استهجن دبلوماسيون وسياسيون مصريون أمس، تصريحات للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وصف فيها الرئيس المعزول محمد مرسي بـ«الرئيس الشرعي لمصر» في وقت واصل فيه قادة الجماعة عبر تركيا التحريض على الجيش المصري، داعين الأسر المصرية إلى حث أبنائهم على عدم الالتحاق بالجيش. وانتقدت دار الإفتاء المصرية دعوات «الإخوان»، وعدتها «خيانة للوطن»، وقال مستشار مفتي مصر، إبراهيم نجم، لـ«الشرق الأوسط»، إن «(الإخوان) تسير على نفس نهج (داعش) في فتاويها وآرائها».
وفي كلمة ألقاها الرئيس التركي، مساء أول من أمس، خلال مشاركته في حفل إفطار رمضاني بمدينة إسطنبول نقلتها عنه وكالة «الأناضول»، قال «إذا كنت أؤمن بالديمقراطية وإرادة الشعب فسأواصل كفاحي ضد من يتجاهلون إرادة الشعوب، وأعيد.. وأقول إن رئيس مصر الشرعي هو محمد مرسي، الذي جاء بأصوات الشعب».
وسبق أن طالب إردوغان بالإفراج عن مرسي، وإلغاء أحكام الإعدام بحق قيادات الإخوان. وتوترت العلاقات بين القاهرة وأنقرة على خلفية عزل مرسي صيف العام قبل الماضي. وخفضت القاهرة تمثيلها الدبلوماسي إلى قائم بالأعمال على خلفية تصريحات سابقة لإردوغان إبان رئاسته الوزراء.
وتستضيف تركيا عددا كبيرا من قادة جماعة الإخوان الصادر بحق عدد منهم أحكام قضائية في مصر. وفتحت أنقرة أراضيها إلى طلاب جماعة الإخوان لاستكمال دراستهم في تركيا.
من جانبه، قال السفير إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق لـ«الشرق الأوسط» إن «تصريحات الرئيس التركي نابعة من رؤيته الخاصة.. ولا علاقة لها بتطور الأحداث أو الهجمات الإرهابية في مصر».
من جانبه، قال الخبير بمركز الأهرام للدارسات السياسية والاستراتيجية، أيمن عبد الوهاب، إن «تصريحات إردوغان لا تستحق الرد»، مشددا على أنه يجب عدم الاهتمام سياسيا أو إعلاميا بمثل هذه التصريحات.
في سياق آخر، انتقدت دار الإفتاء دعوات قيادات بـ«الإخوان»، التي طالبت المصريين بعدم إرسال أبنائهم للتجنيد وأداء الخدمة العسكرية، معتبرة أن «ذلك خيانة للوطن وتخل عن حمايته والدفاع عنه ضد الأخطار».
وقال القيادي بجماعة الإخوان، جمال حشمت، في تصريحات له، وجب على أبناء الشعب المصري عدم إرسال أبنائهم للتجنيد في الجيش أو الشرطة. وقالت الإفتاء إن «دعوة حشمت، خيانة عظمى.. والتهرب من أداء الخدمة العسكرية حرام شرعا»، مشددة على أن الأمن من أهم أركان المجتمع المسلم. ووصف مستشار مفتي مصر، دعوات «الإخوان» بـ«الشاذة»، مؤكدا أن الدعوات الشاذة في تلك المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر وفي الوقت الذي تتعرض فيه قواتنا المسلحة لهجمات الإرهابيين، تدل على انعدام الوطنية والسعي لإضعاف قواتنا المسلحة، لافتا إلى أن «الإخوان» تعي جيدا مآرب وغايات الدعوات الخبيثة التي تصدر من هنا وهناك خدمة لأغراض دنيئة، وتحقيقا لمصالح جماعات إرهابية لا ترى في الوطن سوى أداة رخيصة لخدمة أهداف الجماعة. وقال نجم لـ«الشرق الأوسط»، إن دعوات (الإخوان) تؤكد أن الجماعة تسير على نهج تنظيم داعش الإرهابي، خصوصا أن هذا التنظيم دائما ما يستهدف قوات الجيش والشرطة ويحاول النيل منهما».
من جانبه، قال قيادي سابق في تنظيم الجهاد المصري، صبره القاسمي لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «جماعة الإخوان وجميع التنظيمات المتطرفة التي تدعو إلى العنف والقتل، أدوات داعشية في مصر تقوم بعمليات ضد النظام الحالي وهدفها نشر الفوضى والعنف في البلاد والتخويف والفزع».
في غضون ذلك، قال مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية، أمس، إن «الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط القائم على إدارة صفحة تنظيم ما يسمي (العقاب الثوري) بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، حيث تضمنت الصفحة عبارات تحريضية على العنف ضد مؤسسات الدولة وقوات الشرطة ورجال القوات المسلحة لإثارة الفتنة ومؤيدة للعمليات الإرهابية». وأضاف المصدر الأمني، أن «المتهم اعترف بأنه قائم على إدارة تلك صفحة (العقاب الثوري) لينشر فكر تنظيم الإخوان الإرهابي من خلالها».
وبث «العقاب الثوري» في يونيو (حزيران) الماضي، فيديو مصورا مدته 7 دقائق زعم فيه القيام بعملية إعدام شاب مصري في ضاحية حلوان (جنوب القاهرة) رميا بالرصاص بسلاح آلي، بدعوة أنه كان يندس وسط مسيرات الإخوان لإرشاد الأجهزة الأمنية عن أماكن تحرك المسيرات ومنظميها.
وأثار الفيديو وقتها جدلا في البلاد خصوصا أن طريقة القتل تشبه إلى حد كبير عمليات «داعش» لقتل الرهائن في ليبيا والعراق وسوريا، وقال القاسمي إن «العقاب يتبنى أدبيات وتوجهات جماعة الإخوان».
«الإخوان» يدعون المصريين للتخلف عن التجنيد
مستشار المفتي لـ {الشرق الأوسط} : الجماعة تحض على الخيانة العظمى وتسير على خطى «داعش»
«الإخوان» يدعون المصريين للتخلف عن التجنيد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة