المعارضة السودانية تسخر من مساعد البشير وتدعوه ليكون رجل دولة

اتهمت نجل الميرغني بممارسة الإقصاء وإنكار وجود الآخر

المعارضة السودانية تسخر من مساعد البشير وتدعوه ليكون رجل دولة
TT

المعارضة السودانية تسخر من مساعد البشير وتدعوه ليكون رجل دولة

المعارضة السودانية تسخر من مساعد البشير وتدعوه ليكون رجل دولة

شنت قوى المعارضة السودانية هجوما لاذعا ضد مساعد الرئيس البشير الأول المعين حديثا، واتهمته بالتماهي مع نهج نظام الحكم الذي وصفته بالإقصائي الذي يتجاوز الآخر وينكر وجوده، واعتبرت وصفه لقوى المعارضة بأنها «غير موجودة» سدادا للفاتورة التي تفضل بموجبها الحزب الحاكم بتعيينه مساعدا أول للرئيس، وتنازل عن مقاعد نيابية وتنفيذية لأفراد من حزبه.
وقال المساعد الأول للرئيس السوداني محمد الحسن الميرغني، في وقت سابق، إن دور «تحالف قوى الإجماع الوطني» قد انتهى، و«لم يتبق منه إلاّ الاسم». وقلل من نجاح المعارضة الخارجية، مشددا على أن حل مشكلات البلاد يكمن في الحوار الداخلي. وأضاف «إذا وجهت لي الدعوة لأكون زعيما باسم هذه المعارضة فلن أقبل، فلا توجد معارضة بالسودان»، ووصف محاولات المعارضة وجولاتها الخارجية بأنه «يائسة».
وأثارت تصريحات نجل الزعيم السياسي محمد عثمان الميرغني «محمد الحسن» حفيظة تحالف المعارضة، ودفعته لإصدار بيان لتفنيد اتهاماته، ودعته للتعامل بعقلية رجل الدولة المسؤول الذي يمتلك شجاعة الاعتراف بالرأي الآخر.
ويشار إلى أن الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يقوده وزعيم الطائفة الختمية يعد من مؤسسي العمل المعارض ضد نظام الحكم، بيد أنه قرر مشاركة الرئيس البشير السلطة، مما أدى لانقسام رأسي بين قياداته التي رأت في مشاركة الحزب الذي اتسم تاريخيا بأنه «حزب الحركة الوطنية» تخليا عن مبادئه التي تنادي بالديمقراطية والحرية.
وسخر بيان المعارضة من نجل الزعيم الديني بالقول «لقد اختار أن يتماهى مع عقلية الإنقاذ السلطوية، ونهجها الإقصائي، الذي يتجاوز عدم احترام الرأي الآخر إلى إنكار وجوده»، معتبرا تصريحاته «محاولة لمكافأة النظام على تفضله بالتنازل عن بعض المقاعد النيابية لحزبه في مسرحية الانتخابات الأخيرة، وإردافه في بعض مقاعد السلطة السيادية والتنفيذية». وتعهد تحالف المعارضة في بيانه بالالتزام بـ«قضايا المواطن والدفاع عن حقه الأصيل في حياة حرة كريمة، وبمواصلة التعامل مع قضاياه بجدية وشجاعة ووضوح رؤية».
وغمز التحالف المعارض الميرغني بأنه صعد إلى الموقع بالوراثة وليس نتيجة لتاريخه في النضال والوقوف مع الشعب بالقول «ليعلم السيد الحسن أن قوى الإجماع الوطني هي تنظيم جبهوي ذو قيادة جماعية، ولا مكان فيه لطلاب الزعامة الفردية التي يصعد إليها بالوراثة الذين لم يُعرف لهم تاريخ في مسيرة شعبنا النضالية». وخلف نجل الميرغني في المنصب شقيقه «جعفر» الذي شغل منصب مساعد الرئيس البشير في الفترة الماضية، بيد أنه لم يمارس أي نشاط سياسي وتنفيذي طوال فترة توليه المنصب، بل ظل مرافقا لوالده محمد عثمان الميرغني في العاصمة البريطانية لندن إلى أن تم استبداله بشقيقه «محمد الحسن» في التشكيل الوزاري الأخير.
وطالب التحالف المعارض مساعد البشير بتوجيه نصائحه لنظام الحكم الذي يحمله مسؤولية تدويل القرار الوطني، وقال «على السيد الحسن الميرغني أن يتوجه بنصائحه للنظام الذي يشارك فيه، والذي فتح الباب واسعا لتدويل القرار الوطني، حتى صارت قضايا السودان الداخلية تنافس القضية الفلسطينية في عدد قرارات مجلس الأمن، كما فاقت أعداد جنود القوات الأجنبية الموجودة في السودان أعداد جنود قوات الاستعمار التي تم إجلاؤها في عهد الحكومة الوطنية الأولى، التي كان يقودها الحزب الوطني الاتحادي».
وتهكمت المعارضة من الميرغني ودعته لأداء اليمين الدستورية التي تغيب عنها متذرعا بمشاغل أسرية، وقالت «نأمل أن يسارع السيد الحسن الميرغني لأداء القسم، فقد ضاعت منذ صدور قرار تعيينه أربعة أيام من الشهور الستة التي حددها لحل مشاكل الشعب السوداني»، وترى قوى المعارضة السودانية، بما فيها المنشقون عن الحزب الاتحادي الديمقراطي، أن «أنجال الميرغني» تربوا بعيدا عن الشعب، ولا يعرفون السودان ولا يفهمون قضاياه، وأنهم غير مؤهلين لتولي الوظائف العامة، وأن المناصب التي حصلوا ويحصلون عليها أتتهم بالوراثة عن والدهم الذي يتزعم إحدى أكبر طائفتين دينيتين في البلاد «طائفة الختمية»، وليس لكفاءتهم.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.