طالبت بلدية قرطاج في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية السلطات الحكومية بدعم مطلبها المتعلق باسترجاع رفات القائد القرطاجني حنبعل برقا من تركيا وإقامة جنازة عسكرية مهيبة لقائد تونسي مهيب الجانب. ودعت البلدية الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ولطيفة الأخضر وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث إلى دعم هذا المشروع الحضاري في تونس.
وقررت إقامة نصب تذكاري للقائد القرطاجني حنبعل ذائع الصيت تخليدا لبطولاته العسكرية التي أحرزها ضد روما خلال القرن الثالث قبل الميلاد. ومن المنتظر أن يكون مكان هذا النصب التذكاري بمدخل الميناء البونيقي في المنطقة الأثرية بقرطاج ليمثل بذلك مزارا أساسيا ومعلما سياحيا مهما في المنطقة، ودعت الفنانين والمبدعين التونسيين إلى المشاركة في تصميم وإنجاز هذا التمثال الضخم.
وكشف زياد الهاني نائب رئيس بلدية قرطاج عن دعم وزارة الثقافة التونسية لمشروع استجلاب رفات القائد القرطاجني من تركيا وإقامة نصب تذكاري له في الميناء البونيقي بقرطاج.
ويقول عادل القادري (ناشط سياسي تونسي)، حين يقع الحديث عن قبر حنبعل، يذكر اسمان الأول سبتيموس سفيروس الإمبراطور الروماني ذو الأصول الليبية الذي تقول الرواية الرومانية إنه وضع في بداية القرن الثالث الميلادي رخامة بيضاء على التابوت الحجري لحنبعل، مبرزا بذلك تعاطفا جنوبيا غريزيا مع القائد العظيم ما زال حاضرا في ليبيا الشقيقة إلى الآن.
أما الاسم الثاني فهو مصطفى كمال أتاتورك الذي أمر سنة 1934 بإقامة معلم تاريخي لملهمه القرطاجني في المكان الذي يعتقد أنه تم دفنه به حذو مدينة جبزي في منطقة ازميت (كوسايلي) التركية على الضفاف الشرقية لبحر مرمره. إلا أن مشروع المزار لم ينفذ إلا في الذكرى الخمسين لوفاة مؤسس تركيا الحديثة خلال ثمانينات القرن الماضي. وأضاف القادري: «الحقيقة أن حنبعل هو الذي اختار ذلك الموقع ببيتينيا القديمة في ضيافة ملكها بروسياس الأول، حيث حاول القائد الكبير في مشروعه الأخير».
ووصف المؤرخون حنبعل بأنه أسوأ كوابيس روما وكاسر هيبتها وصوره الرومان على أنه وحش يهوى القتل وسفك الدماء حتى أنهم عندما يخشون وقوع كارثة في جميع المجالات يقولون: «حنبعل على أبوابنا».
بدأ حنبعل زحفه على روما سنة 218 قبل الميلاد حين غادر مدينة قرطاجنة بإسبانيا بجيش قوامه 40 ألف جندي، فعبر جبال البيريني وجبال الألب خلال 15 يوما رغم صعوبة الطريق وهجمات القبائل المعادية، واستطاع إلحاق هزائم كبيرة بالقوات الرومانية في الكثير من المعارك، أشهرها معركة كاناي والتي مني الروم فيها بخسائر بشرية كبيرة.
حقق حنبعل ثلاثة انتصارات مثيرة في معارك تريبيا وبحيرة تراسمانيا وكاناي. وخلال 15 عاما، احتل معظم إيطاليا، مع ذلك اضطر إلى أن يعود لمواجهة الغزو الروماني لشمال أفريقيا. وهناك، هزمه سكيبيو الأفريقي في معركة زامة. وحين أيقن حنبعل بحتمية وقوعه أسيرا، آثر الانتحار مقدما آخر درس له في رفض الإهانة.
يقول الجنرال الأميركي نورمان شوارزكوف: «تعلمت الكثير من حنبعل، حيث طبقت تكتيكاته في التخطيط لحملتي في عاصفة الصحراء».
بلدية تونسية تطالب بجلب رفات حنبعل القائد القرطاجني من تركيا
نحو إقامة نصب تذكاري ضخم في قرطاج للقائد التونسي المهيب
بلدية تونسية تطالب بجلب رفات حنبعل القائد القرطاجني من تركيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة