«داعش» يفخخ المواقع الأثرية في تدمر «لهدف غير واضح»

طيران النظام السوري كثف طلعاته الجوية باستهداف الأحياء السكنية

«داعش» يفخخ المواقع الأثرية في تدمر «لهدف غير واضح»
TT

«داعش» يفخخ المواقع الأثرية في تدمر «لهدف غير واضح»

«داعش» يفخخ المواقع الأثرية في تدمر «لهدف غير واضح»

فخخ مقاتلو تنظيم داعش بالألغام والعبوات الناسفة المواقع الأثرية في مدينة تدمر التاريخية في وسط سوريا بعد سيطرته عليها الشهر الماضي، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، في الوقت الذي شنت فيه طائرات النظام السوري السبت أكثر من 60 غارة جوية على مدينة تدمر، ما أسفر عن وقوع عشرات المدنيين ضحايا للقصف.
وأكد المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم لوكالة الصحافة الفرنسية تلقيه معلومات من سكان المدينة تفيد بزرع مقاتلي «داعش» ألغاما في المعابد الأثرية، المدرجة على لائحة التراث العالمي.
وأكد المرصد الخبر، فيما قال مديره رامي عبد الرحمن، إنه «لم تتضح أهداف التنظيم من تفخيخ المواقع الأثرية، وما إذا كان يخطط لتفجيرها، أم زرعها لمنع تقدم قوات النظام الموجودة غرب تدمر».
وكانت مصادر محلية من داخل تدمر، أفادت بأن طيران النظام كثف طلعاته الجوية على مدينة تدمر منذ صباح السبت بالتزامن مع قيام تنظيم داعش بتفخيخ المنطقة الأثرية، حيث شنّ أكثر من 60 غارة جوية بالصواريخ استهدفت الأحياء الغربية والشمالية منها، وكذلك الأحياء السكنية وسط المدينة، أدت إلى مقتل 30 شخصًا على الأقل، بينهم أطفال ونساء وجرح العشرات، كما تسبب القصف بدمار كبير بعدة بيوت للمدنيين، بحسب موقع «الدرر الشامية».
ونفذ الطيران، أمس، ما لا يقل عن 10 غارات على مناطق في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، بحسب المرصد.
ولم تتعرض آثار تدمر لأي تخريب حتى الآن من قبل التنظيم، الذي دخل في 22 مايو (أيار)، أي بعد يوم من سيطرته على تدمر، إلى متحف المدينة ودمر عددا من المجسمات الحديثة التي تمثل عصور ما قبل التاريخ وتستخدم لأهداف تربوية، ثم أغلق الأبواب ووضع حراسا على مداخل المتحف.
وكان مقاتلو التنظيم، بحسب «الدرر الشامية»، قد أعدموا في 27 مايو عددا من الأسرى الإيرانيين والآسيويين الموجودين لديهم في مدينة تدمر، تم أسرهم خلال معارك السيطرة على المدينة بإطلاق النار عليهم لأول مرة في المسرح الروماني الأثري بمدينة تدمر بحضور عدد من الأهالي.
وكان «مجلس الثورة في تدمر» قد ذكر أول من أمس، على حسابه في «تويتر»، تواصل عملية تسوية القبور في مقبرة المدينة لليوم الرابع على التوالي، من قبل عناصر «داعش».
وتمكن التنظيم من السيطرة على مدينة تدمر في 20 من الشهر الماضي، بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد استمرت عدة أيام، قتلوا خلالها العشرات من الجنود.
وحذرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) إيرينا بوكوفا، في شريط فيديو نشر على موقع المنظمة تزامنا مع سيطرة تنظيم داعش على المدينة الشهر الماضي، من أن «أي تدمير لتدمر لن يكون جريمة حرب فحسب، وإنما أيضا خسارة هائلة للبشرية».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.