عاد الهدوء إلى مدينة ديار بكر الكردية شرق تركيا بعد يوم على تفجير استهدف تجمعا انتخابيا لحزب «ديمقراطية الشعوب» في المنطقة أسفر عن سقوط 4 قتلى ومئات الجرحى، لكن زعيم الحزب صلاح الدين دميرطاش الذي دعا أنصاره إلى الهدوء وتجنب أعمال الشغب، أبدى غضبه حيال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ورئيس الحكومة أحمد داود أوغلو برفضه الرد على اتصالاتهما الهاتفية للتعزية.
وقال إردوغان إنه حاول الاتصال أكثر من مرة بدميرطاش، لكنه «لم يجده» مقدما له التعازي عبر شاشات التلفزيون، فيما وصف داود أوغلو الحادث بأنه «استفزاز صريح»، داعيا إلى إجراء تحقيق في الحادثة. وقال: «نحن نقف أمام عمل تخريبي وتحريضي، يستهدف زعزعة استقرار تركيا قبيل الانتخابات النيابية». وأكد داود أوغلو أنَّ حكومته شددت إجراءاتها الأمنية في طول البلاد وعرضها، من أجل ضمان سير العملية الانتخابية في أجواء من الأمن والاستقرار. ودعا رئيس الوزراء الأحزاب التركية إلى اتخاذ موقف مشترك من الإرهاب وأعمال العنف، قائلاً: «لو أنَّ التفجير الإرهابي الذي وقع في ديار بكر استهدف أي تجمع لأي حزب آخر لكنا أظهرنا المواقف نفسها».
وقال وزير الزارعة والثروة الحيوانية التركي مهدي أكر، إن «تفجيري ديار بكر نُفذا بواسطة هاتف جوال، واستخدمت في أحد التفجيرَين المتواليين مادة (تي إن تي)، وشظايا معدنية صغيرة، كما أن احتمال استخدام (تي إن تي) في التفجير الثاني كبير».
وأشار الوزير التركي خلال مؤتمر صحافي أمام مبنى ولاية ديار بكر جنوب شرقي البلاد، إلى أن المصابين جراء تفجيري أمس يواصلون تلقي علاجهم في المستشفيات، مضيفًا: «هناك 80 مواطنا يعالجون في المستشفيات بينهم عنصرا شرطة، والقسم الأكبر إصابتهم ليست خطيرة، ولكن هناك فقط ثمانية أشخاص وضعهم أخطر مقارنة بالباقين».
إلى ذلك، شن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هجوما جديدا على وسائل الإعلام الأجنبية عشية الانتخابات التشريعية، محذرا صحيفة «الغارديان» البريطانية «من تجاوز الحدود»، ومنتقدا «رأس المال اليهودي» لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
وقال إردوغان في خطاب ألقاه في اردهان شرق البلاد: «هل تعلمون ماذا كتبت صحيفة بريطانية في شأن هذه الانتخابات؟ قالت: إن المسلمين الفقراء الذين لم يتأثروا بالغرب في شكل كامل لا يحق لهم حكم بلادهم». وأضاف على وقع الهتافات: «من أنتم؟ (...) لا تتجاوزوا الحدود. منذ متى يسمح لكم بإصدار أحكام علينا؟».
ومنذ بداية الحملة الانتخابية، كثف الرئيس التركي الذي لا يجيز له الدستور المشاركة فيها من حيث المبدأ، حملاته على وسائل الإعلام، سواء التركية والأجنبية، إثر انتقادها سياسته أو نشرها معلومات محرجة للنظام الإسلامي المحافظ. وكرر إردوغان السبت هجماته على «نيويورك تايمز» التي كان توعدها بعدما نشرت مقالا نددت فيه بنهجه السلطوي.
وأمام آلاف من أنصاره، جدد اتهام الصحيفة الأميركية بإطلاق حملة ضد تركيا منذ عقود. وقال: «الآن، يمارسون كراهيتهم ضدي (...) إننا نعرف القيمين عليها (الصحيفة). إن رأس المال اليهودي الكبير يقف وراء كل ذلك ويا للأسف».
عودة الهدوء إلى ديار بكر.. ودميرطاش يرفض الرد على اتصالات إردوغان وداود أوغلو
الرئيس التركي يهاجم الصحافة الغربية ورأسمالها «اليهودي»
عودة الهدوء إلى ديار بكر.. ودميرطاش يرفض الرد على اتصالات إردوغان وداود أوغلو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة