قوات المعارضة تستنزف «داعش» في معاركه بريف حلب الشمالي

هدنة 24 ساعة في الجنوب بين «لواء شهداء اليرموك» و«الكتائب الإسلامية»

قوات المعارضة تستنزف «داعش» في معاركه بريف حلب الشمالي
TT

قوات المعارضة تستنزف «داعش» في معاركه بريف حلب الشمالي

قوات المعارضة تستنزف «داعش» في معاركه بريف حلب الشمالي

قُتل 14 مقاتلاً من تنظيم داعش وجُرح آخرون أمس، إثر معارك عنيفة يخوضها مقاتلو المعارضة السورية لليوم الثامن على التوالي بريف محافظة حلب الشمالي، ضد تنظيم داعش الذي يحاول التقدم إلى الشريط الحدودي مع تركيا عند مدينة أعزاز، بالتزامن مع قصف جوي لطائرات التحالف الدولي، استهدف حشود التنظيم في مدينة رأس العين بشمال محافظة الحسكة، التي تقاتل ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية.
ناشطون أفادوا أمس بمقتل 14 عنصرًا من «داعش» خلال اشتباكات مع جبهة النصرة وفصائل مقاتلة في محيط قرية الشيخ ريح ومحيط صوران أعزاز، ومناطق أخرى بريف حلب الشمالي، في حين قتل 6 أشخاص من الفصائل المقاتلة، ولقي مقاتلان اثنان على الأقل من النصرة حتفهما في الاشتباكات ذاتها. وتتواصل الاشتباكات منذ 8 أيام في تلك المنطقة، حيث أحرز «داعش» تقدمًا باتجاه بلدة صوران وبعض المزارع المحيطة ببلدة مارع، في محاولة للتقدم باتجاه معبر أعزاز الحدودي مع تركيا، وامتدت المعارك لتشمل منطقة تبلغ مساحتها 40 كيلومترًا مربعًا. واستطاع التنظيم، بالفعل، خلال الأسبوع الأخير من المعارك، السيطرة على بضع بلدات في ريف حلب الشمالي، وعلى سبعة مواقع كانت تتمركز فيها فصائل المعارضة في الريف الشمالي، أبرزها بلدة صوران أعزاز، بينما لقي أكثر من 70 مقاتلا من قوات المعارضة حتفهم وجرح عدد آخر، خلال محاولات السيطرة على بلدة مارع. ويشارك في المعارك مقاتلون من فصائل المعارضة في محافظتي حلب وإدلب، ينضوون تحت ألوية «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» و«جيش الإسلام» و«حركة أنصار الدين الإسلامية».
ولكن، في الوقت نفسه، تمكنت فصائل المعارضة من استنزاف التنظيم وتكبيده خسائر بالعتاد والمقاتلين، حسب الناشط الإعلامي المعارض أبو العبد الشمالي، إذ نقل «مكتب أخبار سوريا» عن الشمالي قوله إنّ فصائل المعارضة قتلت أكثر من 100 مقاتل من التنظيم، وأسرت 15 آخرين، كما سقط عدد كبير من الجرحى،، لافتًا إلى تدمير المعارضة سبع دبابات وخمس سيارات بيك أب، تحمل اثنتان منها رشاشات ثقيلة، وجرافة زراعية كانت تنشئ المتاريس للتنظيم، كما استولت على دبابة وعربة نقل جنود مدرعة «بي إم بي» وسيارة مدرعة من طراز «هامر».
وتزامنت المعارك مع قصف الطيران الحربي النظامي تمركزات للكتائب المقاتلة في قرية كفرة، التي يحاول تنظيم داعش اقتحامها بالقرب من بلدة صوران، بحسب «المرصد السوي» الذي أفاد بقصف الطيران الحربي منطقة في محيط مدينة حريتان، بريف حلب الشمالي، ومناطق أخرى في قريتي تلالين وحربل. هذا، وأفاد ناشطون بقصف جوي بالبراميل المتفجرة، تعرضت لها مدينتا تل رفعت ومارع الخاضعتان لسيطرة المعارضة بريف حلب الشمالي.
وبموازاة هذه المعارك، أفاد ناشطون بمقتل أكثر من 9 مواطنين، بينهم طفلان، جراء إصابتهم في سقوط قذائف أطلقها مقاتلون على مناطق سيطرة قوات النظام في حي الأشرفية بمدينة حلب، بينما سقط عدد من الجرحى، كما أفاد المرصد، وتشهد مناطق سيطرة قوات النظام داخل حلب بشكل مستمر قصفًا من قبل كتائب مقاتلة بقذائف محلية الصنع وقذائف الهاون وأسطوانات الغاز المتفجرة.
وفي جنوب سوريا أصدر «دار العدل في حوران» أمس، بيانًا تناول الاشتباكات الدائرة في ريف درعا الغربي بين «لواء شهداء اليرموك» التابع لتنظيم داعش من جهة، و«جبهة النصرة» وفصائل مقاتلة من جهة أخرى، أعلن فيه وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة، تنتهي في الساعة 11 من ظهر اليوم الأحد.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.