«لا تنسوني من دعائكم».. كلمات أطلقها الراحل الملك عبد الله رحمه الله، في حياته، ستبقى وما يتبعها من دعاء لعقود طويلة، وسيتذكر العالم حجم ما أنفقه وقدمه الملك الراحل لأبناء الأمة الإسلامية قاطبة، قياسًا بحجم المشروعات التي تنوعت بين إنشاء العيادات المتنقلة ومساعدة المجتمعات المسلمة المحتاجة في آسيا بجوانب التعليم والصحة والإيواء مع التركيز على المجتمعات ذات الأوضاع الخاصة «الأقليات المضطهدة»، إلى جانب إنشاء المجمعات التعليمية والآبار العميقة إضافة إلى كفالة 2000 من الأطفال الذين فقدوا ذويهم في زلزال تسونامي 2004.
أي قلب كان يحمله الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.. سؤال يتبادر للذهن لدى مشاهدة حجم المشروعات التي أسس لها بدعم شخصي منه للأقليات المسلمة المضطهدة والمجتمعات الإسلامية المحتاجة بمسمى «فاعل خير» ابتغاء لوجه الله، مع حرصه على عدم معرفة أي كان لما يقدمه من أعمال، حتى وإن كانوا أبناءه.
لم يستغرب أبناء الملك الراحل حجم الأعمال الخيرية لوالدهم، حيث شهدت حياته الكثير من المبادرات غير المعلن عنها، وذلك عندما كشف عنها الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي، عبر معرض مصاحب لاجتماع مجلس الأمناء الثالث لمؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للأعمال الإنسانية الذي انعقد في جدة مساء أول من أمس.
وكان خالد بن عبد الله رئيس مجلس الأمناء، بحضور الأمير متعب بن عبد الله نائب رئيس مجلس الأمناء وأبناء الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد ناقشوا رسالة المؤسسة التي أوصى بها الملك عبد الله التي هدفت أن تكون مؤسسة أعمال إنسانية عالمية المستوى لتحقيق الغايات والمقاصد النبيلة والإنسانية، والمشاركة في أنشطة العمل الإنساني التي تخدم الدين والبلاد والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع، ونشر قيم التسامح والفضيلة والسلام، وذلك من خلال سبعة محاور رئيسية للمؤسسة التي تشمل التعليم والتنمية الاقتصادية والرعاية الصحية وتطوير العلوم والتقنية والإغاثة الاجتماعية وحوار الأديان ونشر السلام والأمن.
فيما ناقش الاجتماع مبادرات المؤسسة التي تمت ومشروعات الكيانات التابعة للمؤسسة التي شملت مناطق ومحافظات عدة مختلفة في «المدينة المنورة، والرياض، وجدة، والمخواة، والأحساء، وأملج، وينبع، والليث والغزالة، وصامطة»، كما تابع المجلس مشروعات المرحلة الثانية للمؤسسة التي تهدف إلى إنشاء 700 وحدة سكنية في كل من «الرياض والقصيم ونجران وعسير والحدود الشمالية والجوف وتبوك».
وأشار المجتمعون إلى الأعمال الإنسانية الأخرى التي تقوم بها المؤسسات التابعة مثل مكتبة الملك عبد العزيز العامة، وكذلك ساهمت المؤسسة في دعم التنمية الاقتصادية في المجتمعات من خلال تمويل مشروعات متبناه من قبل مؤسسات محلية مثل مشروع باب رزق جميل، بالإضافة إلى تعاون المؤسسة مع كبرى الهيئات والمؤسسات العالمية لدعم المشروعات الإنسانية التي يقوم بها البنك الإسلامي للتنمية في آسيا وأفريقيا، حيث بلغت ثمانية مشروعات في الصومال والنيجر ومالي وسيراليون وغينيا وليبيريا وإندونيسيا وبنغلاديش واليمن وأفغانستان وباكستان والهند وطاجكستان وقيرغيزيا والروهنجيا الأقلية المسلمة في بورما والبهاريين في بنغلاديش وشملت المشروعات أعمال الإغاثة والخدمات الطبية والتعليم والإسكان وحفر الآبار وغيرها وحضر الاجتماع الأمير عبد العزيز وفيصل وتركي وسعود ومنصور ومحمد وماجد ومشهور وسعد وبدر وسلطان وبندر أبناء الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وبالعودة إلى رئيس البنك الإسلامي الذي قال لـ«الشرق الأوسط» عن مواجهتهم تساؤلات عدة حيال المتبرع إلا أن جملة واحدة كانت حاضرة دومًا هي «فاعل خير» مشيرًا إلى أنها تأتي نزولاً عن رغبة الملك عبد الله رحمه الله، وحرصه على عدم معرفه أي طرف آخر ما يقدمه من دعم حتى أبناءه، منوهًا إلى 8 مشروعات خيرية كبرى كانت تحت إدارة البنك الإسلامي للتنمية بقيمة تجاوزت 2.6 مليار ريال.
وأرجع رئيس البنك الإسلامي إقامة المعرض المصاحب لاجتماع مجلس الأمناء، إلى أن المشروعات تحت مظلة مؤسسة الملك عبد الله العالمية للأعمال الإنسانية، إلا أنها كانت مباشرة من الملك عبد الله مع البنك الإسلامي، دون مرورها بالمؤسسة واطلاع مجلس الأمناء عليها وكان يتوجب اطلاعهم عليها.
اجتماع مجلس أمناء مؤسسة الملك الراحل للأعمال الإنسانية
عبد الله.. «فاعل للخير» في الحياة ومن بعد الممات
اجتماع مجلس أمناء مؤسسة الملك الراحل للأعمال الإنسانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة