نائب الرئيس اليمني: الحكومة تستطيع أن تعود للداخل لكنها تتجنب أسباب الصدام

بحاح: نسعى لمواصلة العملية السياسية عبر إجراء استفتاء على الدستور تعقبه انتخابات

نائب الرئيس اليمني: الحكومة تستطيع أن تعود للداخل لكنها تتجنب أسباب الصدام
TT

نائب الرئيس اليمني: الحكومة تستطيع أن تعود للداخل لكنها تتجنب أسباب الصدام

نائب الرئيس اليمني: الحكومة تستطيع أن تعود للداخل لكنها تتجنب أسباب الصدام

قال خالد بحاح نائب الرئيس اليمنى، إن الحكومة الشرعية للبلاد تسعى حاليا لاستعادة دعائم الدولة، كمرحلة أولى قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية باستئناف العملية السياسية من حيث انتهت، عبر إجراء استفتاء على الدستور، يعقبه إجراء الانتخابات، مشيرا إلى أن الحكومة اليمنية يمكنها العمل من داخل البلاد لكنه شدد على أنها تسعى لتجنب أسباب الصدام.
وتسعى الأمم المتحدة حاليا لإبرام اتفاق وقف إطلاق نار في اليمن خلال مباحثات جنيف بين السلطات الشرعية، والمتمردين الحوثيين.
وأضاف بحاح خلال لقاء محدود مع بعض إعلاميين في القاهرة أمس أنه متفائل بنجاح العملية السياسية. وعد مؤتمر جنيف «بداية متواضعة»، لكنه أعرب عن أمله في حل قريب، لافتا إلى أن الحل والحوار وتنفيذ القرارات لا بد وأن تحدث بالتوافق.
وردا على سؤال حول التوقيت الزمني لعودة الحكومة لمباشرة عملها من داخل اليمن، قال بحاح إن «الحكومة تستطيع العودة من الآن، وهناك رئاسة أركان الجيش تعمل في الداخل مع المقاومة، وترتب لإعادة بناء الجيش، بالإضافة إلى عمل بعض الوزراء، لكن الحكومة لم تذهب بالكامل في الوقت الراهن حتى لا يحدث صراع أو صدام».
وأشار نائب الرئيس اليمني إلى أن حكومته ترغب في عودتها إلى البلاد بعد إبرام اتفاق سياسي، مشددا على أن الحكومة اليمنية الشرعية لا تتمسك بالسلطة، بقدر ما ترغب في إنجاز مهمة وعمل وطني للحفاظ على اليمن في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة، مؤكدا أن «ما تريده هو استكمال العملية السياسية من خلال الاستفتاء على الدستور ثم إجراء انتخابات».
وحول مدى تجاوب جماعة الحوثي مع رؤية السلطات اليمنية الشرعية قال بحاح «إنهم يعرفون ضرورة استئناف العملية السياسية ولا توجد خيارات أخرى وإلا سقوط الجميع».
وردا على سؤال بشأن دور إيران في الأزمة اليمنية، أوضح أن تدخل إيران جاء بسبب ضعف الدولة اليمنية. وأضاف: «دخلت إيران من خلال الشروخ التي أصابت البلاد حيث وجدت ضالتها، ولكن الأمر تطور إلى ظهور ما يسمى حزب الله أو أنصار الله».
وأشار بحاح إلى أن الحكومة اليمنية قبلت الاستمرار في مباحثات جنيف رغم ضعف الإيقاع حتى تعطي فرصة أكبر لكي تنجح رسالة السلام والخير، مقللا من شأن الخلافات التي شهدها المؤتمر، معتبرا أن تلك الخلافات «تحدث عادة في مثل هذه الحوارات التي تجري بعد الحروب».
وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول زيارته لمصر بعد أسبوعين، والتفكير في تشكيل مجلس مصري يمنى للتنسيق حول الأزمة اليمنية، أوضح نائب الرئيس أن زيارته لمصر تحمل في طياتها الكثير، واصفا الزيارة بـ«غير التقليدية»، مشيرا إلى وجود عمل استراتيجي يتم الإعداد له حاليا للتعاون في مختلف المجالات من خلال إعادة دور اللجنة العليا المشتركة التي لم تنعقد منذ عام 2008 على مستوى رئيسي الوزراء وكذلك استئناف عمل الحوار الاستراتيجي بين مصر واليمن على مستوى وزيري خارجية البلدين. وأضاف أن وضع باب المندب أمر يهم مصر، مشيرا إلى أن «المطروح حاليا أن نعمل مع مصر والأشقاء في الخليج لتجاوز كل مخاطر المرحلة الراهنة».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.