السعودية: خطة رقابية لضبط عروض «رمضان».. ونفي إشاعة «ارتفاع الأسعار»

متحدث جمعية المستهلك لـ«الشرق الأوسط»: نعتزم رصد أسعار السلع في الفترة المقبلة

السعودية: خطة رقابية لضبط عروض «رمضان».. ونفي إشاعة «ارتفاع الأسعار»
TT

السعودية: خطة رقابية لضبط عروض «رمضان».. ونفي إشاعة «ارتفاع الأسعار»

السعودية: خطة رقابية لضبط عروض «رمضان».. ونفي إشاعة «ارتفاع الأسعار»

تشهد مراكز التجزئة في السعودية ثورة حالية تحت شعار «عروض رمضان»، تستهدف تقديم إغراءات تسويقية للمستهلكين على السلع الأغذية الأكثر رواجا خلال الشهر الكريم، الأمر الذي يخيف الاختصاصيين من أن يقع المستهلك في مصيدة هذه العروض الترويجية، في حين كشفت وزارة التجارة والصناعية أن لديها خطة رقابية لضبط هذه العروض التي تشتد حاليا، قبيل أيام قليلة من دخول شهر رمضان المبارك.
إذ أفصحت الوزارة عن تحركها الجاد نحو مراقبة عروض التخفيضات التي تقوم الأسواق والمحال التجارية بالإعلان عنها حاليا من خلال إجراء جولات تفتيشية مكثفة، وذلك في بيان أصدرته الوزارة أمس، يأتي بعد الجدل الكبير الذي شهدته السعودية هذه الأيام عن دور الوزارة في ضبط أسعار السلع الغذائية قبيل شهر رمضان، وأرجعت الوزارة تحركها هذا للرغبة بـ«ضمان عدم وجود أي غش أو خداع للمستهلكين، واتخاذ كافة الإجراءات النظامية تجاه أي مخالفة يتم ضبطها وتطبيق العقوبات على المخالفين».
ويبدو أن الوزارة قد حسمت جدل المستهلكين حول زيادة أسعار السلع الغذائية، الذي امتد إلى وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، لتؤكد على استقرار أسعار السلع الأساسية التموينية في السوق المحلية، مرجعة ذلك «لزيادة المعروض»، وأكدت الوزارة على انخفاض أسعار بعض أصناف المواد الغذائية الأساسية كالأرز والحليب والسكر والبيض والخضراوات واستقرار أغلب أسعار السلع التموينية الأخرى.
أمام ذلك، تواصلت «الشرق الأوسط» مع الدكتور عبيد العبدلي، المتحدث الرسمي باسم جمعية حماية المستهلك في السعودية، للسؤال عن دور الجمعية إزاء أسعار السلع الغذائية في البلاد، حيث أشار إلى حداثة تعيين المجلس التنفيذي للجمعية، بقوله «نحن بدأنا قبل نحو 3 أشهر، وما زال لدينا الكثير من الترتيبات في أوضاعنا الداخلية، ولكننا مهتمون كثيرا بتوعية المستهلك بهذا الجانب».
وبسؤاله عن عمليات الرصد الذي من المأمول أن تقوم به الجمعية، يقول: «قضية الرصد الميداني لم نفعلها حتى الآن، لكن نأمل أن يكون لنا دور واضح في مسألتي التوعية والرصد خلال الفترة القريبة المقبلة»، مشيرا إلى أن ذلك يشمل إيجاد فرق تقوم بمتابعة الأسعار قبيل شهر رمضان - مثلا - بنحو شهرين، لمعرفة إن كانت هناك ارتفاعات حقيقية في الأسعار أم لا.
وعن التنسيق بين وزارة التجارة والصناعية والجمعية، يقول العبدلي «الوزارة نشطة جدا في حماية المستهلك، ولديها حراك غير مسبوق بهذا الإطار، ونحن نأمل أن يكون دورنا مكملا للأجهزة الرقابية»، وحول موقف الجمعية الحالي تجاه أسعار السلع الغذائية، يقول: «هل الأسعار مبالغ بها فعلا أم لا؟، نحن نحتاج إلى آلية للرصد، وربط عملية الشراء بما هو حاصل في الأسواق العالمية، ومعرفة أسعار السلع في الأسواق المشابهة، فقضية الرصد ليست سهلة، خاصة أن هناك آلافا المراكز التجارية في السعودية، ونحن نأمل أن تكون الجمعية بالقوة التي تمكنها من الوجود في أماكن خدمة المستهلك».
وعودة لبيان وزارة التجارة والصناعية، فلقد عزت الوزارة استقرار أسعار السلع إثر الزيادة في حجم المعروض من تلك المواد في الأسواق المحلية، إضافة إلى عوامل أخرى تمثلت في الإجراءات التنظيمية في متابعة أسعار السلع التموينية الصادرة من مجلس الوزراء الموقر، إلى جانب التوسع في الطاقة الإنتاجية لعدد من المصانع والشركات، وتعدد الموردين، وهو ما من شأنه تعزيز التنافسية في السوق السعودية.
وبينت الوزارة أنها تقوم برصد أسعار المواد الغذائية والتموينية في كافة مناطق المملكة لمتابعة أي تطورات أو تغيرات تشهدها الأسواق تؤثر في حركة العرض والطلب، كما تعمل الوزارة على رصد أسعار السلع الأساسية في دول مجلس التعاون وبعض الدول المجاورة وتحليل هذه الأسعار ومراجعة المتغيرات لمعرفة أسباب الزيادة والنقصان في أسعارها إن وجدت.
وكانت «الشرق الأوسط» قد أشارت قبل نحو أسبوعين للارتفاعات التي سجلتها أسعار السلع الغذائية في السعودية خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، والذي قدره مختصون بنسبة تتراوح بين 10 و20 في المائة، بما يشمل السلع الأساسية مثل اللحوم والألبان والأرز والزيت، وهو ما يأتي معاكسا لاتجاه المؤشر الدولي لأسعار الغذاء (فاو) المستمر في مسار التراجع منذ عدة أشهر.
وعلق على ذلك فضل البوعينين، خبير اقتصادي، موضحا أنه من الغريب أن السوق السعودية لا علاقة لها بأسواق الإنتاج الرئيسية للمواد الغذائية، بشأن كون الأسعار في السوق المحلية تشهد ارتفاعا مطردا بينما تشهد أسعار الأغذية العالمية انخفاضا مستمرا، بحسب قوله، مضيفا: «لدينا كذلك انخفاض في تكلفة الإنتاج لأسباب مرتبطة بانخفاض أسعار النفط».
وتابع البوعينين حديثه، لـ«الشرق الأوسط»، قائلا: «كل هذه المعطيات لم تصب في مصلحة المستهلك السعودي، بل إنها أدت إلى رفع أسعار المواد الغذائية، وهذا أمر لا يمكن القبول به وفق المنظور الاقتصادي». وأرجع البوعينين ذلك لعدة أسباب، من بينها ضعف الرقابة من قبل وزارة التجارة، قائلا: «لو كانت هناك رقابة صارمة من وزارة التجارة لما استطاع التجار أن يتلاعبوا في أسعار السلع الغذائية الأساسية».
من جهة ثانية، دعت وزارة التجارة والصناعة عموم المستهلكين إلى الإبلاغ عن أي تجاوزات أو ملاحظات يتم اكتشافها أو أي شكاوى من خلال الاتصال على مركز البلاغات في الوزارة على الرقم 1900. أو عن طريق تطبيق «بلاغ تجاري» الذي يمكن تحميله عن طريق الهواتف الجوالة.
يأتي ذلك في حين تكشف منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة أن أسعار الغذاء العالمية تراجعت في شهر أبريل (نيسان) الماضي إلى أدنى مستوياتها منذ يونيو (حزيران) 2010، مع انخفاض أسعار معظم السلع بقيادة الألبان. وسجل مؤشر المنظمة الذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة من الحبوب والبذور الزيتية والألبان واللحوم والسكر 171 نقطة، بانخفاض 1.2 في المائة عن قراءة شهر مارس (آذار) الماضي.
وقلصت الفاو توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي في عامي 2015 و2016 إلى 2.509 مليار طن من 2.548 مليار طن في توقعاتها لشهر مارس الماضي، ومن المتوقع أن تبلغ مخزونات الحبوب 626.6 مليون طن في نهاية موسم عامي 2015 و2016 من قراءة سابقة 645.6 مليون طن. ويمثل مؤشر «فاو» لأسعار الغذاء دليلا يستند إلى حركة التعاملات التجارية، لقياس أسعار خمس سلع غذائية رئيسية في الأسواق الدولية، شاملا مؤشرات فرعية لأسعار الحبوب، واللحوم، والألبان، والزيوت النباتية، والسكر. في حين يُعزى الاتجاه الهبوطي في عام 2015 إلى كميات الصادرات الكبيرة والمخزونات المتزايدة، لا سيما من القمح والذرة.



محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.