ارتبط شهر رمضان في ذهني بصعودي إلى المنبر لأخطب الجمعة وذلك كان في سن مبكرة من عمري. وأتذكر أول مرة قمت بإلقاء الخطبة وكانت في شهر رمضان عندما تعذر حضور خطيب المسجد وقام المصلون بطلبي لإلقاء الخطبة، فصعدت المنبر بالفعل وكان توفيقي من عند الله، حيث إنني بمجرد أن بدأت في الحديث للمصلين، ذهبت الرهبة شيئا فشيئا، وكان عنوان الخطبة وقتها «ربط الجوانب الأخلاقية بالسلوك.. وارتباط الإنسان بالله»، وفوجئت بعدها أنها لاقت قبولا كبيرا جدا من قبل المصلين وبعد تلك الخطبة لم يكن لدي أي رهبة للصعود للمنبر في أي وقت.
ووقتها تعجب المصلون من أنه كيف لفتى صغير في عمري أن يخطب ويكون مفوها؟، والإجابة كانت بسبب التعليم الأزهري الذي كان يساعدنا على أن نحفظ القرآن الكريم جيدا، وكان لدي طلاب الأزهر حصيلة معلوماتية كبيرة تتعلق بمواد الفقه والحديث والتوحيد والسيرة، وكان كل طالب أزهري مؤهل للصعود للمنبر.
وفي شهر رمضان أحرص على الإفطار مع أولادي وأحفادي بصفة مستمرة.. ونقضي غالبا الشهر الكريم معا؛ إلا بعض الأيام التي أكون فيها خارج البلاد في مؤتمرات أو لقاءات دينية.
فرمضان.. هو شهر الخير والبركة والسلام والأمن النفسي والاجتماعي، والبشر جميعا ينتظرون هذا الشهر من أجل الرجوع إلى الله وطلب الرحمة والمغفرة والتوبة منه، والله سبحانه وتعالي يقول: «ورحمتي وسعت كل شيء».. فهو شهر ليس للإرهاب فيه مجال، لأن ليله قيام ونهاره صيام، والصيام تهذيب للنفس، والقيام هو قراءة القرآن والصلاة والعمل فيه عبادة، فهو شهر وحيد ينتظره العباد كل سنة من أجل المغفرة والرحمة.
* عضو هيئة كبار العلماء بمصر
صعدت المنبر لأول مرة في رمضان
صعدت المنبر لأول مرة في رمضان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة