النظام السوري يقصف حلب بالقذائف ردًا على أعنف هجوم تشنه المعارضة على المدينة

الجيش التركي يُكثف إجراءات الأمن ويُرسل قوات خاصة إلى الحدود

معارض سوري  يحاول  مغادرة موقعه بعد قصفه لعناصر من جيش النظام  السوري بسلاح محلي الصنع يسمى «مدفع جهنم» (غيتي)
معارض سوري يحاول مغادرة موقعه بعد قصفه لعناصر من جيش النظام السوري بسلاح محلي الصنع يسمى «مدفع جهنم» (غيتي)
TT

النظام السوري يقصف حلب بالقذائف ردًا على أعنف هجوم تشنه المعارضة على المدينة

معارض سوري  يحاول  مغادرة موقعه بعد قصفه لعناصر من جيش النظام  السوري بسلاح محلي الصنع يسمى «مدفع جهنم» (غيتي)
معارض سوري يحاول مغادرة موقعه بعد قصفه لعناصر من جيش النظام السوري بسلاح محلي الصنع يسمى «مدفع جهنم» (غيتي)

ردّ النظام السوري على الهجوم الواسع الذي شنته فصائل المعارضة السورية بهدف «تحرير مدينة حلب وريفها»، بقصف عنيف لمواقع وتمركزات هذه القوات داخل المدينة وحولها. وفيما تحدث الإعلام السوري الرسمي عن إحباط الهجوم الذي تم وصفه بالأعنف الذي يستهدف حلب منذ عام 2012، أكد قادة عسكريون معارضون سيطرة قواتهم على مبنى البحوث العليمة في حلب الجديدة وبإحراز تقدم كبير على جبهة جمعية الزهراء.
وقال العقيد عبد الجبار العكيدي، القائد البارز في صفوف الجيش السوري الحر بحلب، لـ«الشرق الأوسط»، إن «كل الجبهات حاليًا في المدينة مشتعلة في ظل تقدم تحرزه قوات المعارضة، خصوصًا على جبهة جمعية الزهراء، علمًا بأنّه قد تم أيضًا تحرير مبنى البحوث العلمية بالكامل في حلب الجديدة».
ووصف العكيدي معركة حلب بـ«الصعبة جدًا، باعتبار أن النظام السوري يقاتل بكل ما أوتي من قوة للحفاظ على ماء وجهه بعدما خسر معظم مناطق شمال سوريا لذلك يتمادى بإمطار حلب وريفها بكم هائل من البراميل المتفجرة وصواريخ أرض - أرض القصيرة والبعيدة المدى». وأضاف: «لقد حزمنا أمرنا بتحرير المدينة، أما الوقت الذي تستلزمه العملية فلا يمكن تحديده».
وبالتزامن مع التصعيد العسكري في حلب، كثّف الجيش التركي من إجراءات الأمن على الحدود مع سوريا وأرسل قوات خاصة إلى هناك.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية أن تركيا نشرت قوات إضافية وعتادًا على امتداد جزء من حدودها مع سوريا مع اشتداد حدة القتال شمالي مدينة حلب.
وقال داود أوغلو لـ«القناة السابعة التركية»: «صحيح أننا اتخذنا إجراءات احترازية لحماية حدودنا. هناك أوامر بالتحرك إذا استجدت أي ظروف عبر الحدود تهدد الأمن التركي». وأضاف: «لكن، يجب ألا يتصور أحد أن تركيا ستدخل سوريا غدًا أو في المستقبل القريب».
وأكد أوغلو أنّه «إذا حدث أي شيء من شأنه تهديد الأمن التركي فسوف نتحرك على الفور ولن ننتظر إلى الغد. ولكن من الخطأ توقع أن تركيا ستقوم بمثل هذا التدخل من جانب واحد في الوقت القريب ما لم تكن هناك مخاطر».
وأشار مسؤول تركي كبير في حديث مع «رويترز» إلى أن «أنقرة غير مستريحة لوجود مقاتلي تنظيم داعش هناك ولا لاحتمال سيطرة القوات الكردية على الحدود بالكامل». واعتبر أن «الطريق بين تركيا وحلب مهم وأن أنقرة ستتحرك إذا سيطرت القوات الكردية على جرابلس»، وهي بلدة سورية إلى الغرب من نهر الفرات على الجانب الآخر من الحدود من بلدة كاركاميس التركية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مدينة حلب «شهدت ليل الخميس - الجمعة ليلة نارية جراء الاشتباكات والقصف المتبادل بين قوات النظام والفصائل، لم يعرف لها مثيل منذ دخول مقاتلي المعارضة إليها» صيف 2012، لافتًا إلى أن «فصائل غرفة عمليات أنصار الشريعة تمكنت من التقدم إلى أطراف حي جمعية الزهراء حيث مقر فرع المخابرات الجوية، والسيطرة على مبان عدة» في غرب مدينة حلب.
وأعلن 13 فصيلاً يوم الخميس إطلاق «غرفة عمليات أنصار الشريعة» بهدف «تحرير مدينة حلب وريفها». ومن أبرز مكوناتها «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» و«جبهة أنصار الدين» و«حركة مجاهدي الإسلام».
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن: «وقعت معارك عنيفة استمرت طوال الليل حتى ساعات الصباح بين مقاتلي الفصائل وقوات النظام مدعومة من حزب الله ومسلحين عند أطراف حي جمعية الزهراء وعلى محوري الخالدية والأشرفية في شمال وشمال غربي حلب وعند خطوط التماس الفاصلة بين الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام وتلك التي تسيطر عليها فصائل المعارضة».
وأسفرت الاشتباكات بين الطرفين ليلاً بالإضافة إلى الغارات الجوية التي استهدفت مواقع الفصائل وفق المرصد، عن مقتل 35 مقاتلاً معارضًا على الأقل، بينما قتل وجرح العشرات في صفوف قوات النظام من دون توافر حصيلة محددة. وقتل تسعة مدنيين منذ الخميس جراء سقوط مئات القذائف على أحياء تحت سيطرة قوات النظام مصدرها مواقع المعارضة.
ونقل إعلام النظام عن مصدر في الجيش السوري، أنه «تم صد الهجوم وإلحاق خسائر كبيرة في صفوف المقاتلين»، مضيفًا أنه «تمت الاستعانة بالقوات الجوية والمدفعية لاستهداف المقاتلين الذين استخدموا الأسلحة الثقيلة في هجومهم».
بدوره، أفاد «مكتب أخبار سوريا» بمقتل القائد العسكري في «غرفة عمليات فتح حلب»، جمال صطيف، وإصابة خمسة آخرين في اشتباكات مع القوات السورية النظامية في حي جمعية الزهراء غرب مدينة حلب.
ونقل المكتب عن الناشط الإعلامي المعارض، عمر الحلبي، أن «غرفة عمليات فتح حلب»، «سيطرت على عدة مبانٍ كانت بحوزة القوات النظامية» في حي جمعية الزهراء، كما «تمكّنت من السيطرة على مبنى شركة المياه» أيضًا.
وتحدث الناشط الإعلامي وائل محمد لوكالة «آرا نيوز» عن «تقدم مقاتلي المعارضة المسلحة في جبهات الراشدين باتجاه حلب الجديدة باستهدافهم عدة دشم يتحصن بها مقاتلو النظام بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون».
أما علاء جعفر الناشط الإعلامي في ريف حلب، فأفاد بـ«استهداف الطيران الحربي بالصواريخ الموجهة لبلدات تقاد وحريتان وكفر حمرة في ريف حلب الشمالي، مما أدّى لمقتل أربعة أشخاص وسقوط عدد من الجرحى»، مشيرًا إلى أن «الطيران المروحي التابع لقوات النظام ألقى عدة براميل متفجرة على أحياء الأنصاري، والشعار والحيدرية موقعًا أضرارًا مادية كبيرة، دون تسجيل إصابات في صفوف المدنيين».
ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن سحر (21 عامًا) وهي طالبة تقيم في حي السريان الواقع تحت سيطرة النظام قولها إنّه «منذ ليل أمس لم تهدأ أصوات الانفجارات وجرّات الغاز، (...) نسمع الأصوات من كل مكان ولا نستطيع تحديد مكان سقوط القذائف تحديدًا. كانت الانفجارات قوية وكثيفة ليل أمس».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».