الحلقات الضيقة السورية والإيرانية متورطة في تغيير التركيبة الديموغرافية في سوريا

«نامه شام» سلمت تقرير «التطهير الطائفي الصامت» لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي

الحلقات الضيقة السورية والإيرانية متورطة في تغيير التركيبة الديموغرافية في سوريا
TT
20

الحلقات الضيقة السورية والإيرانية متورطة في تغيير التركيبة الديموغرافية في سوريا

الحلقات الضيقة السورية والإيرانية متورطة في تغيير التركيبة الديموغرافية في سوريا

أصدرت حملة «نامه شام» المتخصصة في كشف دور إيران في سوريا، تقريرًا بعنوان «التطهير الطائفي الصامت: الدور الإيراني في التدمير والتهجير في سوريا». ويتهم التقرير نظام الرئيس السوري بشار الأسد وداعميه الإيرانيين واللبنانيين بالتهجير الممنهج للمدنيين السوريين وبتدمير ممتلكاتهم والاستيلاء عليها في مناطق معينة من سوريا، مثل دمشق وحمص.
ويجادل التقرير في أن هذين النوعين من الجرائم الدولية يشكلان معًا ما يبدو أنه «سياسة تطهير طائفي رسمية»، يقودها مزيج من تجّار حرب من الحلقة الضيقة للنظام السوري وبرنامج «تشييع» يدفعه ويموله النظام الإيراني.
ويخلص التقرير إلى أن «تطهيرًا طائفيًا صامتًا» يحدث في سوريا بينما يراقب العالم ما يحدث بصمت.
وقال شيار يوسف، مدير فريق البحوث والاستشارات في «نامه شام»، إن «الهدف من خطط هدم وإعادة إعمار مناطق معينة في سوريا، هو معاقبة الجماعات الأهلية التي تدعم الثورة أو الفصائل المسلحة، والتي تتحدر غالبيتها من أصول سنّية». «كما تهدف كذلك إلى تطهير هذه المناطق من جميع (العناصر غير المرغوب فيها)، ومنعهم من العودة إلى منازلهم في المستقبل، وأن تستبدل بهم علويين سوريين وأجانب من أصول شيعية يدعمون النظام».
وأضاف يوسف: «إن سياسة التطهير الطائفي الصامت هذه تؤدي شيئًا فشيئًا إلى تغيير التركيبة الديموغرافية لهذه المناطق من سوريا»، موضحًا أن «الهدف الأساسي من هذه الخطة هو تأمين شريط دمشق - حمص - الساحل على الحدود اللبنانية من أجل تأمين استمرارية جغرافية وديموغرافية للمناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وفي الوقت نفسه، تأمين وصول شحنات السلاح الإيراني إلى حزب الله في لبنان».
ويكشف تقرير «نامه شام» تورط أعلى مستويات النظام السوري في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية هذه، بالإضافة لقادة ورجال أعمال إيرانيين ومن حزب الله.
وكان ممثل من «نامه شام» قد سلّم في 23 أبريل (نيسان) 2015 نسخة من التقرير، بالإضافة لمعلومات أخرى ذات صلة، إلى مكتب المدّعية العامة في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، ودعاها إلى فتح تحقيق دولي في هذه الجرائم.
وقال فؤاد حمدان، مدير الحملات في «نامه شام»: «نكرر دعوتنا للمدعية العامة في محكمة الجنايات الدولية أن تفتح تحقيقًا في هذه الجرائم من تلقاء نفسها (وفقًا للمادة 15 من النظام الأساسي للمحكمة) على أساس تقرير (نامه شام) هذا، وأي معلومات أخرى متوفرة عن هذا الموضوع. على أن يشمل ذلك دور المسؤولين والقادة الإيرانيين، وفي مقدمتهم الجنرال قاسم سليماني».
كما دعا حمدان المدعية العامة «لقبول العرض الذي قدمته اللجنة الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية التابعة للأمم المتحدة في مارس (آذار) 2015، بخصوص إشراك القوائم السرية الخاصة بأسماء المتهمين التي جمعتها اللجنة، مع أي سلطات قضائية تحضّر دعاوى بخصوص جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا».



الحوثيون يستقبلون عيد الفطر بمزيد من الضربات الأميركية

حشد من الحوثيين في صنعاء استجابة لدعوة زعيمهم لاستعراض القوة (إ.ب.أ)
حشد من الحوثيين في صنعاء استجابة لدعوة زعيمهم لاستعراض القوة (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون يستقبلون عيد الفطر بمزيد من الضربات الأميركية

حشد من الحوثيين في صنعاء استجابة لدعوة زعيمهم لاستعراض القوة (إ.ب.أ)
حشد من الحوثيين في صنعاء استجابة لدعوة زعيمهم لاستعراض القوة (إ.ب.أ)

استقبل الحوثيون عيد الفطر بتلقي المزيد من الضربات الأميركية على معقلهم الرئيسي في صعدة، وفي ريف صنعاء ضمن الحملة التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب والمستمرة للأسبوع الثالث دون انقطاع، وذلك سعياً لإرغام الجماعة المدعومة من إيران على التوقف عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي حين زعم الحوثيون، الأحد، أنهم واصلوا هجماتهم ضد حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع الحربية المرافقة لها، أطلقوا صاروخاً باليستياً اعترضته إسرائيل دون أضرار، وهو العاشر منذ عودة الجماعة لهجماتها نحو تل أبيب، في 17 مارس (آذار) الحالي.

وكان ترمب أمر الجيش ببدء الحملة الواسعة ضد الحوثيين في 15 مارس (آذار)، وتوعدهم بـ«القوة المميتة» وبـ«القضاء عليهم تماماً»، في حين تزعم الجماعة أنها استأنفت هجماتها وتهديدها للملاحة نصرة للفلسطينيين في غزة، بعد انهيار اتفاق الهدنة بين حركة «حماس» وإسرائيل وعودة الأخيرة لعملياتها العسكرية في القطاع الفلسطيني المدمر.

وأفاد إعلام الجماعة الحوثية باستقبال 13 غارة على صعدة ليل السبت - الأحد، وأوضح أن 5 غارات ضربت شرقَ مدينة صعدة، وأن غارتين استهدفت منطقة بني معاذ في مديرية سحار، فيما طاولت 4 غارات منطقة آل سالم، وغارتان ضربت منطقة العصايد في مديرية كتاف.

مقاتلة أميركية تناور في منطقة عمليات القيادة المركزية التي تتولى ضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تناور في منطقة عمليات القيادة المركزية التي تتولى ضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

وزعم الإعلام الحوثي أن الضربات خلفت أضراراً واسعة في الممتلكات العامة والخاصة، دون تحديد هذه الأضرار، وسط اعتقاد المراقبين أن الغارات تستهدف مخابئ الجماعة العسكرية ومستودعات الأسلحة ومراكز القيادة والسيطرة.

وفي سياق الضربات نفسها، اعترفت الجماعة باستقبال ثلاث غارات في مديرية بني مطر في ريف صنعاء الغربي، حيث استهدفت مناطق في جوار "جبل النبي شعيب"، وهي أعلى منطقة جبلية في اليمن، ويعتقد أن الجماعة تستخدمها لأغراض المراقبة وإطلاق الصواريخ.

250 غارة

مع هذه الضربات في صعدة وريف صنعاء تكون الجماعة الحوثية استقبلت في عهد ترمب نحو 250 غارة وضربة بحرية خلال 16 يوماً فقط، لتضاف إلى نحو ألف غارة وضربة استقبلتها خلال عام في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.

وكانت إدارة بايدن توقفت عن ضرباتها ضد الحوثيين، بعد سريان اتفاق الهدنة في غزة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، كما توقفت الجماعة عن مهاجمة السفن وإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، قبل أن تعود مجدداً للتهديد بشن الهجمات تجاه السفن الإسرائيلية مع تعذُّر تنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة في غزة.

من آثار قصف أميركي على موقع خاضع للحوثيين في صنعاء (أ.ب)
من آثار قصف أميركي على موقع خاضع للحوثيين في صنعاء (أ.ب)

ويقول مراقبون يمنيون إن الضربات التي أمر بها ترمب تختلف عما كان عليه الحال مع إدارة بايدن، لجهة أنها لا تكتفي بالعمليات الدفاعية والاستباقية، وإنما تتخذ منحى هجومياً أكثر كثافة وشمولية لمواقع الحوثيين ومراكز قيادتهم ومخابئهم الحصينة في الجبال، مع التركيز على معقلهم الرئيسي في صنعاء الذي يُرجَّح اختباء زعيمهم فيه.

ومع هذه الضربات التي توصف بأنها الأكثر شدة واتساعاً من حيث بنك الأهداف، لم يحدد الجيش الأميركي مدة زمنية لوقفها، بينما رهنها المسؤولون في واشنطن بتوقف الحوثيين عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر، وهو أمر كما يبدو بعيد المنال مع بقاء قدرة الجماعة العسكرية على حالها، وتحولها من لاعب محلي إلى لاعب إقليمي يعوض خسارة إيران لفاعلية «حزب الله» اللبناني.

وتوعد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في آخر خطبه، باستمرار التصعيد إلى «أعلى مستوى»، وقال إن جماعته لن تتوقف عن هجماتها إلا إذا توقفت إسرائيل عن مهاجمة غزة، ورفعت الحصار عنها، وسمحت بإدخال المساعدات الإنسانية.

صاروخ عاشر بلا أضرار

أعلن المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع في بيان متلفز، الأحد، استهداف مطار بن غوريون في إسرائيل بصاروخ باليتسي من نوع «ذو الفقار»، فيما أكد الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ دون أضرار.

وإذ يُعد هذا الصاروخ هو العاشر خلال نحو أسبوعين، قال المتحدث الحوثي إن أميركا فشلت في وقف الهجمات تجاه إسرائيل، رغم قيامها بشن عشرات الغارات يومياً على مواقع الجماعة.

كما زعم المتحدث الحوثي أن جماعته هاجمت (3 مرات خلال 24 ساعة) القطع الحربية الأميركية، وفي مقدمها حاملة الطائرات «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيرات، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الأميركي الذي تتمركز قطعه العسكرية في شمال البحر الأحمر.

مسيرات وصواريخ وهمية نصبها الحوثيون في أحد شوارع صنعاء (أ.ف.ب)
مسيرات وصواريخ وهمية نصبها الحوثيون في أحد شوارع صنعاء (أ.ف.ب)

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه «بعد انطلاق صافرات الإنذار في مناطق عدة بإسرائيل، اعترضت قوات الجو صاروخاً أُطلق من اليمن، قبل أن يعبر إلى الأراضي الإسرائيلية».

ودخل الحوثيون على خط التصعيد، بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأطلقوا نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة تجاه إسرائيل، دون أن يكون لها أي تأثير عسكري، باستثناء مقتل شخص واحد في 19 يونيو (حزيران) الماضي، حينما انفجرت مسيرة في إحدى الشقق بتل أبيب.

كما تبنت الجماعة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، حتى بدء هدنة غزة، مهاجمة 211 سفينة، وأدّت الهجمات إلى غرق سفينتين، وقرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، ومقتل 4 بحارة.

وردت إسرائيل بخمس موجات من الضربات الانتقامية ضد الحوثيين كان آخرها في 10 يناير الماضي، واستهدفت الضربات موانئ الحديدة ومستودعات الوقود ومحطات كهرباء في الحديدة وصنعاء، إضافة إلى مطار صنعاء.

الحوثيون تسببوا في مقتل نحو 350 ألف يمني خلال 10 سنوات وفق تقديرات حكومية (أ.ف.ب)
الحوثيون تسببوا في مقتل نحو 350 ألف يمني خلال 10 سنوات وفق تقديرات حكومية (أ.ف.ب)

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الجماعة الحوثية لا تساند الفلسطينيين بل تضرهم أكثر، متهمة إياها بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، والتهرُّب من استحقاقات السلام المتعثر.

ويرى مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن الحل ليس في الضربات الأميركية لإنهاء التهديد الحوثي، وإنما في دعم القوات الحكومة على الأرض، وتمكينها من تحرير الحديدة وموانئها وصولا إلى صنعاء وصعدة لاستعادة المؤسسات وإنهاء الانقلاب على الشرعية.