لم يكن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للعمرة والزيارة لاستضافة ثلاثة آلاف شخصية إسلامية بارزة على مدار ثلاث سنوات هو الإجراء المختلف على صعيد العلاقات الدولية الإسلامية في عهد ملك الحزم والكرم سلمان نظريًا فحسب، بل إن ثمار لمّ شمل الأمّة بدأت تتضح ناضجة في وجوه وأحاديث الدفعة الأولى التي مكثت ما بين الحرمين الشريفين ورجالهما من علماء ومسؤولين ومرافقين قرابة عشرة أيام قد صنعت الفارق في التعاطي الودّي الدؤوب لكل ما فيه خير وصلاح للإنسانية جمعاء وكل ذلك عن ثقة وإيمان. فقد كان الرابع من شهر شعبان لهذا العام مختلفًا بقدوم وفود ضيوف خادم الحرمين الشريفين من ست دول تحتل أهمية كبرى في جسد العالم المحيط بمهبط الوحي وأرض الرسالة، فدول مثل باكستان والهند وأفغانستان وبنغلاديش ونيبال أوفدت لأرض الحجاز خيرة رجالات دولها. وقائمة الضيوف لا تخلو من أعضاء برلمانات ومديري جامعات ونوّاب مجالس ورؤساء اتحادات، بالإضافة إلى رؤساء ومسؤولي تحرير كبريات الصحف والقنوات الإعلامية في البلدان الصديقة ممن يدينون بالإسلام.
يقول لـ«الشرق الأوسط» عبد الله المدلج الأمين العام لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة: «الطموحات كبيرة وما زلنا في بداية البرنامج، نعم نعمل وفق سياسة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي جيّش الجيوش وَقاد الأمة نحو الْعِزَّة ودحر الظلم عن المستضعفين بحزم ونخوة. وفي ميدان الإخاء والسلام والكرم ها نحن في برنامج الملك سلمان لاستضافة إخوان لنا أحببناهم لأن الرابط بيننا وبينهم الحب في الله والانتماء إلى دين الإسلام الحنيف، وعلى الأراضي المقدسة في الحرمين الشريفين لا بد أن يجتمع الشمل وتتوحد الكلمة ويقوى الصفّ». نويد رحيم الكاتب الباكستاني الشهير كان من ضمن ضيوف البرنامج الأوائل، وقد جاء لأرض الحرمين بعد سلسلة من ثمانية عشر مقالاً في الصحيفة المحلية «كراتشي نيوز».
من جانبه قال محمدين إسماعيل رئيس مجلس إدارة كبرى القنوات الفضائية في دولة بنغلاديش: «نعتز كثيرًا بكوننا ضيوفا مكرمين عند خادم الحرمين الشريفين في هذه البلاد الطاهرة، وقد وجدنا من الحفاوة والتقدير ما تعجز عنه الأقلام، ولا عجب في ذلك، فنحن أيضا نستشعر الأخوّة والروابط الإيمانية ما بين بلدينا وكذلك كأمة إسلامية واحدة».
وأردف محمدين المستثمر الإعلامي في بلاده بأن «شعب بنغلاديش رغم فقره وأميته نسبيًا فإنه يرى ويعلم ما يدور من مكائد في عالم اليوم.. فقنوات الفضاء والصحف في بنغلاديش تكاد تكون مجمعة على خدمة السعودية للإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض، وكل التطورات التي تشهدها البقاع المقدسة في دياركم كالحرمين الشريفين ومشعر الجمرات والتنظيم الرائع للحج سنويًا لا يحتاج من الأمة الإسلامية سوى الدعاء لكم ولقادتكم بدوام التمكين ولشعوبكم بالازدهار».
ومن الجانب النيبالي يقول ضياء محمود، وهو عضو برلماني ومرشّح لخوض الانتخابات القادمة في البلاد، إن مثل هذه التجمّعات لا بد أن تُكلل مستقبلاً بعقد الندوات الفكرية للتقارب بين الشعوب والتكامل الأممي بين المسلمين في أقاصي الأرض، ولا أحسن من أرض الحرمين والرعاية والإرادة والقيادة السعودية لهذه المشاريع.
أما بخصوص الجانب التراتيبي لخطة البرنامج فقد كانت المدينة المنورة المحطة الأولى، إذ أقلّت الحافلات الملكية ضيوف خادم الحرمين الشريفين من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز وحتى مقر سكن الوفود الذي يشرف على الحرم النبوي، وبعد الاحتفاء بالضيوف وتناول غداء التعارف تحركت القلوب قبل الأبدان في اليوم التالي صوب مقبرة شهداء أُحد. وهناك كان المرشد السياحي يحكي قصصًا عطّر التاريخ سيرة أصحابها بطولات وتضحيات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أرض طيبة، ثم تلا تلك الرحلة الضاربة في عمق التاريخ الزيارة الأهم والهدايا الأكثر قيمة من خلال الذهاب لأكبر مطبعة في العالم والحصول على نسخ من المصحف الشريف الذي يتولى دفة العمل فيه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وموظفيه الذين يرحبّون بزائرهم ويتحفونه بنسخة من كتاب الهدى.
مسجد قباء كان المحطة الأخيرة لزوار المدينة من ضيوف البرنامج الإيماني، فكانت صلاة ظهر يوم الخميس مختلفة في صدور البشر هنا، فهذا هو أول مسجد في الإسلام يحتضن الصلاة الأخيرة في مدينة الرسول قبل التوجه إلى قبلة المسلمين مكة.
الجمعة الثانية من شهر شعبان والتي نبّه فيها خطيب المسجد الحرام على حرمة دم المسلم وقدسية المساجد ووجوب أن تكون الأمة واحدة والحذر من كيد الأعداء، شهد ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين زيارة خاصة عصر ذلك اليوم من الشيخ خالد الغامدي إمام وخطيب المسجد الحرام، التقى فيها حميمًا بالضيوف الذين طلبوا كثيرا من الصور للذكرى، كما تبادل في ذلك المساء الهدايا الودية والتي دأبت أمانة البرنامج على اختيار كل تفاصيل البرنامج بدقة ومهارة لتكون الأجواء عامرة وغامرة بالسعادة والودّ.
في مكة كان هناك معرض يحمل اسم «السلام عليك أيها النبي»، فضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة شهدوا من خلال الساعتين اللتين قضوهما في جنبات هذا المكان بالعودة إلى تفاصيل القرن الأول، فالأدوات المذكورة في القرآن كلها هنا، ما يخص الحرب والسلام والمدنية والزفاف والأكل والآنية والتجارة وغير ذلك من تفاصيل الحياة التي كانت آنذاك، وفيه أيضا أقسام لتاريخ حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالأحداث وكأنك عشت معه أحداثها مرتّبة.
يقول الشيخ الدكتور ناصر الزهراني المشرف على المعرض: «ما زال لدينا الكثير لننجزه هنا، وكل من أتى إلى هذا المكان شعر بالسعادة وأثرى معلوماته بشيء من الواقع الذي عاشه الماضون». يقول نذير صحّار مدير تلفزيون «كابل نيوز» الأفغاني: «وددت أن يرى المسلمون في كل مكان هذه الروح وهذه المحبة، للأسف وسائل الإعلام تضج بالدماء والقتل ونحن هنا نعيش مشروع خادم الحرمين لبث الحياة في نفوس المسلمين، ولكن العزاء بأن الحاضرين من الضيوف ممن يمثلون الإعلام في بلدانهم قد وثّقوا باللقطات الحيّة كل هذه الجهود المباركة من الدولة السعودية وملكها الصالح وشعبها العزيز».
وَمِمّا تجدر الإشارة إليه أن 250 شخصية إسلامية أخرى تصل هذه الأيام قوام الدفعة الثانية من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة، وهي الآتية من دولة الفلبين وإندونيسيا وميانمار وهونغ كونغ وسنغافورة وماليزيا وتايلند.
وستشهد خلال الأيام العشرة القادمة احتفاءً رسميًا في بلاد الحرمين الشريفين من خلال التنظيم المعد من قبل أمانة البرنامج برئاسة الأمين العام للبرنامج عبد الله بن مدلج المدلج ومتابعة وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ الدكتور صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
برنامج زيارة لضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لأداء العمرة
استضافة ثلاثة آلاف شخصية إسلامية بارزة على مدار ثلاث سنوات
برنامج زيارة لضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لأداء العمرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة