قالت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا إن المتشدد مختار بلمختار قتل في غارة جوية أميركية داخل ليبيا. وأضافت مساء أمس الأحد أن الجزائري بلمختار، الذي يلقى باللوم عليه في هجوم على حقل عين أميناس الجزائري للغاز، والذي يدير شبكات تهريب عبر شمال أفريقيا وأصبح شخصية رئيسية في الأعمال المسلحة في أنحاء شمال أفريقيا ومنطقة الصحراء الحدودية قتل في الغارة الجوية.
وأكد الجيش الأميركي أن بلمختار، الذي وصفه الجيش الفرنسي بـ«من لا يمكن الإمساك به»، كان هدفا لضربة جوية مساء يوم السبت، لكن لم يذكر ما إذا كان قتل. وقال الكولونيل ستيف وارين المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان إن «طائرات أميركية نفذت الهجوم. نواصل تقييم نتائج العملية وسنقدم تفاصيل أكثر حسب الضرورة».
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الكولونيل ستيفن وارن في بيان: «بوسعي أن أؤكد أن هدف الضربة التي نفذت الليلة الماضية في ليبيا في إطار مكافحة الإرهاب كان مختار بلمختار»، وأضاف البيان أن «الغارة نفذتها طائرات أميركية.. نحن نواصل تقييم نتائج العملية وسنقدم تفاصيل إضافية في الوقت المناسب».
وقالت حكومة عبد الله الثني في بيان إن «الطائرات الأميركية قامت بمهمة نتج عنها قتل المدعو المختار بلمختار، ومجموعة من الليبيين التابعين لإحدى المجموعات الإرهابية بشرق ليبيا». وأضافت أن الغارة الأميركية تمت «بعد التشاور مع الحكومة الليبية المؤقتة للقيام بهذه العملية التي تسهم في القضاء على قادة الإرهاب الموجودين على الأراضي الليبية».
ولم يذكر المسؤولون الليبيون تفاصيل أخرى عن مكان الهجوم. ولكن مصادر عسكرية ليبية صرحت بأن هجوما جويا شن يوم السبت في مدينة أجدابيا قرب بنغازي، مما أدى إلى قتل سبعة من أعضاء جماعة أنصار الشريعة المتشددة أثناء اجتماعهم هناك.
واشتهر بلمختار بأنه أكثر قادة المتطرفين في المنطقة مراوغة، وكانت تقارير سابقة أشارت مرارا إلى مقتله بما في ذلك في عام 2013 عندما كان من المعتقد أنه قتل أثناء القتال في مالي.
وإذا تأكد مقتله، فسيمثل ذلك ضربة قوية للجماعات التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة في المنطقة.
وقال أحد السكان في مدينة أجدابيا إن الضربة الجوية التي نفذت مساء يوم السبت كانت أكثر دقة من ضربات سابقة نفذتها قوات محلية. وأضاف أنها يبدو أنه جرى توجيهها بالليزر.
وتعود آخر عملية عسكرية أميركية في ليبيا إلى يونيو (حزيران) 2014، حين ألقت فرقة كوماندوز القبض على أحمد أبو ختالة، المتهم بأنه أحد منظمي الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في 2012، والذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين.
وولد بلمختار في يونيو 1972 في غرداية الجزائرية الواقعة على أبواب الصحراء الكبرى، ولم يكن قد أتم عقده الثاني حين ذهب للقتال في أفغانستان في 1991، حيث فقد عينه اليمنى واكتسب لقب «الأعور».
وبلمختار الذي يعتقد أنه العقل المدبر لعملية احتجاز الرهائن الدامية في حقل «عين امناس» للغاز في الجزائر مطلع 2013 (قتل فيها 37 رهينة أجنبيا وجزائري واحد و29 مهاجما)، هو القائد السابق لـ«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، قبل أن ينشق عنه ويؤسس في نهاية 2012 تنظيم «الموقعون بالدم».
وفي 2013 اندمج تنظيمه مع حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، إحدى المجموعات المتطرفة التي سيطرت على شمال مالي لنحو عام بين خريف 2012 ومطلع 2013، لتولد بذلك جماعة «المرابطون» التي تزعمها بلمختار. ولكن هذه الزعامة كانت موضع تشكيك مؤخرا من جانب خبراء في شؤون الجماعات المتشددة.
وبحسب هؤلاء الخبراء، فإن الانقسامات داخل قيادة «المرابطون» خرجت إلى العلن مع إعلان أحد قادتها في منتصف مايو (أيار) الفائت مبايعة الجماعة لتنظيم داعش، ثم نفي بلمختار نفسه ذلك وتجديده البيعة لزعيم القاعدة أيمن الظواهري.
وأكدت الحكومة الليبية المؤقتة في بيانها «تأييدها» للغارة الأميركية، مذكرة بأن «هذه العملية جزء من الدعم الدولي الذي طالما طالبت به لمحاربة الإرهاب».
ولفتت إلى أنها «تطالب بالمزيد من التشاور والتنسيق لمحاربة الإرهاب، وعلى وجه التحديد تنظيم داعش» الذي سيطر مؤخرا على مدينة سرت ويتقدم باتجاه «مصراتة غربا وقاعدة الجفرة العسكرية جنوبا، علاوة على وجوده على مقربة من الهلال النفطي» على البحر الأبيض المتوسط.
أميركا تستهدف بلمختار على الأراضي الليبية
غارة جوية على اجتماع للمتطرفين بالتنسيق مع الحكومة

أميركا تستهدف بلمختار على الأراضي الليبية

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة