المقبلات سر وجبة الإفطار

120 نوعًا ويبقى السؤال ماذا نأكل في شهر رمضان؟

المقبلات سيدة المائدة الرمضانية
المقبلات سيدة المائدة الرمضانية
TT

المقبلات سر وجبة الإفطار

المقبلات سيدة المائدة الرمضانية
المقبلات سيدة المائدة الرمضانية

ماذا نأكل اليوم؟ السؤال السرمدي الذي تطرحه المرأة على أهل الدار، يصبح ثانويًا في رمضان، رغم ما له من مدلولاته. فغالبًا ما نجد أن المقبلات ذاتها ستتكرر، مع تعديلات فيما يسمى الطبق الرئيسي الذي يتوسط السفرة، رغم أن هذا قد لا يكون هو الأهم، إذ لا يأتي دوره إلا متأخرًا، وبعد أن يكون الشبع قد نال من الجالسين حول الطاولة. فالمائدة اللبنانية عرفت باستمرار بمقبلاتها التي يصل عدد أنواعها إلى 120 صحنًا صغيرًا لكل منها مذاقه المختلف عن الآخر، فمن النقانق والسلاسل والنخاعات إلى الشنكليش والأجبان على أنواعها، كما المتبلات والمقليات بالزيت مثل اللوبياء والهندباء، كذلك ورق العنب بالزيت والكبيس على أنواعه، واللائحة تطول. وإن كانت هذه الصحون ذات الألوان والتزيينات المبتكرة لا تشغل سيدة الدار خلال الأشهر العادية، وفي الوجبات اليومية، ويكون التركيز على الطبق الرئيسي، وربما لا يكون غيره على الطاولة، فإن المقبلات في رمضان تصبح بمثابة ضرورة إفطارية لا يستغنى عنها، ولها الأولوية القصوى.

* المقبلات
* فإضافة إلى الحساء الذي يتنوع بين شوربة البندورة باللحم والشعيرية، أو شوربة الخضار، هناك أنواع من المقبلات تكاد تكون مشتركات على مائدة الإفطار اللبنانية، ومنها الكبة النيئة، وفتة الحمص باللبن، والفتوش أو التبولة، ومعها رقائق السنبوسك بالجبن أو اللحم أو الخضار، يضاف صحن الحمص المدقوق بالطحينة، وأحيانًا متبل الباذنجان، وربما صحن من الهندباء. والتركيز الكبير على صحن التبولة والفتوش على مائدة الإفطار، هو ما يرفع من أسعار باقات البقدونس والنعناع والخس، وباقي أنواع الخضار، بشكل مستمر في الشهر الفضيل، نظرًا للاستهلاك الكبير الذي يسجل لمكونات هذين الطبقين الرمضانيين، اللذين لا تخلو سفرة من أحدهما.

* رمضان بعيدا عن المحاشي
* وتقول سعاد التي لها ثلاثة أولاد أكبرهم في الخامسة عشرة، إنها لا تطبخ أيا من المأكولات التي يصاحبها الأرز، خلال رمضان، فلا مكان للفاصولياء أو الملوخية أو البامية بلحمة على المائدة خلال هذا الشهر أو حتى ورق العنب باللحم الذي يعرف بدسمه ويترك للعيد أو ما بعده. والبعض يبتعد عن المحاشي عمومًا مثل الكوسا أو الباذنجان المحشي نظرًا لثقله على المعدة. وتعتبر ناريمان أن مشكلة الطبق الرئيسي في رمضان، أنه لا يؤكل منه إلا القليل وفي اليوم التالي، لا يرغب فيه أحد، وبالتالي فإنه يهدر ويرمى، وهو ما ليس بمستحب. لذلك تلجأ ربات البيوت إلى طبخ طبق رئيسي لا يختلف كثيرًا، في الغالب، عن روح المقبلات نفسها. فيشيع أكل الكفتة أو شيش الطاووق، وربما اللازانيا، أو طبق صيني بالخضار، وربما الستيك، وهي أكلات تتناسب مع طبق البطاطا المقلية الذي غالبًا ما يزين السفرة. أما حين يطبخ الأرز فيفضله البعض مع الدجاج أو اللحم والمكسرات.
وبالتالي فإن سيدة المنزل اللبنانية، تعرف أن الأصعب ليس الطبخة الرئيسية التي ستوضع وسط الطاولة، ولن تمس إلا في نهاية المطاف، وقد لا يستهلك منها الكثير، وإنما في الأفكار الثانوية إذا صح التعبير، وفي الصحون الصغيرة التي ستزين السفرة، ويتناول كل فرد منها عدة لقيمات، لتشكل في النهاية إفطاره السعيد.

* أطباق أجنبية
* وهنا تتحدث هند عن صعوبة إيجاد أفكار جديدة في النصف الثاني من رمضان، حيث يصبح عليها أن تجد مقبلات مشهية لم تكن قد قدمتها من قبل، وتشرح بأنها تلجأ إلى بعض ما هو غير لبناني، مثل سبرينغ رولز أو السلطات ذات التتبيلات الإفرنجية التي تحتوي المايونيز والخردل وقد يذهب بها الأمر إلى الهمبرغر كطبق رئيسي حين تكون قد استنفدت كل مخيلتها في تصور أكل يمكن أن يغري من بلغ به الشبع مبلغه.
وإذا كانت المقبلات هي ملكة السفرة اللبنانية في رمضان أكثر من أي وقت آخر، فإن الحلويات تختلف أحيانًا من منطقة إلى أخرى، ولعل أهل طرابلس وصيدا هم الأشهر في هذا المجال، مع ميزة للأولى التي استطاعت أن تطور حلوياتها، لتصل بها إلى العالمية. وتعتبر الحلويات بالقشطة، مثل ورد الشام والقطايف صغيرة الحجم كما الكنافة والمفروكة، من أكثر الحلويات استهلاكًا في الشهر الفضيل. فيما يعتبر الجلاب والخرنوب، كما عصير التوت الذي شاع مؤخرًا من أقرب المشروبات إلى قلوب الصائمين.



محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.