قررت منظمة الشرطة الدولية (إنتربول) تعليق برنامج شراكة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، كان يهدف لتعزيز النزاهة في الرياضة. وذكرت الإنتربول أن قيمة عقد الشراكة يبلغ 20 مليون يورو، وقررت تعليقه بسبب فضائح الرشوة والفساد التي تهز «فيفا».
وقال مدير الإنتربول، يورغن ستوك، إن «المنظمة الدولية قررت تعليق هذا البرنامج الذي تم التوقيع عليه في مايو (أيار) 2011، وكان من المفترض أن يمتد العمل به لعشرة أعوام من أجل تحقيق (النزاهة في الرياضة)». وأضاف: «في ضوء التطورات الحالية المحيطة بـ(فيفا)، ورغم أن الإنتربول ما زالت ملتزمة في تطوير النزاهة في برنامج الرياضة، فإنها قررت تعليق الاتفاق». وتابع في بيان: «يجب على جميع الشركاء الخارجين، سواء من القطاع العام أو الخاص، تشارك القيم والمبادئ الأساسية للمنظمة، فضلاً عن أولئك المولجين بتنفيذ القانون على نطاق أوسع».
ومن المؤكد أن النزاهة بعيدة كل البعد في الوقت الحالي عن أجواء «فيفا» الذي يعيش فترة عصيبة في ظل اتهامات الرشى والفساد التي تسببت بإيقاف 7 من مسؤوليه الكبار عشية انتخابات رئاسة السلطة الكروية التي فاز بها السويسري جوزف بلاتر لولاية خامسة، قبل أن يعلن بعد أيام معدودة قرار التخلي عن منصبه. وقامت السلطات السويسرية بتوقيف المسؤولين السبعة بناء على طلب من القضاء الأميركي الذي وجه بدوره تهم الرشوة والفساد لـ14 مسؤولاً، كما فتحت تحقيقًا بخصوص عملية منح روسيا وقطر حق استضافة موندياليي 2018 و2022.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن اتفاقها مع «فيفا» يتضمن بندًا هو أن «الطرف الممول يعلن (في الاتفاق).. على أن أنشطته متوافقة مع مبادئ وأهداف وأنشطة الإنتربول». ولم ينتظر «فيفا» طويلاً للرد على قرار الإنتربول حيث أعرب في بيان عن خيبته، مضيفًا: «تعاوننا خلال الأعوام الأربعة الأخيرة في لعب دور أساسي في معالجة مشكلة التلاعب بالمباريات».
هذه التطورات تأتي بعد أن قال الفاتيكان في وقت سابق، إنه لن يقبل أي تبرعات يقدمها اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم لمؤسسة خيرية يرعاها البابا فرنسيس بعد اتهامات بالفساد طالت مسؤولين في «الفيفا». وقال الأب فيدريكو لومباردي، المتحدث باسم الفاتيكان، إن «مارسيلو سانشيز، كبير الأساقفة، بعث بخطاب لاتحاد أميركا الجنوبية، والاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، وشركة محلية للبث التلفزيوني، جاء فيه أنه تم تعليق الاتفاق الموقع في أبريل (نيسان) الماضي. ووفقًا للاتفاق الهادف لدعم مؤسسة سكولاس الخيرية للتعليم والرياضة التي يرعاها الفاتيكان، فإن اتحاد أميركا الجنوبية كان سيتبرع بمبلغ عشرة آلاف دولار مقابل كل هدف في كأس كوبا - أميركا التي انطلقت، أول من أمس، في تشيلي». وقال كبير الأساقفة في خطاب نشرته صحيفة «إينفوباي»: «بالنظر إلى الأحداث التي نعرفها جميعًا، والتي بدأت منذ 27 مايو، قررت تعليق العمل بالاتفاق حتى إشعار آخر. رجاء الامتناع عن إيداع أي أموال».
من جهة أخرى، أمر قاضي الادعاء الاتحادي الأميركي بالكشف عن تفاصيل اتفاق الإقرار بالذنب بين تشاك بليزر، العضو السابق في اللجنة التنفيذية بـ«الفيفا»، والحكومة الأميركية. والأسبوع الماضي طلبت وسائل الإعلام الكشف عن تفاصيل الاتفاق.
ومنح القاضي ريموند ديري الادعاء حتى الاثنين المقبل، للكشف عن تفاصيل الاتفاق أو استئناف قراره.
الإنتربول يجمد اتفاقية «تعزيز النزاهة» مع «الفيفا»
بعد رفض الفاتيكان تبرعات اتحاد أميركا الجنوبية إزاء فضائح الاتحاد الدولي لكرة القدم
الإنتربول يجمد اتفاقية «تعزيز النزاهة» مع «الفيفا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة