مع بدء الاجتماعات الوزارية مجددا حول البرنامج النووي الإيراني، لوحت أطراف عدة بإمكانية تمديد المهلة المتفق عليها للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي بحلول 30 يونيو (حزيران) الجاري. واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس أن التوصل إلى اتفاق مع الدول الغربية حول البرنامج النووي لبلاده «ممكن» قبل 30 يونيو أو «بعد ذلك ببضعة أيام». وأضاف ظريف إثر اجتماع في لوكسمبورغ مع نظرائه الفرنسي والألماني والبريطاني ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني «هناك التزام سياسي من جانب كل طرف من أجل إحراز تقدم». وأوضح: «إذا توافرت هذه الإرادة السياسية للقبول بالحقائق والتقدم على أساس ما توافقنا عليه في لوزان، هناك احتمال أن ننهي (هذه المفاوضات) بحلول المهلة النهائية أو بعد ذلك ببضعة أيام». ويبدو أن الوزير الإيراني يسعى للتقليل من شأن إمكانية تمديد المحادثات، قائلا: «التوصل إلى اتفاق جيد أمر أهم من الإبقاء على الموعد المحدد أو تعديه لبعض أيام». وأشار ظريف إلى بقاء «فجوات سياسية» بين إيران والدول العظمى الست.
ومن المقرر أن يضمن الاتفاق النهائي بين القوى الكبرى الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الدولية عن إيران.
ولم يتحدد بعد مكان وموعد الجولة الأخيرة من المفاوضات على مستوى عال، علما بأنها قيد الإعداد منذ بداية يونيو من جانب خبراء يمثلون مختلف الأطراف في فيينا. وأفادت مصادر دبلوماسية في لوكسمبورغ أن الاتفاق قد يبرم بين 30 يونيو و9 يوليو (تموز) المقبل - وهو الموعد الذي حدده الكونغرس لمراجعة العقوبات على إيران وإمكانية تشديدها في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق بين طهران والقوى الست.
وما زالت هناك خلافات عدة قائمة حول البرنامج النووي الإيراني. وحدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ثلاث نقاط اعتبرها ضرورية للتوصل إلى اتفاق مع إيران حول ملفها النووي، وذلك في ختام لقاء استغرق ساعة مع نظيره الإيراني ظريف عقد في لوكسمبورغ. وقال فابيوس في تصريح صحافي: «إن فرنسا تريد التوصل إلى اتفاق متين (...) يتضمن الحد في الزمن من القدرات النووية الإيرانية في مجال البحث والإنتاج، أي إقرار نظام تحقق متقدم يشمل حتى المواقع العسكرية إذا لزم الأمر». وتابع الوزير الفرنسي: «وهذا يعني أنه لا بد أيضا من توقع العودة التلقائية للعقوبات في حال خرقت إيران التزاماتها». وخلص بالقول: «هذا هو الموقف الذي ستتمسك به فرنسا».
وانضم فابيوس مع نظيره الإيراني إلى وزيري الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير والبريطاني فيليب هاموند للمشاركة في اجتماع دعت إليه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على هامش الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.
وبدوره قال هاموند بأن تفتيش المواقع النووية الإيرانية «غير قابل للتسوية»، بينما حذر وزير الخارجية الألماني إيران من فشل المفاوضات النووية. وقال شتاينماير أمس في لوكسمبورغ إن الاتفاق في الملف النووي الإيراني ممكن وهو أقرب من أي وقت مضى لكن لم يتم الوصول إليه بعد. وأوضح شتاينماير أنه على إيران ألا تقوم «بمناورات مراوغة» في الأمتار الأخيرة.
وفي واشنطن، قال البيت الأبيض أمس بأن موعد 30 يونيو لاختتام المحادثات النووية بين إيران والدول الكبرى للتوصل إلى اتفاق ربما يكون بحاجة لتعديل. وأضاف جوش ايرنست الناطق باسم البيت الأبيض أن الموعد النهائي الآن «ملزم بشدة، ولكن ربما يتم تأخيره قليلا إذا لزم الأمر». وأشار إلى أن اتفاق الإطار المبدئي تطلب من المتفاوضين إضافة ثلاثة أيام للموعد المتفق عليه.
تلويح بتمديد مهلة المفاوضات الإيرانية مع استمرار «الفجوة السياسية»
وزير خارجية ألمانيا يحذر طهران من «مناورات مراوغة»
تلويح بتمديد مهلة المفاوضات الإيرانية مع استمرار «الفجوة السياسية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة