«داعش» يحفر الخنادق ويبني الأسوار حول الرقة خوفًا من سقوط {عاصمته}

الجيش السوري يسيطر على حقل نفطي قريب من تدمر

أكراد سوريون في القامشلي يستقبلون قوات الحماية الشعبية بالأهازيج بعد انتصارهم في تل أبيض أمام «داعش» (أ.ف.ب)
أكراد سوريون في القامشلي يستقبلون قوات الحماية الشعبية بالأهازيج بعد انتصارهم في تل أبيض أمام «داعش» (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يحفر الخنادق ويبني الأسوار حول الرقة خوفًا من سقوط {عاصمته}

أكراد سوريون في القامشلي يستقبلون قوات الحماية الشعبية بالأهازيج بعد انتصارهم في تل أبيض أمام «داعش» (أ.ف.ب)
أكراد سوريون في القامشلي يستقبلون قوات الحماية الشعبية بالأهازيج بعد انتصارهم في تل أبيض أمام «داعش» (أ.ف.ب)

عزّز تنظيم داعش يوم أمس من إجراءاته الدفاعية حول معقله في مدينة الرقة بعد سيطرة المقاتلين الأكراد وحلفائهم من قوات الجيش السوري الحر بالتنسيق والتعاون مع طائرات التحالف الإقليمي – الدولي على مدينة عين عيسى واللواء 93 بالريف الشمالي للمدينة. ويخشى التنظيم من هجوم كبير يتم الإعداد له للسيطرة على الرقة التي اتخذها عاصمة له منذ إعلانه قيام «دولة الخلافة» في مناطق كبيرة من سوريا والعراق قبل نحو عام. وقال أحد مؤسسي تجمّع «الرقة تذبح بصمت» أبو محمد الرقاوي لـ«الشرق الأوسط»، إن «عناصر التنظيم بنوا سورا إسمنتيا بطول متر واحد عند المدخل الشمالي للمدينة وحفروا 3 خنادق ووضعوا السواتر الترابية كما أقاموا تحصينات ودشما عسكرية نصبوا عليها السلاح المضاد قرب الفرقة 17».
ولفت الرقاوي إلى أنّه «بدا واضحا أن الإجراءات التي اتخذها (داعش) تنم عن خوف لديه من سقوط معقله خاصة، وأن ذلك بات محتملا في أي لحظة نظرا للغارات المكثفة التي يشنها طيران التحالف». وأضاف: «لكن السيطرة على الرقة لا شك لن تكون كما السيطرة على عين عيسى وتل أبيض التي انسحب منهما التنظيم من دون مقاومة». ورجّح الرقاوي «عودة تنظيم داعش إلى الصحراء في حال خسر الرقة، وبالتالي اعتماده سيناريو ما قبل التمدد، خاصة وأن دير الزور أيضا باتت قابلة للسقوط».
بدوره، قال متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية ريدور خليل إن «مقاتلي تنظيم داعش يعززون دفاعاتهم حول مدينة الرقة، بعد أن انتزعت قوات يقودها الأكراد السيطرة على مدينة عين عيسى وباتوا على بعد 50 كلم من المدينة». وأشار خليل في تصريح لوكالة «رويترز» إلى أن الأكراد تلقوا معلومات بأن تنظيم داعش بدأ في حفر خنادق قرب الرقة لتعزيز دفاعاته بعد تقدم الأكراد.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن رصد رتل ضخم لتنظيم داعش مؤلف من نحو 100 آلية محملة بالأسلحة والذخائر والعناصر، يتوجه من منطقة معدان ومحيطها بالريف الشرقي للرقة، إلى داخل المدينة وبالتحديد إلى الفرقة 17 وشمال الرقة، حيث يقوم التنظيم بتعزيز مواقعه وتحصينها.
وقال المرصد إن شرعيي التنظيم أبلغوا المواطنين في مدينة الرقة، ألا يحزنوا ولا يخشوا شيئًا فإن خسارة «داعش» لتل أبيض سيبدلها الله بأن يفتح عليهم مدينة أخرى، فقد خسروا تكريت في العراق وفتحوا الأنبار بعدها، كما أخبروهم في أحد المساجد بالمدينة، أن «جنود (داعش) يقارعون في عين عيسى وشمالها الصليبيون والملاحدة، وقد أرسلوا بيعة الموت للخليفة أبي بكر البغدادي ويجب أن نقف إلى جانب (جنود الدولة) في حربهم هذه».
في هذا الوقت، قال التلفزيون الرسمي السوري، إن «الجيش وفصائل مقاتلة متحالفة معه سيطروا على المنطقة المحيطة بحقل جزل القريب من مدينة تدمر، والذي يضم مواقع مهمة لإنتاج الطاقة في محافظة حمص وقتلوا عددا من مسلحي التنظيم المتشدد».
وكان «داعش» سيطر على مدينة تدمر في مايو (أيار) الماضي في ضربة كبيرة للجيش السوري. وقال مصدر في سوريا مطلع على التطورات لـ«رويترز»، إن «عمليات الجيش في المنطقة تهدف إلى تعزيز الدفاعات لكنها ليست استعدادات فورية لانتزاع السيطرة على المدينة».
وأفاد «مكتب أخبار سوريا» بسيطرة الجيش السوري النظامي على حقل التمر النفطي القريب من مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، وذلك بعد اشتباكات دارت بينه وبين تنظيم داعش، سقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين. وقال الناشط الإعلامي المعارض عبد الغفار الحمصي لـ«مكتب أخبار سوريا»، إن الجيش النظامي بات يبعد كيلومترين عن مركز مدينة تدمر، حيث تحشد القوات النظامية قواتها بالقرب من المدينة في «نية لاستعادتها» من التنظيم.
وكانت القوات النظامية قد سيطرت مطلع الأسبوع الحالي على التلال المحيطة بحقل جزل النفطي وقرية جزل بريف حمص الشرقي بعد معارك مع التنظيم، بحسب الحمصي.
أما المرصد السوري فقال إن «الاشتباكات العنيفة مستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وعناصر تنظيم داعش من طرف آخر، في محيط منطقة جزل النفطية بريف حمص الشرقي، في محاولة من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، تأمين المنطقة».
وأشار «مكتب أخبار سوريا» إلى أن الطيران الحربي النظامي قصف بالصواريخ الفراغية مدينة تدمر مما تسبب بمقتل مدنيين اثنين وإصابة أكثر من 10 آخرين ودمار بالمنازل السكنية. وأفاد المكتب بتفجير تنظيم داعش خطًا نفطيًا بمنطقة حنورة بالقرب من طريق عام حمص تدمر بريف حمص الشرقي بعد استهدافه بالعبوات الناسفة.
كما هاجم التنظيم بلدة جب الجراح الخاضعة لسيطرة النظام بريف حمص الشرقي. وقال الحمصي لـ«مكتب أخبار سوريا»، إنّ «داعش» هاجم البلدة واشتبك مع قوات الجيش النظامي المتمركزة فيها، موضحًا أن المعارك بين الطرفين لا تزال محتدمة وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».