ناصر القصبي يواجه «داعش» والإسفاف الكوميدي وحيدًا

الفنان السعودي أعاد زمن الرسالة الفنية الهادفة وأكد أنه سيواصل محاربة من يشوه صورة الدين

ناصر القصبي يواجه «داعش» والإسفاف الكوميدي وحيدًا
TT

ناصر القصبي يواجه «داعش» والإسفاف الكوميدي وحيدًا

ناصر القصبي يواجه «داعش» والإسفاف الكوميدي وحيدًا

يبدو أن الفنان السعودي ناصر القصبي، من خلال برنامجه الجديد «سيلفي» والذي يناقش عدة قضايا اجتماعيه، أراد إيصال كثير من الرسائل سواء من خلال بعض القضايا الجريئة التي يقدمها أو من الجانب الفني.
وناصر القصبي، وهو من الفنانين السعوديين القلائل الذي يملك ثقافة عالية، منذ سنوات طويلة وهو يناقش التشدد الديني، ورغم أن في تلك الفترة كان بجواره رفيق دربه عبد الله السدحان، إلا أنه يظهر دائما وكأنه يقدم رسالته «وحيدا» وجرأة ناصر القصبي كان يخشاها كثير من رفقاء الفن لذلك لجأوا لتقديم الكوميديا الهزيلة فيما تبقى القصبي بمفرده يقدم قالبًا كوميديًا تحمل رسائل هادفة وكأنه فن كوميدي من العهد القديم. وربما انكشف حال الفن وتحديدا الكوميديا السعودية، وفي الوقت التي نشاهد إسفافًا كوميديًا في أعمال أخرى ينتقل المشاهد الراقي إلى «سيلفي» ناصر القصبي ليدرك أنه فعلا كان ولا يزال وحيدا يحمل راية الفن السعودي ولكن لم يبخل إعطاء الفرصة لنجوم كبار لهم وزنهم في تاريخ الفن السعودي مثل عبد الإله السناني ومحمد الطويان وعبد الله عسيري بالإضافة إلى الفنانين الشباب ودعمهم مثل أسعد الزهراني وحبيب الحبيب وريماس.
ناصر القصبي كان ثابتا في مواجهة الفكر الديني المتشدد وثابتا في مواجهة إرهاب «داعش» الذي لا يحمل من اسم «الإسلام» شيئا.
والبرنامج الرمضاني «سيلفي» نجح بشهادة النقاد والجمهور من خلال عدد من الحلقات التي تحمل جرأة واضحة ورسالة هادفة صاغها السعودي خلف الحربي. إلا أن هناك حلقات كثر لم تكن إلا إكمالا للفراغ ولم تكن بنفس قوة حلقتي «داعش» أو الحلقة التي ناقشت ما يدور بين «السني والشيعي». ولكن الإمكانيات الكوميدية والتجانس الجميل بين نجوم السعودية غطت على كثير من سلبيات المسلسل الرمضاني.
ناصر القصبي صاحب المشوار الفني الطويل قال في تصريحات تلفزيونية في برنامج «يا هلا رمضان»، «إن من يدخل هذا المجال من أجل التسلية لن يكمل فيه، ومن جاء لتقديم رسالة عن طريق الفن سيجد طريقه ويصل للجمهور، مضيفًا أنه كان يُنظر للفن بنظرة قاصرة وللفنان بنظرة دونية، فكانوا مثلاً بمصر ينظرون للفنان على أنه مشخصاتي، لكن هذه النظرة اختلفت حاليًا عن ذي قبل، لافتًا إلى أنه بسبب النظرة القديمة تجاه الفنّ فقدنا مواهب كبيرة وأسماء كثيرة اندثرت لعدم تبنيها فنيًا وعمليًا ولعدم توفر نظرة محترمة من المجتمع تجاههم».
وعن التهديدات التي يتلقاها كثير اعتبر أن تلك التهديدات التي يتلقاها يأخذها جديًا على المستوى الشخصي وأنه مؤمن أنها معركة لا بد أن يقاتل فيها بشراسة ضد هذه الصورة الوحشية والمقززة التي شوهت الدين الإسلامي، ومحاربتها من أجل تعرية هذا الفكر مهما كانت النتيجة. وفي عرض لردة فعل الدكتور سلمان العودة التي دعا فيها أهل الكوميديا إلى التوبة، رد القصبي أن التوبة للجميع داعيًا العودة أيضا إليها، كما أضاف أن تصفية الحسابات ليست من شيمهم وأن الفن واضح الملامح ولا يجب أن يدخل ضمن عملية التصفيات هذه وإلا سيفسد. وأشاد الفنان باتصال وزراء الإعلام الحالي والسابقين الذين قدموا له المساندة، معتبرًا أن هذا يشكل دعمًا رسميًا لرسالته لا سيما الحلقة التي انتقد فيها «داعش» والذي قال أنه يجب التعامل معها بشجاعة ومحاربة جذورها.
وعن علاقته بعبد الله السدحان، قال ناصر القصبي إن علاقات «الدويتو» في الفن دائمًا ما تكون نهايتها الانفصال، وأنه كان هو والفنان «عبد الله السدحان» يريدان أن يحافظا على هذه العلاقة ولكن حدث خلاف بين اثنين شركاء وأنه لم يرد أن يخرج هذا الخلاف للإعلام، لكن العلاقة بينهما في آخر ثلاثة أجزاء من «طاش ما طاش» لم تكن جيدة، وفي الجزء الأخير كانت العلاقة بحاجة للانفصال. وأضاف «القصبي»: خلال حواره مع علي العلياني أنه اعترف للسدحان أنهما ليسا في أفضل حالاتهم، وأنه لا يريد أن يفقده كصديق، ولا كممثل، واعترف له أنه يرى أن الحل للحفاظ عليه كرفيق درب أن يفضّ الشراكة، وأن وجود شراكة في علاقة الصداقة هو بمثابة وضع الكبريت بجانب البنزين، غير أن عبد الله لم يتقبل الفكرة. وأضاف القصبي أن خلافهما فني وكان الانفصال محتّم قائلاً: «دون شكّ الفنان عبد الله السدحان ممثل مهم وعلى مدار عشرين سنة قدمنا أشياء جيدة منها (طاش ما طاش) الذي كانت له ضجة كبيرة على مستوى الخليج ونقلناه من النطاق المحلي إلى النطاق العربي».
وعن «أبو الملايين» قال إن الفنان «عبد الحسين عبد الرضا» قامة خليجية كبيرة وأنه تشرف بالوقوف أمامه والعمل معه، وقد كان مهما أن يكون له محطة بعد «طاش ما طاش» إذ إن إرث هذا العمل ثقيل جدًا وإنه عانى كثيرًا لإخراج نفسه من دائرة هذا العمل وأن ما يشغله الآن هو أن يقدم نفسه في عمل ملحمي أو روائي.
واعترف القصبي أنه ضد دخول أبنائه عالم الفن لأن العمل الفني شاق جدًا، وأشار إلى أنه لو عاد به الزمن إلى الوراء مرة أخرى فلن يدخل كلية الزراعة، معتبرًا أن من أبرز أخطائه عدم دخوله بعثة إلى الخارج. كما أكد أنه أحد مشجعي فريق «النصر»، لكنه يشجع كل فريق يلعب كرة جيدة ويستمتع بمشاهدة مباريات كرة القدم عمومًا.



محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.