الصليب الأحمر: تلقينا تعهدات من أطراف الأزمة بتسهيل مهامنا الإنسانية

المتحدث باسم المنظمة: نتعاون مع الهلال الأحمر اليمني لإسعاف الجرحى

الصليب الأحمر: تلقينا تعهدات  من أطراف الأزمة بتسهيل مهامنا الإنسانية
TT

الصليب الأحمر: تلقينا تعهدات من أطراف الأزمة بتسهيل مهامنا الإنسانية

الصليب الأحمر: تلقينا تعهدات  من أطراف الأزمة بتسهيل مهامنا الإنسانية

مع إعلان الأمم المتحدة عن بدء هدنة إنسانية في اليمن ابتداء من منتصف ليل أمس، كشف مسؤول بارز في منظمة الصليب الأحمر الدولي في اليمن، أن الأطراف اليمنية توصلت إلى التزام بإدخال المساعدات الطبية إلى البلاد بشكل عاجل.
ودعا عدنان حزام الناطق الرسمي باسم منظمة الصليب الأحمر في اليمن، عبر تصريحات أدلى بها لـ«الشرق الأوسط» كل الأطراف في اليمن إلى الالتزام بقواعد العمل الإنساني وتحييد المدنيين والسماح لهم بالتعاون مع الطواقم الطبية وكذلك منظمات الإغاثة في الميدان، وإعطاء ضمانات أمنية لتسهيل المنظمة للمناطق المتضررة.
وقال حزام: «توصلنا إلى تفاهم من جميع الأطراف في اليمن لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة عن طريق المنظمات المتعاونة مع منظمة الصليب الأحمر». وأضاف: «قبول جميع الأطراف لعملنا وفهمهم لطبيعة العمل الإنساني الذي نقوم به يمكننا من تقديم تلك المساعدات من دون وجود تدخل».
واعتبر حزام أن منظمة الصلب الأحمر إنسانية بحتة ولا تتهم أي طرف دون الآخر، مشيرًا إلى أنه جرى خلال الفترة الماضية إسعاف قرابة 700 ألف متضرر في معظم مناطق الصراع، ومنها لحج والضالع وعدن والبيضاء. وأوضح أن المنظمة استطاعت إدخال مواد غذائية وإنسانية ضمنها سبع شاحنات إغاثية إلى عدن، يجري توزيع محتوياتها الآن.
وكشف الناطق باسم منظمة الصليب الأحمر في اليمن أن المنظمة تقوم في الوقت الراهن بتقييم أعداد النازحين، وأنها تتعاون مع الهلال الأحمر اليمني لنقل الجرحى والمصابين وتقديم المساعدات الطبية لهم.
وأفاد الناطق باسم منظمة الصليب الأحمر في اليمن، بأنه في حال وجود تدخل في عمل المنظمة سيكون هناك حوار ثنائي بين المنظمة وبين الطرف الآخر، بشكل سري، حتى يتم إقناعه، وهو ما يساعد لتقديم المساعدات.
وكان بيان منسوب إلى منظمة الصليب الأحمر صدر أول من أمس، اتهم الميليشيات الحوثية المتمردة في اليمن باستهداف وقصف فرقها الطبية، التي تقدم خدماتها الطبية للمواطنين في محافظة عدن الجنوبية. ونقل البيان عن أطباء في محافظة عدن أمس قولهم إن الميليشيات الحوثية المتمردة تعمدت قصف منازل بعض العاملين في المنظمة وفرق العمل لتمنعها من ممارسة مهامها في إنقاذ حياة الكثير من المصابين، كما قامت بتحويل معظم المستشفيات والمراكز الصحية بعدن إلى ثكنات عسكرية بما في ذلك مستشفى الجمهورية التعليمي والذي يعد من أكبر مستشفيات المحافظة. وبدوره، نفى عدنان حزام أن تكون المنظمة أصدرت مثل هذا البيان، مشددًا على أن أدوارها إنسانية بحتة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.