دي ميستورا يلتقي «الائتلاف» السوري والفصائل العسكرية.. وتقريره للأمم المتحدة الاثنين

المعارضة تؤكد قبولها بوزراء من الحكومة الحالية للمرحلة الانتقالية

صورة من موقع الأمم المتحدة لدي ميستورا لدى لقائه وفد الائتلاف السوري المعارض في جنيف أمس
صورة من موقع الأمم المتحدة لدي ميستورا لدى لقائه وفد الائتلاف السوري المعارض في جنيف أمس
TT

دي ميستورا يلتقي «الائتلاف» السوري والفصائل العسكرية.. وتقريره للأمم المتحدة الاثنين

صورة من موقع الأمم المتحدة لدي ميستورا لدى لقائه وفد الائتلاف السوري المعارض في جنيف أمس
صورة من موقع الأمم المتحدة لدي ميستورا لدى لقائه وفد الائتلاف السوري المعارض في جنيف أمس

قبل أيام قليلة من عرض تقريره أمام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يختتم المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مشاوراته حول الأزمة السورية بلقائه ممثلين من الائتلاف الوطني السوري وفصائل معارضة، حيث إنه، وبعدما التقاه وفد الائتلاف برئاسة خالد خوجه في جنيف يوم أمس، توجّه دي ميستورا إلى إسطنبول حيث من المتوقع أن يجتمع اليوم (الجمعة)، بممثلين من الفصائل العسكرية. وفيما وضع الائتلاف الاجتماع بـ«المثمر والإيجابي»، متوقعا أن تنعكس المستجدات العسكرية على الأرض إيجابا عبر مسار الحل السياسي، تنتظر الفصائل العسكرية أن يحمل إليها المبعوث الدولي جديدا في هذا الإطار، مع تمسكها كما الائتلاف، بموقفها الرافض لأي دور للرئيس السوري بشار الأسد أو قيادات من «منظومته السياسية والعسكرية» في المرحلة الانتقالية، أو أي حل في المستقبل، وإمكانية قبولها في الوقت عينه بأشخاص «تكنوقراط» لم يشاركوا في قتل الشعب السوري.
وقال هشام مروة نائب رئيس الائتلاف الذي كان ضمن وفد الائتلاف خلال لقائه دي ميستورا في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «أكدنا خلال الاجتماع على تمسكنا بالحل السياسي، وأن هيئة الحكم الانتقالية هي الحل الوحيد لإنهاء الإرهاب في سوريا». وأضاف: «كانت جولة استطلاع آفاق الحل السياسي في أعقاب زياراته ولقاءاته الأخيرة في المنطقة»، مشيرا إلى أن اللقاء كان إيجابيا لجهة عرض الأفكار، وتأكيدنا على الاستعداد للمرحلة الانتقالية بإدارة شخصيات ليس من الضروري أن تكون مقتصرة فقط على المعارضين المعروفين، بل شخصيات مقبولة من الشعب والمعارضة، وحتى من النظام ممن لم تتلطّخ أيديهم بدماء الشعب السوري.
وكان دي ميستورا قد زار منتصف شهر يونيو (حزيران) الماضي دمشق، حيث التقى الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم وممثّلين عن أكثر من 30 حزبا سياسيا، وشخصيات دينية ومنظمات المجتمع المدني «للاستماع إلى وجهات نظرهم في سياق مشاورات جنيف».
وفيما أكد المبعوث الدولي على تمسكه بمقررات مؤتمر «جنيف»، لفت مروة إلى أن «دي ميستورا كان حريصا في تصريحاته رافضا إعطاء تفاصيل واضحة، لكن وبحسب قناعاتنا والمعطيات التي لدينا، بتنا مقتنعين أن النظام سيخضع للمستجدات العسكرية على الأرض في ضوء التقدم الذي تحرزه الفصائل المعارضة».
وعبّر مروة عن اعتقاده أن يتضمن عرض دي ميستورا لتقريره أمام أمين عام الأمم المتحدة توصيات أو مقترحات للحل في سوريا من شأنها أن تحرّك عجلة الحل السياسي، لافتا إلى أن عقد أو تحديد موعد لمؤتمر «جنيف 3» ينتظر قرارا إقليميا ومحليا.
وأصدر الائتلاف بيانا، أشار فيه إلى اللقاء الذي جمع وفد منه مع دي ميستورا في مدينة جنيف السويسرية، وقال إن الطرفين تباحثا حول عملية تطبيق بيان جنيف، وقدم الائتلاف وجهة نظره فيما يخص تشكيل هيئة الحكم الانتقالية ذات صلاحيات كاملة.
بينما أصدر مكتب دي ميستورا من خلال الناطقة الإعلامية جيسي شاهين، بيانا بعد استقبال المبعوث الدولي للوفد، قال فيه إنه في إطار مشاورات جنيف، اطلع رئيس الائتلاف خالد خوجه وأعضاء آخرون من الوفد دي ميستورا، على آخر الجهود التي يبذلها التحالف، وعلى الوضع في سوريا وحولها. كما ناقشا آفاق التوصل إلى حل سياسي للصراع السوري.
وتابع البيان إلى أنه في الأيام المقبلة، يعتزم المبعوث الخاص، السفر إلى نيويورك ليقدم تقريرًا إلى الأمين العام عن النتائج التي توصل إليها من خلال المرحلة الأولى من المشاورات في جنيف. وقال إنه سوف يجري المزيد من الاجتماعات في نيويورك والعواصم الإقليمية والدولية، بهدف التحضير لاجتماع مجلس الأمن المزمع عقده في نهاية يوليو (تموز).
رأس الوفد رئيس الائتلاف خالد خوجه، وضم نائبي الرئيس هشام مروة ومصطفى أوسو، وكلاً من أعضاء الهيئة السياسية أحمد رمضان، وحسان الهاشمي، والأمين العام الأسبق بدر جاموس، والرئيس السابق هادي البحرة.
وأكد الائتلاف في بيانه على تمسكه بالحل السياسي المستند إلى بيان جنيف للعبور إلى مرحلة انتقالية من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالي متوافق عليها لا يكون فيها للأسد ولا رموز نظامه أو من تورط بجرائم بحق السوريين، مكان فيها، مشددا على أن هيئة الحكم الانتقالية هي المؤهلة لقيادة السوريين لاستئصال آفة الإرهاب الذي ساهم في وجوده وانتشاره ودعمه نظام الأسد.
في غضون ذلك، من المتوقع أن يلتقي دي ميستورا اليوم وفدا من الفصائل العسكرية يضم بين 4 أو 5 شخصيات ممثلة لعدد من المجموعات معظمها من حلب، وقد يكون بينهم رئيس الأركان أحمد بري، بعدما تم حل المجلس العسكري. ورفض مكتب المبعوث الدولي الذي تواصلت معه «الشرق الأوسط»، التعليق على مضمون اجتماع اليوم من منطلق أنه لا يعلق على اللقاءات قبل أن تتم.
وفي هذا الإطار، أشار رامي الدالاتي رئيس المكتب السياسي في «جيش التوحيد»، إلى معطيات إيجابية منها المواقف الروسية الأخيرة، ومنها ما أعلنه ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من أن مبادئ مؤتمر «جنيف - 1»، التي تم تبنيها في يونيو 2012 هي الأساس لأي حل للأزمة في سوريا. ولفت دالاتي إلى ما سبق لدى ميستورا أن قاله صراحة خلال اللقاء الأخير الذي جمعه مع ممثلي الفصائل، وقال في حينها: «لم يكن لدي تصور حقيقي حول حجم حالة الرفض ضد الأسد»، مؤكدا أن الفصائل ستشدد على موقفها الأساسي حول رفض وجود الأسد أو أي من شخص من منظومته السياسية والأمنية في أي حل بشأن مستقبل سوريا، وأنها تقبل في الوقت عينه بأن تشارك في المرحلة الانتقالية شخصيات «تكنوقراط» لم يكن لها دور في قتل الشعب السوري، على غرار بعض الوزراء الموجودين في الحكومة السورية اليوم.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.