الوليد بن طلال يتعهد بالتبرع بثروته البالغة 32 مليار دولار للأعمال الإنسانية

أكد خلال مؤتمر صحافي بالرياض: لم ولن أبيع أسهمًا في شركة «المملكة القابضة»

الأمير الوليد بن طلال خلال المؤتمر الصحافي في الرياض أمس (تصوير: سعد العنزي)
الأمير الوليد بن طلال خلال المؤتمر الصحافي في الرياض أمس (تصوير: سعد العنزي)
TT

الوليد بن طلال يتعهد بالتبرع بثروته البالغة 32 مليار دولار للأعمال الإنسانية

الأمير الوليد بن طلال خلال المؤتمر الصحافي في الرياض أمس (تصوير: سعد العنزي)
الأمير الوليد بن طلال خلال المؤتمر الصحافي في الرياض أمس (تصوير: سعد العنزي)

في قرار تاريخي على مستوى مساهمة أثرياء العالم في الأعمال الإنسانية والخيرية، قرر الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة (إحدى أهم الشركات المدرجة في السوق المالية السعودية)، عن التبرع بكامل ثروته للأعمال الإنسانية، والتي تُقدر بنحو 120 مليار ريال (32 مليار دولار)، وهو القرار الذي جرى الكشف عنه خلال مؤتمر صحافي عقد في العاصمة الرياض يوم أمس.
وفي هذا الصدد، أعلن الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس أمناء مؤسسة الوليد للإنسانية، عن تعهده بأن يهب ثروته للأعمال الخيرية والإنسانية، كاشفًا خلال المؤتمر الصحافي أمس، أنه سيتبرع بمبلغ 120 مليار ريال (32 مليار دولار) للأعمال الخيرية في السنوات المقبلة عبر مؤسسة «الوليد للإنسانية»، وقال: «هذه الهبة لبناء عالم أفضل، يسوده التسامح، وقبول الآخر، والمساواة، وتوفير الفرص للجميع».
وحول ما إذا كان هذا القرار سيقود إلى بيع الأمير الوليد لأسهمه في شركة «المملكة القابضة» التي تعتبر إحدى أهم الشركات القيادية في سوق المال السعودي، أكد الأمير الوليد أنه لا ينوي على الإطلاق بيع أي من أسهمه في الشركة، وقال: «لم ولن أبيع أسهمًا في شركة المملكة القابضة، على العكس الشركة تدر أرباحًا وهذه الأرباح ستتحول إلى مؤسسة الوليد للإنسانية، كأحد مصادر الدخل المهمة».
ولفت الأمير الوليد الذي يرأس مجلس إدارة شركة «المملكة القابضة»، إلى أن عمليات صرف هذه الهبة ستكون عبر خطة مدروسة للأعوام المقبلة، مبينًا في رده على أسئلة الصحافيين أن إدارة هذه الأموال ستكون ضمن أولوياته، وقال: «حان الوقت الذي من خلاله سيكون لمؤسسة الوليد للإنسانية دور أكبر في أعمالها الإنسانية، كما هو الحال في السابق».
ورد الأمير الوليد في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن دور مؤسسته الإنسانية في تدريب الشباب العاطل عن العمل وتأهيلهم، بقوله «لا شك أن البطالة بدأت تنتشر بشكل مخيف في المنطقة العربية في ظل الأوضاع الحالية، وعليه فإن تدريب الشباب وتأهيلهم هو دور الحكومات، قبل أن يكون دور الأفراد، إلا أننا في مؤسسة الوليد للإنسانية لن نغفل عن هذا الجانب إطلاقًا، وسيكون هنالك قرارات مهمة تصب في هذا الشأن».
وأثنى الأمير الوليد على برنامج «وظيفتك وبعثتك» الذي تتولاه وزارة التعليم، في السعودية، مع عدد من الجهات الحكومية التي أبرمت معها اتفاقيات تلزمها بتوظيف المبتعثين، وقال: «هذه الخطوة إيجابية للغاية، ومن المتوقع أن يكون أثرها ملموسًا خلال السنوات القليلة المقبلة، فمعظم المبتعثين من الآن ولاحقًا، سيعودون للوطن وفرصهم الوظيفية قد جرى تأمينها».
وبالعودة إلى قرار الهبة، قال الأمير الوليد بن طلال «هذا التعهد هو تعهد دون أي قيود أو حدود.. هو تعهد للإنسانية كافة»، مشيرًا إلى أنه قدم على مدى 35 عامًا وفي أكثر من 92 دولة حول العالم، نحو 3.5 مليار دولار لدعم الإنسانية، مضيفا: «كانت وما زالت مؤسسة الوليد للإنسانية واحدة من أهم المؤسسات الإنسانية الرائدة في العالم التي عملت على دعم الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم».
وتابع الأمير الوليد «ومن منطلق حرصي وشغفي بالعمل الإنساني فإنني أتعهد بأن أهب كل ما أملك لمؤسسة الوليد للإنسانية في كل مجالاتها: دعم المجتمع، القضاء على الفقر، وتمكين المرأة والشباب، ومد يد العون عند حدوث الكوارث الطبيعية، وبناء جسور بين الثقافات»، مضيفا: «ستفعّل هذه الهبة على مراحل، وبحسب خطة مدروسة للأعوام المقبلة، واستراتيجية يشرف عليها مجلس نظراء لضمان استمرارية تفعيل أموالي بعد وفاتي ولضمان إيصالها لمشروعات ومبادرات تهدف إلى خدمة الإنسانية».
وأضاف الأمير الوليد «كما أثبتت مؤسسة الوليد للإنسانية جدارتها في تمكين المرأة والشباب محليًا وعالميًا فهي من المؤسسات الأوائل التي دعمت المرأة في المجال الحكومي، كالقيام بدورات لتأهيل السيدات لخوض انتخابات المجالس البلدية، وفي مجال توفير الإغاثة عند وقوع الكوارث، مدت مؤسسة الوليد للإنسانية يد العون عن طريق شركائها الهلال الأحمر، الأمم المتحدة، اليونيسيف وغيرهم في دول كثيرة عانت من الزلازل والفيضانات».
وأشار إلى أن مؤسسة الوليد للإنسانية دعمت مشروعات عدة لتمكين المرأة مثل جبل الفيروز لتمكين المرأة الأفغانية على الصعيد الحرفي، بالإضافة إلى بناء الجسور بين الحضارات وتقريب وجهات النظر بين الأديان والثقافات، وقال: «بصمات المؤسسة واضحة في الستة مراكز القائمة في أبرز الجامعات العالمية كجامعة جورج تاون، وهارفرت، وأدنبره، وكمبردج والجامعة الأميركية ببيروت والقاهرة ومتحف اللوفر بباريس».



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».