، كلف وزير الخارجية، محمد علي النفطي، بترؤس الوفد التونسي المشارك في القمة الطارئة.

وحسب الرئاسة التونسية، فإن تونس «ستجدد موقفها الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة ذات السيادة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».

من جانبه، قال المصدر المصري المطلع إنه «لا يمكن اعتبار موقف الجزائر وتونس غياباً عن المشاركة في القمة، لأن إيفاد ممثل لرئيس الدولة وبتكليف منه يعدُّ مشاركة رسمية للدولة، وهذا هو الهدف، أن تكون هناك مواقف ومشاركة رسمية من الدول».

ونوه المصدر بأن «هناك عدداً من الدول سواء في هذه القمة أو قمم سابقة درج على إرسال ممثلين للرؤساء والملوك، ولم يقلل هذا من مشاركة تلك الدول، لأن الممثلين يعبرون عن مواقف دولهم، مثلهم مثل الرؤساء، حتى إن كان ممثل الرئيس يغيب عن بعض الاجتماعات التي تعقد على مستوى الزعماء، لكن في النهاية يتم عرض ما تم الاتفاق عليه على الجلسة الختامية للقمة لاتخاذ موقف جماعي بشأنه من كل الوفود المشاركة».

وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي مع نظيره التونسي محمد علي النفطي الذي سيمثل بلاده في القمة بالقاهرة الاثنين (إ.ب.أ)

وحول ما ساقته الجزائر من أسباب لغياب رئيسها عن القمة، أوضح المصدر أن «القاهرة من اللحظة الأولى حرصت على إطلاع الجميع على خطة إعادة الإعمار التي أعدتها لقطاع غزة، لأن هذه هي النقطة الرئيسية والهدف من وراء تلك القمة، ومن المصلحة أن يكون هناك موقف موحد واتفاق حولها، ولم يكن هناك تجاهل أو إقصاء لأحد، فضلاً عن أن هذه قضية كل العرب ولا يمكن تصور أن دولة أو عدة دول يمكن أن تمنع دول أعضاء من أن يكون لها دور في القضية».

وشدد المصدر على أنه «ليس هناك قلق من مستوى التمثيل في القمة، لأن الاجتماع يحيط به الزخم المطلوب منذ الإعلان عنه، فضلاً عن كون الدول التي تأكدت مشاركتها سواء عبر زعمائها أو ممثلين لها هي من الدول الفاعلة والمشتبكة مع القضية، التي لا تنتظر من أحد أن يحدد لها دورها الطبيعي والمطلوب».

يأتي ذلك بينما بدأ قادة عرب، الاثنين، التوجه إلى القاهرة للمشاركة في القمة، حيث أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، بأن الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد غادر البلاد متوجهاً إلى مصر للمشاركة بالقمة العربية.

وفي البحرين، أعلن الديوان الملكي أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، سيغادر المملكة الاثنين، متوجهاً إلى مصر. وأضاف الديوان أن الملك سيرأس وفد البحرين المشارك في القمة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، كما سيرأس أعمال القمة، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا).

كما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) أن ممثل أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد صباح خالد الحمد الصباح «يغادر أرض الوطن، الثلاثاء، متوجهاً إلى مصر لترؤس وفد الكويت في القمة العربية غير العادية».

ويرى مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، السفير معتز أحمدين، أن «المشاركة في القمم الدولية تكون بمن تحدده الدول ممثلاً لها، فإن حضر الرئيس فهذا جيد، وإن كان رئيس الحكومة فهذا جيد أيضاً، وإن كان وزير فهذا معقول، وإن لم يكن وكان المندوب الدائم أو سفير الدولة في بلد القمة فهذا لا ينقص من تمثيلها».

أحمدين أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى غياب تمثيل الدولة تماماً بالقمة، فهذا لا يعطل صدور القرارات، لأن القرارات تصدر بالإجماع، والغياب يعني أن الدولة تنازلت عن صوتها، لكن إن شاركت بأي مستوى من التمثيل وسجلت موقفها، فهذا هو الأفضل في الدبلوماسية».

وبحسب جدول أعمال القمة الطارئة المرسل من المندوبية الدائمة لمصر إلى أمانة الجامعة العربية، يبدأ استقبال رؤساء الوفود المشاركة، الثلاثاء في الثالثة عصراً بتوقيت القاهرة، وتنطلق أعمال الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف، وبعد مأدبة الإفطار الرمضاني المقامة على شرف الوفود المشاركة، ويتم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية وتنتهي أعمال القمة في الثامنة والنصف مساء، بإعلان البيان الختامي والقرارات التي تم الاتفاق عليها.