موريشيوس.. من وجهات العرب المفضلة

عنوان الرومانسية والأفضل عالميا لقضاء شهر العسل

الشواطئ النظيفة والهادئة تميز موريشيوس
الشواطئ النظيفة والهادئة تميز موريشيوس
TT

موريشيوس.. من وجهات العرب المفضلة

الشواطئ النظيفة والهادئة تميز موريشيوس
الشواطئ النظيفة والهادئة تميز موريشيوس

تقع جزيرة موريشيوس في المحيط الهندي شرقي جزيرة مدغشقر على الجانب الشرقي من القارة الأفريقية. وهي تعد جزيرة الأحلام للسياح الذين يقبلون عليها من كل أنحاء العالم. يعتقد البعض أن الجانب الغربي من الجزيرة أفضل من جانبها الشرقي في التضاريس وجمال الطبيعة ولكن من يسافر إلى الجزيرة لمدة أسبوع يمكنه أن يتجول في كل أرجائها. وقد حصلت الجزيرة في عام 2012 على لقب أفضل وجهة في العالم لقضاء شهر العسل.
في السنوات الأخيرة اكتسبت موريشيوس سمعة ارستقراطية لأنها يمكن أن تكون باهظة التكاليف وتجذب الكثير من المشاهير إليها. ومعظم فنادق الجزيرة من فئة الخمس نجوم كما أنها بالمقارنة إلى معدل الأسعار في دول الخليج تعد مرتفعة الأسعار للسياح. ولكن هناك الكثير من الرحلات المباشرة من المنطقة إلى موريشيوس، كما توفر شركات السياحة باقات من الخدمات المتكاملة التي تشمل الطيران والفندق وأحيانا أيضا المأكولات والمشروبات طوال فترة الإقامة.
تعد موريشيوس من الوجهات المفضلة لدى العرب، لأن المسافر من منطقة الخليج لن يشعر بتغيير كبير في التوقيت لأن الجزيرة تتوافق مع توقيت دبي وبفارق ساعة واحدة عن التوقيت في السعودية.
وتوفر الجزيرة أيضا الكثير من الفنادق ذات الأربع والثلاث نجوم التي تناسب كافة الأذواق من النوع العائلي الهادئ على الشواطئ الرملية وحمامات السباحة إلى الفنادق الشبابية التي تموج بالحيوية والموسيقى حتى ساعات الليل المتأخرة.
من الفنادق المشهورة على الجانب الشمالي الشرقي فندق «برنس موريس» وهو من فئة الخمس نجوم، بينما يقع منتجع «ساندز» بالقرب من قرية «فليك إن فلاك» على الشاطئ الغربي من الجزيرة. وهو يضم ثلاثة مطاعم ومركزا للرياضات البحرية وحمام سباحة بالقرب من الشاطئ. وهو يصلح قاعدة لاستكشاف معالم جنوب غربي الجزيرة حيث المحميات الطبيعية والشلالات والوديان.
وتملك الفنادق من فئة الخمس نجوم مساحات خاصة من الشواطئ المحيطة بها ولكن الفنادق الأقل تصنيفا تعتمد على الشواطئ العامة القريبة وهي لا تقل في الجودة عن الشواطئ الخاصة ويقبل عليها السياح إلى جانب مواطني موريشيوس أنفسهم.
ويمكن لمن يقيم في فنادق صغيرة أن يستخدم شواطئ الفنادق الفاخرة طالما أنه مصنف ضمن السياح، ويمكن الجمع بين زيارة هذه الشواطئ وتناول الطعام في مطاعم الفنادق الفاخرة أيضا. وهناك ناد في جنوب الجزيرة بالقرب من فندق «تيلفير هيريتيج»، اسمه «سي بيتش كلوب» يوفر نشاطات بحرية لغير المقيمين في الفندق. والدخول إلى هذا النادي مجانا.
من الرياضات البحرية المتاحة الإبحار بالزوارق والسباحة مع الدلافين في البحر. ويمكن الاكتفاء بالمشاهدة أو السباحة مع الدلافين في بحيرات خاصة إن كانت تكلفة ذلك أغلى من البحر. الجزيرة توفر أيضا محميات طبيعية للحيوانات والطيور المحلية ومنها الصقور التي يمكن مشاهدتها عن قرب والاقتراب من أعشاشها. وهناك أيضا الحدائق النباتية التي يمكن زيارتها.
وبالإضافة إلى حقول قصب السكر يمكن أيضا زيارة مزارع الشاي ومشاهدة خطوات قطفه وتجفيفه وتعبئته. كما يجب زيارة شلالات «روتشستر» التي يمكن الوصول إليها بالزوارق.

* التنقل
وسائل المواصلات المعتمدة في الجزيرة هي سيارات الأجرة. ولا يبعد أي موقع في الجزيرة أكثر من ساعة واحدة. ويستخدم السياح الدراجات الهوائية في التنقل بين الشواطئ أو لمجرد التريض. ويمكن استخدام الباصات لأنها رخيصة ولكنها غير مكيفة وقد تكون مزدحمة ولا تسير بمواعيد منتظمة. من أفضل مواعيد الزيارات السياحية للجزيرة الفترة ما بين شهري مارس (آذار) ونوفمبر (تشرين الثاني) حيث تكون الحرارة أقل انخفاضا مع تراجع الأمطار الموسمية.
ويلجأ بعض السياح إلى إغفال الرحلات التي تقدمها الفنادق ويحاولون استكشاف الجزيرة بأنفسهم. ويستعين البعض بمصورين محترفين محليين للذهاب في رحلات خاصة يعودون بعدها بالكثير من الصور المتميزة.
وتتميز الجزيرة بمتحف السكر الذي يعبر عن تراث موريشيوس في الاعتماد على زراعة قصب السكر وتصدير السكر. وهناك 22 نوعا مختلفا من السكر يمكن للزائر أن يتذوقها. ويشتري السياح من موريشيوس المنتجات اليدوية وخصوصا نماذج الزوارق الصغيرة، والسكر. ومن العاصمة بورت لويس يشتري البعض المجوهرات والماس من متاجر في أبنية تاريخية قديمة.
ولمن يفضل الخصوصية هناك أيضا فلل خاصة للسياح منها فلل «نافاني»، وهي توفر حدائق وحمامات سباحة خاصة لكل فيلا على حدة. كما أنها قريبة من أفضل شواطئ موريشيوس. وتبدأ أسعار الفلل من نحو مائتي دولار في الليلة.
وتقدم موريشيوس الآن أكبر خيار بين جزر العالم في الفنادق الفاخرة رغم مساحتها المحدودة. ويصل تعداد فنادق الجزيرة الآن إلى نحو 120 فندقا معظمها من الفنادق الجديدة. ومن الخدمات التي يمكن للسائح أن يتوقعها في موريشيوس الانتقال من المطار بطائرات هليكوبتر وخدمات الغرف 24 ساعة يوميا من مساعد خاص، المطاعم الفاخرة وحمامات السباحة الخاصة وملاعب الغولف.
ويعود إلى موريشيوس سياحها الذين كانوا قد هجروها إلى جهات أخرى خلال السنوات الخمس الأخيرة، لأنها تقدم لهم الطقس المعتدل معظم شهور العام والخدمات الجيدة بأسعار ما زالت معقولة بالمعدلات العالمية.

* نبذة عن ثقافة موريشيوس
الثقافة السائدة في موريشيوس هي الثقافة الفرنسية، ولكنها أيضا متعددة الثقافات على اعتبار أنها خضعت في ماضيها لحكم العرب والبرتغال وفرنسا ثم بريطانيا. وكان الهولنديون قد اكتشفوها قبل عدة قرون. وحصلت موريشيوس على استقلالها من بريطانيا في عام 1968. وتتوجه حكومة الجزيرة الآن إلى تعزيز التعليم والتدريب من أجل رفع مستوى المعيشة المحلي بالاعتماد أساسا على السياحة. وهي مستقرة سياسيا. وتتاح للأجانب في موريشيوس فرصة شراء العقار ولا توجد فيها ضرائب قيمة مضافة ولا ضرائب ارث.
ومن أفخم فنادق الجزيرة الذي افتتح في العام الماضي فندق ستاروود سان ريجيس الذي يقع في شبه جزيرة لومورن على الجانب الجنوبي الغربي من موريشيوس. واستغرق بناء هذا الفندق ثلاث سنوات بتكلفة 185 مليون دولار. كما قامت مجموعة «بيتشكومبيه» وهي أكبر مجموعة فنادق في الجزيرة بتجديد منتجع «ترو أو بيش» بتكلفة مائة مليون دولار. وهو منتجع مكون من أجنحة خمس نجوم بتصميمات داخلية مستعارة من طراز منتجعات كاليفورنيا القديمة. وهو يحتوي على ملاعب تنس ومنصات لتسلق الجبال.
من اللاعبين الجدد في مجال الفنادق في موريشيوس فندق «انجسانا بالاكلافا» في «ترتل باي» و«بايستون بوتيك» في «غراند باي». وكان آخر الفنادق التي تم افتتاحها هو فندق «بارادايس كوف» الذي افتتح في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على الساحل الشمالي.
وتشمل الخدمات التي تقدم في المنتجعات السياحية عربات الآيس كريم على الشاطئ طوال النهار وشاشات السينما مساء. وتتعدد الأنشطة الثقافية مثل تعلم اللغات والدورات الطبيعية في التعرف على نباتات المنطقة كما تنتشر الحمامات الصحية والساونا وصالات المساج.
وتشتهر الجزيرة أيضا بالمطبخ المتنوع ما بين المأكولات الهندية والفرنسية والصينية. ويعمل في مطاعم وفنادق موريشيوس الكثير من أشهر الطباخين في العالم. وتعقد سنويا في فترة الربيع مهرجانات التذوق ويشرف عليها أشهر الطهاة الحاصلين على نجوم ميشلان.
وتشتهر موريشيوس أيضا بحفلات الزفاف، وهي إحدى أكبر خمس وجهات زفاف في العالم. وساهم في شهرتها انتشار الفنادق التي توفر في أرجائها أجواء شاعرية ورومانسية.
وهي أيضا تناسب هؤلاء الذين يبحثون عن المغامرات حيث يمكن فيها تسلق الجبال والطيران الشراعي والقفز من الطائرات بالمظلات. وقد بلغ زوار موريشيوس في العام الماضي رقم المليون للمرة الأولى، وهو رقم يبلغ عشرة أضعاف زوارها منذ أربعين عاما حينما كان فيها فندق واحد اسمه لو سان جيران.

* نصائح من زوار موريشيوس
هذه المجموعة من النصائح قدمها زوار موريشيوس من الأجانب ومنهم من قضى فيها عدة سنوات. وتشمل أهم النصائح:
- اختيار الجانب الغربي والشمالي بدلا من الشرقي والجنوبي من الجزيرة لأن فيهما أفضل المواقع الخلابة والخدمات السياحية المتكاملة.
- يفضل السياح التجول بحريتهم في الجزيرة الصغيرة ولكن استئجار دليل سياحي بما يعادل 15 دولارا يمكنه أن يوفر الكثير من الجهد والوقت في العثور على أفضل المعالم السياحية.
- من المفضل الشراء من الباعة المتجولين على الشواطئ الكثير من المنتجات والمشغولات اليدوية لأن هذا يشجع الاقتصاد المحلي.
- لا بد من استخدام كريمات الحماية من أشعة الشمس ومضادات البعوض وقطع النقود صغيرة القيمة من أجل البقشيش.
- لا بد من تجربة الوجبات المحلية وهي خليط بين الهندي والعربي والصيني، وأهمها كاري الأسماك.
- لا داعي لحمل الكثير من ملابس الشواطئ حيث يمكن شراؤها رخيصة من متاجر منتشرة في الجزيرة.
- تستخدم موريشيوس مقابس كهربائية ثلاثية مثل تلك المستخدمة في بريطانيا والإمارات. وهناك رحلات مباشرة من دبي إليها.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».