ذكر موظف في مستشفى ابن الأثير للأطفال في الموصل، أمس، أن المدينة تشهد كارثة إنسانية بسبب النقص الحاد الذي تعيشه في الغذاء والدواء، ومنع تنظيم داعش الأهالي من الخروج منها، الأمر الذي تسبب بموت العشرات من الأطفال في المدينة إثر الجوع والمرض.
وقال أحد موظفي مستشفى ابن الأثير للأطفال، الذي عرف نفسه باسم يونس في اتصال لـ«الشرق الأوسط»، إن «مدينة الموصل، وبعد مرور أكثر من عام على سيطرة (داعش) عليها، تعاني من أوضاع مأساوية، بسبب نقص الغذاء والدواء، وهناك شحة في الأدوية، وعدد كبير من المرضى بدأوا يموتون بسبب ذلك»، مشيرا إلى أن «أكثر من 45 طفلا مصابا بمرض اللوكيميا (سرطان الدم) توفوا خلال الشهرين الماضيين في مستشفى ابن الأثير وحده بسبب نقص الأدوية الخاصة بهذا المرض التي كانت تصل إلى المدينة من بغداد، قبل سيطرة (داعش)، لكنها انقطعت حاليا، بالإضافة إلى أن هناك أعدادا كبيرة من الأطفال المصابين بالمرض معرضين للوفاة بسبب عدم حصولهم على العلاج، وقدم ذووهم طلبات إلى التنظيم للسماح لهم بالخروج من الموصل، لكن (داعش) رفض هذه الطلبات، حيث منع (داعش)، خلال الأيام القليلة الماضية، خروج المواطنين من الموصل منعا باتا، وألغى أيضا شروطه للخروج من المدينة التي كانت تنص على وجود كفيلين للشخص الذي ينوي الخروج من الموصل مع دفع مبلغ (2500) دولار أميركي عن كل شخص يخرج منها، وبدأ بقطع طرق التهريب المؤدية لخارج المدينة، لأنه يريد استخدام الأهالي دروعا بشرية لحماية نفسه»، مشيرا بالقول: «حتى إن كانت هناك أدوية في السوق، فأسعارها أصبحت خيالية ولا يستطيع المواطن الموصلي شراءها، لذا ظاهرة الوفاة بسبب نقص الدواء أصبحت شبه يومية في المدينة».
من جهته، قال سعيد مموزيني مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، لـ«الشرق الأوسط»: «توفي أمس 13 مواطنا موصليا إثر سوء التغذية المتفشي في المدينة جراء نقص الغذاء، ذلك أن 70 في المائة من سكان الموصل يعيشون تحت خط الفقر».
وأضاف مموزيني: «قتل أمس سبعة مسلحين من (داعش) في انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة في أحد مقرات التنظيم في حي سومر، وبحسب معلوماتنا كان من بين قتلى التنظيم أحد قادة داعش السودانيين ويدعى أبو أحمد السوداني، كما أعدم التنظيم أمس عشرة من مسلحيه الأطفال رميا بالرصاص في معسكر السلامية (شرق الموصل)، بعد محاولتهم الهرب من التنظيم، بينما هرب سبعون مسلحا من داعش من بينهم أحد أبرز قادته العرب غير العراقيين، ويدعى أبو عبد الله إلى جهة مجهولة، وقد ازدادت في الآونة الأخيرة هروب مسلحي التنظيم وتركهم السلاح، حيث يعدم (داعش) يوميا العشرات من مسلحيه الهاربين الذين يعتقلهم أثناء محاولتهم الهروب»، مؤكدا بالقول: «أصدر التنظيم قرارا يفرض من خلاله تعيين نائب بعثي لكل قيادي من (داعش)، وبحسب إحصائية حصلنا عليها، فإن 90 في المائة من قادة (داعش) هم من البعثيين السابقين».
وتزامنا مع الأحداث التي تشهدها مدينة الموصل، أعلنت أمس قيادة شرطة الأقضية والنواحي في كركوك إلقاء القبض على شبكة تابعة لـ«داعش» كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية داخل المحافظة، وقال العميد سرحد قادر قائد شرطة الأقضية والنواحي في المحافظة لـ«الشرق الأوسط»، إنه «بالاعتماد على معلومات استخباراتية دقيقة تمكنت قواتنا من إلقاء القبض على الشبكة الإرهابية المكونة من أحد عشر عنصرا من عناصر تنظيم داعش في مدينة كركوك وأطرافها خلال عملية استمرت عدة ساعات»، موضحا أن عددا من أعضاء الشبكة كانوا ضمن صفوف مسلحي «داعش»، أما الآخرون فهم من الذين ساعدوا التنظيم، وحاليا سلموا إلى المحكمة ويتم التحقيق معهم.
وفي السياق ذاته، قال عاصي علي نائب مسؤول مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «قتل أكثر من عشرة مسلحين من (داعش) منتصف الليلة قبل الماضية، في قصف لطائرات التحالف الدولي استهدف مواقعهم جنوب وغرب محافظة كركوك»، مشيرا إلى أن غارات التحالف نفذت هجمات استنادا لمعلومات استخباراتية من قبل قوات البيشمركة، حول وجود تحركات لـ«داعش» في المنطقة القريبة من مرتفعات خراب روت الخاضعة لسيطرة البيشمركة.
من جهة أخرى، أفاد مصدر في قوات البيشمركة بأن طائرات التحالف شنت، أمس، غارات مكثفة على مواقع «داعش» داخل مدينة سنجار (520 كلم شمال غربي بغداد) فقتلت العشرات منهم ودمرت وأحرقت المواقع والعربات.
وقال القائد الميداني لقوات البيشمركة قاسم سمير، لوكالة الأنباء الألمانية، إن «طائرات التحالف قصفت وبشكل عنيف ومتكرر مواقع (داعش) غرب حي النصر وسط مدينة سنجار، وقتلت العشرات من عناصر التنظيم».
قوات شرطة كركوك تعتقل شبكة تابعة لـ«داعش»
وفاة عشرات الأطفال في الموصل جراء نقص الدواء والغذاء
قوات شرطة كركوك تعتقل شبكة تابعة لـ«داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة